• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا يساء إلى النبي محمد ؟! .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

لماذا يساء إلى النبي محمد ؟!

 بسم الله الرحمن الرحيم
 
(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) المائدة.
 
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9.
 
 (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )البقرة /285.
 
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء) المائدة/91.
 
(قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ)المائدة/100.
 
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ)المائدة/41.
 
(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )المائدة/42.
 
(وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)المائدة/43.
 
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات /13.
 
(إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )المائدة/44.
 
(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)المائدة/52.
 
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ)المائدة/65 ـ 66.
 
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ) المائدة/68.
 
(مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ) المائدة/75 .
 
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)المائدة/33.
 
 (وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة/48.
 
(وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)المائدة/14.
 
(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)المائدة/16.
 
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ)المائدة/15.
 
(وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) المائدة/7.
 
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)المائدة/18.
 
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )المائدة/19.
 
(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)المائدة/32.
 
لماذا يساء إلى نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله)؟ ولماذا تتكرر هذه الإساءات؟ هل أن أمتنا الإسلامية لم تعد أمة منيعة تتمكن من الرد والردع؟ أم أنها وصلت إلى درجة من الضعف حتى سهل على السفهاء التطاول على مقدسات  وسادتها وفي مقدمتهم سيد الكون محمد (صلى الله عليه وآله )؟
 
لا اشك أنكم جميعا تعلمون انه يوجد في كل الأديان السماوية وغير السماوية دون استثناء .. نعم يوجد في تلك الأديان أشخاص يحرفون الكلام .. ويكذبون .. ويكفرون .. ويتمردون .. ويقومون بأعمال منافية تماما لما تقدسه تلك الأديان .. ومن هؤلاء البشر قسما من المسلمين .. وقسما من المسيحيين..  وقسما من اليهود .. وقسما من كل حملة تلك الأديان واكرر دون استثناء إطلاقا  ..
 
يا أعزائي .. أن التحريف في القول .. والكفر بالقول والفعل .. والتمرد على الدين .. واللجوء إلى دين آخر .. والتبرؤ من أي دين .. فان ذلك يا أعزائي لا يعني تثبيت تحريفا في الكتب المقدسة لتلك الأديان .. فهؤلاء الأنفار مهما كثر عددهم في كل الأديان .. والتي منها الدين الإسلامي .. والدين المسيحي .. والدين اليهودي .. نعم فهؤلاء الأنفار مهما حرفوا .. وكفروا .. وخالفوا .. وأنكروا .. وقلبوا الحقائق .. وتجاوزوا على الصحيح .. فان ذلك لن يكون في الكتب المقدسة لتلك الأديان .. وخاصة القران والإنجيل والتوراة .. فأنها مصونة عند الخالق .. ولم ولن يستطع أحد أن يجري عليها تحريفا .. وإلا فأين التحريف الذي حدث ؟.. نعم اكرر و أؤكد مستفسرا أين التحريف الذي حدث ؟.. أنا أقول لكم يا أعزائي أين التحريف الذي حدث في تلك الأديان !.. أن التحريف يا كرام قد حدث سابقا .. وهو يحدث الآن .. وسيبقى يحدث مادامت الحياة مستمرة .. ولكنه يحدث من قبل أشخاص مسلمين .. ويحدث من قبل أشخاص مسيحيين .. ويحدث من قبل أشخاص يهود وغيرهم .. ولكن هذا التحريف لا يطال الكتب المقدسة التي تعهد بحمايتها سبحانه وتعالى .. فتلك الكتب المقدسة مصونة استنادا لنصوص قراننا الإسلامي الذي هو استمرارية لتلك الكتب المقدسة والذي هو خاتم أيضا .
 
هناك من يؤمن بقوة الحق وبالتالي يكون الحق هو المحدد لحركته في الحياة والضابط لعمله وتصرفاته فيها، وهناك من يؤمن بحق القوة، فالقوة هي من تقود وهي من تضبط إيقاع الحركة لديه .
 
ومن هنا نفهم التباين بين الخط المتمسك بالحق وأمام كل معضلة يبحث عن الحق ويعتصم به، وبين آخر لا يرى إلا القوة ومنها ينطلق وعليها يعتمد وإليها يعود وإن أدى ذلك إلى زهق الأرواح وانتشار الخراب والفساد والدمار في البلاد .
 
واستشهد أمور تخفيها الصحافة العالمية الظلم في المملكتين في السعودية والبحرين!. ولو كان حكام السعودية والبحرين والأردن والخليج وحاكم قطر وغيرهم من المسلمين لكان حركوا ساكناً وطلبوا أن يحال هذا أو المجموعة التي سعت للفتنة لخلط القيم والمفاهيم وأثارت الفتن في العالم  وخلق البلبلة والفوضى ..وأن هذا الهدف يريد إشعال فتيل فتنة ! .. ولكن نحن المسلمين لا نتعدى على أي حدود لأن ديننا لا يسمح لنا التطاول وأن كل أنبياء الله عندنا هم مورد احترام وتقدير وطاعة لأنه أمر إلهي كما أمرنا تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )البقرة /285.
 
كما ذكر الله عن المنافقين أنهم ‏{‏مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء‏}‏‏[‏النساء‏:‏143‏]‏، ‏{‏وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏14 ،15‏]‏‏. ولنرى ماذا سيعمل هؤلاء النفر ! من الذين ينادون بجمع الأديان والتقارب! ‏
 
والمؤسف أن الغطاء الإعلامي للمظلمين من الشعبيين في المملكتين السعودية والبحرين وما يجرى من ظلم وقتل وهتك لأعراض وقتل المسلمين الجعفرية وتكفيرهم وزجهم بالسجون والمعتقلات وأن  ما حدث من هجوم على بلدة العوامية الصامدة في هذا الأسبوع المنصرم حيث تطايرت الأعيرة النارية في شوارعها مما أدى إلى إزهاق نفس من المقيمين وترويع للحرائر والأطفال والآمنين في المنطقة الشرقية جمعها والقطيف والعوامية الصامدة كما ذكرت أول السطر.وفي البحرين قتل المواطنين المسالمين !
 
ومن الطبيعي أن الإعلام جاهز لفبركة ما جرى وترويج الأكاذيب وهذا ليس مستغربا، ولكن المستغرب والمستهجن هو انسياق البعض منا في نشر هذه الأكاذيب تحت ذريعة الحرفية والنزاهة . وللعلم أحب أن اذكر المتواجدين قرب الحرمين الشريفين أن يعلموا أن بث الأكاذيب هو حرام شرعاً وتشتد الحرمة
 
إذا كان ذلك مما ينال من المؤمنين ويفت من عضدهم ويضعف شوكتهم . وأن ما يجري على ارض البحرين من قتل وهتك لأعراض والأعراف وهدم الجوامع والحسينات وقتل النساء والأطفال ..وأنهم تمادوا حتى على وأنا في الخارج وكسروا في الأسبوع الماضي زجاج سيارتي ! وهذا التعدي كان مستهدف من بين ألوف العجلات استهدفت سيارتي .
 
وأن اعتماد لغة القوة وإضفاء الشرعية عليها من قبل الصهاينة والولايات المتحدة والغربيين، وهذا يظهر جليا من خلال التعاطي مع الأمة الإسلامية بالإساءة المتكررة لمقدساتها من دون ردع، والاستهانة بأرواح المسلمين من خلال القتل المتكرر ودعم الأنظمة والجماعات المتطرفة بالسلاح والعتاد، والوقوف إلى جانب الأنظمة الشمولية في القمع والقتل والاضطهاد وتوفير الغطاء الدولي لتلك الأعمال المشينة .
 
وأن لي نقاط ثلاثة  أوضحها لكم :ـ 
 
الأولى: إن ما صدر حتى الآن عن الإدارة الأمريكية لا يرقى إلى الاعتذار للمسلمين فضلا عن أنه يصل إلى حد ردع المعتدين، والاعتذار بحرية التعبير تنقضها الحديث عن وهم الهلكوست، لذا فإننا لا نطالب أن نعامل كما يتعامل مع منتقدين وهم المحرقة لأننا أصحاب حق بينما ال.... أصحاب وهم .
 
إننا نطالب بالحق والعدل لأن ديننا هو دين الحق والعدل ولا نبتغي غير ذلك، والحق هنا هو سن القوانين التي تجرم الإساءة إلى أي من الديانات أو رموزها أو معتقداتها، ومحاكمة كل من يتطاول عليها .
 
الثانية: إن ما حصل في ليبيا هو عمل مشين والإسلام منه بريء، وهو في الحقيقة نتاج الزراعة الأمريكية في أفغانستان وباكستان، وما تلا ذلك في العراق وليبيا واليمن واليوم في سورية حيث الطائرات تقل الإرهابيين والتكفيريين أمام مرأى ومسمع الأمريكيين إلى تركيا ومنها إلى سورية ليس للتنزه في حدائقها وإنما لإعمال آلة القتل والدمار في أبنائها ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وفي الحقيقة أنا لا ادعم كرسي الأسد بل أقول لماذا هذا الصراع حول المناصب وقتل الأبرياء من إخواننا وشعبنا السوري .وليجلسوا ويتباحثوا لكسر الفتنة المزروعة من قبل الإرهاب العالمي وصناع الكراسي وإن
 
الحركات التكفيرية والإرهابية هي زرع الإدارات الأمريكية المتعاقبة أو أتباعها، وقد عانينا أشد العناء منهم ومن أفعالهم وهي من تغذي وترعى وتمول، واليوم ينقلب السحر على الساحر ويكون ما لا يجوز أن يكون .
 
إننا ندعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة النظر في التعاطي مع الجماعات التكفيرية، والابتعاد عن استخدامهم في تفتيت الأمة الإسلامية وتمزيقها لأن ما ينتج عنهم لن يتوقف عند حد بل سيدمر أيضا زارعيه ورعاته .
 
الثالثة: إن على أبناء الأمة الإسلامية أن يقوموا بحملة تطهير للمجامع الحديثية من كل ما يسئ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)  لأن فيها من الموضوعات ما يعتمد أهل الباطل عليه، ومما يؤسف له أن بعض الدعاة وقعوا في وحل الإساءة إلى نبينا حين اعتمد على مثل ذلك فقال أن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله ) كان يتاجر بالخمر عند مسجده .
 
ادعوا العلماء كافة ومن كل المذاهب إلى حملة تطهير شاملة اعتمادا على ما أسسه أهل البيت عليهم السلام من عرض الأحاديث على القرآن الكريم فما خالفه فهو زخرف وألقوا به عرض الحائط .
 
ويجب أن نقف وقفة شجاعة جنبا إلى جنب أبناء الأمة الإسلامية في وجه المعتدين على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأرجو على ضرورة إرسال الرسائل المتنوعة إلى الإدارة الأمريكية مشددا على أن الامتياز عن موقف الحكومات الإسلامية في هذه القضية هو أمر طبيعي .
 
وبعد ما عرفنا أن السفهاء والمنافقين والمزورين هم سلاح فتاك بيد الجهلاء الفاسقين ومدى خطرهم على العالم بأسره يجب أن نكون حذرين وأن نمسك بأنفسنا وأن نتحكم بهما خوف من الوقع بالفتة التي هي بند من بنود الطائفية البغيضة والتحكم واجب شرعي بأن نكون معتدلين ونبتعد من كيد الكائدين كما قال الإمام الشافعي رضوان الله عليه في بعض أشعاره الحكيمة :
 
 يخاطبني السفيه بكل قبـح***فأكـره أن أكون له مجيبا
 
يزيد ســفاهة فأزيد حلـما***كعود زاده الإحراق طـيبا
 
....
 
إذا نطق السفيه فلا تجبـه***فخير من إجابته السكوت
 
فإن كلَمتــــه فرَجت عنـه***وإن خليتـه كمـداً يمـــوت
 
.......
 
  لا تجادل الأحمـق .. فقد يخطيء الناس في التفريق بينكما
 
......
 
وما من كاتب إلا سيفنـى***ويُبقى الدهـر ما كتبت يداه
 
فلا تكتب بكفك غير شيء*.يســـرك في القيامة أن تراه .
 
وهنا يجب علينا أن نقف صفاً واحدا كما أمرنا الله ورسوله طاعة ولاة الأمر المنتخبين من قبل شعوبهم وحماية النص والسنة النبوية الشريفة والقوانين والدستور لك دولة بما ينصحه دستورهم وإقامة العدل ورفع الظلم عن البشر في البلاد  ودعم الأيتام والأرامل والفقراء والمتعففين والفقراء من المسننين وإيجاد فرص العمل للمواطنين ومعاقبة المرتشين والذين يسارعون في تسهيل معاملات الناس بطرق غير مشروعة لتعينهم في دوائر الدولة والسعي على تنفيذ قانون الادخار الإجباري ورفع العلاوات والمخصصات للموظفين المستنفذين في الدول ورفع شعار حرمة التبذير والتبديد لأموال الدولة .ومرة أخرى يجب أن نكون  يداً واحدة للعمل سويا كما أمرنا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، قَالَ : " مَنْزِلَةُ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِمَا أَصَابَ أَهْلَ الإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا أَصَابَ الرَّأْسَ". والمرجو من العلماء والصالحين ووزارة العدل والأوقاف  أن يدينون بالنصيحة للأمة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : : المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ؛ يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
 
ويأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء .
 
ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا .
 
ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك .
 
ويأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل ، والرفق بالمملوك والجار والمسنين والحيوان والولد لأبيه والأب لأبنه والأم لأبنها والولد  لأمه كما قال الإمام زين العابدين في وصية في رسالة الحقوق يأمر به البشر وابتدأ به من حق الله وإلى حق النفس :
 
حق الله
 
 (فأما حق الله الأكبر فإنك تعبده، لا تشرك به شيئاً، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة، ويحفظ لك ما تحب منهما..) إن من أعظم حقوق الله تعالى على عباده، أن يعبدوه بإخلاص، ولا يشركوا بعبادته أحداً، فإن في ذلك تطهيراً لقلوبهم من الزيغ، وتحريراً لعقولهم وأفكارهم من الرق والتبعية، أما عبادة غير الله من الأصنام والأوثان فإنها ذل وعبودية، وقضاء على كرامة الإنسان، وعزته، وإلقاء  له في حضيض من الانحطاط ما له من قرار .
 
حق النفس
 
 (وأما حق نفسك عليك فإن تستوفيها في طاعة الله، فتؤدي إلى لسانك حقه، وإلى سمعك حقه، وإلى بصرك حقه، وإلى يدك حقها، وإلى رجلك حقها، وإلى بطنك حقه، وإلى فرجك حقه، وإلى يدك حقها، وإلى رجلك حقها، وإلى بطنك حقه، وإلى فرجك حقه، وتستعين بالله على ذلك )...
 
 
 
وعرض الإمام (عليه السلام) إلى حق النفس على الإنسان، وأن عليه حقوقاً وأهمها أن يستوفيها في مرضاة الله وطاعته، ولا يجعل للشيطان عليها سبيلاً، وبذلك ينقذها من المخاطر والمهالك، وينجيها من شر عظيم، وذكر الإمام أن لكل جارحة في بدن الإنسان حقاً عليه، ولنستمع إلى حديثه التالي مفصلاً تلك الحقوق .
 
حقوق الرعية
 
(فأما حقوق رعيتك بالسلطان فإن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم، فإنه إنما أحلهم محل الرعية لك ضعفهم، وذلهم، فما أولى من كفاكه ضعفه وذله، حتى صيره رعية، وصير حكمك عليه نافذاً، لا يمتنع منك بعزة ولا قوة، ولا يستنصر في ما تعاظمه منك إلا بالله، بالرحمة والحياطة ، والأناة، وما أولاك إذا عرفت ما أعطاك الله من فضله هذه العزة والقوة التي قهرت بها، أن تكون لله شاكراً، ومن شكر الله أعطاه فيما أنعم عليه، ولا قوة إلا بالله )..
 
لقد نظر الإمام العظيم (عليه السلام) إلى الحكومات القائمة في عصره فرآها على القهر والغلبة، ولم تستند لانتخاب شعوبها فرضخت للظلم، والذل ولم تمتنع بعزة ولا قوة من السلطان، وقد أوصى الإمام أولئك الحكام برعاية الشعوب والرحمة بها، والحياطة لشؤونها، والإناة في التصرف في أحوالها، كما أوصاهم أن يذكروا ما أعطاهم الله من فضله فيشكروه بالإحسان إلى الرعية والرفق بها .
 
حق المتعلمين :
 
 (وأما حق رعيتك بالعلم فإن تعلم أن الله قد جعلك لهم في ما آتاك من العلم، وولاك من خزانة الحكمة فإن أحسنت فيما ولاك الله من ذلك، وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبده الصابر والمحتسب الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه، كنت راشداً، وكنت لذلك آملاً معتقداً، وإلا كنت له خائناً، ولخلقه ظالماً، ولسلبه عزة متعرضاً )..
 
لقد حث الإمام العظيم (عليه السلام) العلماء على نشر العلم وبذله للمتعلمين، وجعل ذلك حقاً عليهم، وهم مسؤولون عن رعايته، فإن الله تعالى فيما رزقهم من العلم والحكمة، قد جعلهم خزنة عليها، فإن بذلوه إلى المتعلمين فقد قاموا بواجبهم وأدوا رسالتهم، وإلا كانوا خونة وظالمين، وتعرضوا لنقمة الله وسخطه .
 
حق المملوكة :
 
 (وأما حق رعيتك بملك النكاح فإن تعلم أن الله جعلها سكناً ومستراحاً، وأنساً وواقية، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه، ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله، ويكرمها ويرفق بها، وإن كان حقك عليها أغلظ، وطاعتك بها الزم في ما أحببت وكرهت، ما لم تكن معصية، فإن لها حق الرحمة، والمؤانسة، وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لابد من قضائها، وذلك عظيم، ولا قوة إلا بالله )...
 
 
 
وأوصى الإمام (عليه السلام) من يملك وطء امرأة بملك اليمين أن يقابلها بالرأفة والإحسان، ويقوم برعايتها، وليعلم أن ما استحله منها إنما هو نعمة من الله عليه، فاللازم عليه رعاية تلك النعمة، ورعايتها رعاية كاملة .
 
حق المملوك :
 
 (وأما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك، ولحمك ودمك وأنك تملكه لا أنت صنعته دون الله، ولا خلقت له سمعاً ولا بصراً ولا أجريت له رزقاً، ولكن الله كفاك ذلك بمن سخره لك، وأئتمنك عليه، واستودعك إياه لتحفظه فيه، وتسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل، وتلبسه مما تلبس، ولا تكلفه ما لا يطيق، فإن كرهته خرجت إلى الله منه، واستبدلت به، ولم تعذب خلق الله، ولا قوة إلا بالله )..
 
لقد نظر الإمام العظيم إلى المملوك نظرة مستمدة من جوهر الإسلام وواقعه، فالمملوك كالحر قد صنعه الله، وخلق له السمع والبصر، وأجرى له الرزق، كما صنع ذلك للحر، وليس للمالك أن يتجبر أو يتكبر عليه، وليس له أن يرهقه، أو يحمله فوق طاقته، وإنما عليه أن يعامله بالحسنى، فيطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، وينظر إليه كما ينظر إلى أفراد عائلته، وبهذا فقد حفظ الإسلام للرق مكانته، ونفى عنه كل منقصة أو حزازة . وأن رسالة الحقوق طويلة وتصل لحد 52 بنداً فليتنافس المتنافسون  للمطالعة والعمل لرفع الظلم والمظالم عن عباد الله ونشر العلم والمعرفة في البلدان .
 
وقد ضمن الله تعالى لمن عبده بحق أن يكفيه أمور دنياه وآجرته . ويجب أن يركز الكل وينهون عن الفخر  ، والخيلاء ، والبغي ، والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق . ويأمرون بمعالي الأخلاق ، وينهون عن سفسافها .كما بدأ سفهاء السينما لزرع فتنة بين عباد الله ويداً بيد للتعاون والتآخي وليعلم الكل أن الإسلام لا يعتدي ولا يتطاول على أي من الديان الأخر ويحث البشر للتعارف والمحبة والاختلاط كما أمرنا الله لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات /13. نعم هذا ما امرنا القرآن ورسوله فليتنافس المتنافسون لزرع المحب والحب الصادق وأحياء العدل في العالم جميعا وأرجو منكم الدعاء لي بالشفاء لأن نسبة السرطان ازداد في بدني وأسال الله أن يشافي جميع المرضى بحق مرض أيوب عليه السلام.والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21953
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19