• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح56 سورة النساء .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح56 سورة النساء

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ{44}
تشير الاية الكريمة الى ان الذين لديهم معرفة الشرائع من اهل الكتاب , بعضهم وليس جميعهم ( من هنا للتبعيض ) , يبيتون امرين : 
1- (  يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ ) : وهذا ما يدل على انحراف عقيدتهم عن جادة الصواب . 
2- (  وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ ) : لا يكتفون بضلالة انفسهم , بل يريدون ان يضلوا غيرهم .                
 
وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً{45}
تنسب الاية الكريمة معرفة الاعداء الى الله تعالى , فيخبر ويحذر المسلمين منهم , ثم تعرج لتذكر بامرين : 
1- (  وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً ) . 
2- (  وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً ) .        
 
مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً{46}
تذكر الاية الكريمة احد اشد اعداء المسلمين فتكا , وتبين علاماته : 
1- (  يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) : تلاعبهم بالكلمات . 
2- (  وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا ) . 
3- (  وَعَصَيْنَا ) . 
4- (  وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ) . 
5- (  وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ ) . 
6- (  وَطَعْناً فِي الدِّينِ ) .               
ثم تقترح الاية الكريمة عليهم انهم لو : 
1- (  قَالُواْ سَمِعْنَا ) . 
2- (  وَأَطَعْنَا ) . 
3- (  وَاسْمَعْ ) . 
4- (  وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ ) .        
لتختتم الاية الكريمة بـ (وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) ! . 
 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً{47}
توجه الاية الكريمة خطابا شديد اللهجة لاهل الكتاب , تأمرهم ان يؤمنوا بما انزل الله تعالى , الذي هو مصداقا لما لديهم في كتبهم , وتحذرهم احد امرين ان لم يستجيبوا : 
1- (  ِّمن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا ) . 
2- (  أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ) .   
لتختتم الاية الكريمة بتأكيد (  وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ) ! . 
    
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً{48}
تؤكد الاية الكريمة على عدة امور : 
1- المشركين لا يغفر لهم ابدا . 
2- كافة الذنوب ما دون الشرك قابلة للمغفرة بشرطين : 
أ‌) ان تراعى شروط الاستغفار , حسب ما يرويه اصحاب الفضيلة . 
ب‌) مغفرة خاصة وفقا لمشيئته عز وجل .  
3- (  وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) .    
 
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً{49}
تروي الاية الكريمة , ان هناك فئة من الناس يزكون انفسهم , تزكية لا تستند على دليل علمي او منطقي , فتدحض حجتهم , وتؤكد ان التزكية لابد وان تصدر من قبله عز وجل ! . 
يروي المفسرون , ان الاية الكريمة قصدت اليهود , كونهم يدعون انهم شعب الله المختار , وكونهم افضل البشر تميزا , وادعوا انهم ابناء الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) واحبائه ! .  
 
انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً{50}
توجه الاية الكريمة انظار المسلمين الى تلك الافتراءات , وتؤكد ان هذه الافتراءات كفى بها اثما عظيما واضحا للعيان (  وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً ) ! .    
 
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً{51}
تكشف الاية الكريمة عن سر من اسرار اعداء الاسلام , حركة شيطانية خفية , وجدت منذ زمن بعيد , ولازالت حتى يومنا هذا ,  تخفت وانتشرت بين اهل الكتاب , يؤمنون ويعبدون الشياطين , ويقدسونهم , اتخذت لها مسميات عدة , في كل عصر ومصر , فتارة تدعى  فرسان هيكل سليمان , وتارة المتنورين واخرى الماسونيون الاحرار . 
اكدت الاية الكريمة , ان تلك الجماعة مارست كل فتنها وحيلها من اجل وأد الاسلام ومنع انتشاره ذلك الحين , لكن { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30  
 
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً{52}
تشير الاية الكريمة الى ان هؤلاء قد لعنهم الله ( طردتهم من رحمته ) , ومن يطرده الله تعالى من رحمته , فلن يجد له نصيرا ابدا ! . 
مما يروى في سبب نزول الاايتين الكريمتين ( 51 – 52 ) , ان كعب بن الاشرف قد تحالف مع مشركي مكة ضد رسول الله (ص واله) , ونقض ما كان بينه وبين رسول الله (ص واله) من الحلف , فقال كعبا لقريش : ( انتم والله اهدى سبيلا مما عليه محمد ) .   
 
أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً{53}
تجردهم الاية الكريمة من كل ممتلكاتهم , وتثبت عجزهم ! . 
 
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً{54} 
الحسد تمني زوال النعمة , تبدأ الاية الكريمة بكشف ما يرتاد صدور هؤلاء من تمني زوال النعمة عنه (ص واله) والمسلمين , وتضيف ان الله تعالى قد اتى ال ابراهيم ثلاثة امور : 
1- (  الْكِتَابَ ) . 
2- (  وَالْحِكْمَةَ ) . 
3- (  وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ) . 
فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً{55}
بعد ان اوضحت الاية الكريمة السابقة , بأن الله تعالى قد آتى آل ابراهيم (  الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ) , بينت الاية الكريمة ان بعضا منهم قد امن به , والبعض الاخر صدّ وكفر , لتختتم ببيان شديد اللهجة (  وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) ! .      



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22460
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28