نشرت شرطة اقليم كردستان يوم السبت الماضي احصاءات عن عدد الجرائم المختلفة المرتكبة خلال الاشهر الثمانية الماضية في المحافظات الكردستانية الثلاث (اربيل والسليمانية ودهوك) .
تسجل السليمانية أعلى عدد من الجرائم المرتكبة اذ بلغت 4170 وكذلك اعلى عدد من الجرائم التي سجلت ضد مجهول ،وقد بلغت 919 جريمة من اصل مجموع الجرائم ،فيما سجلت اربيل 1865 جريمة بينما بقيت 127 مسجلة ضد مجهول وفي محافظة دهوك وقعت 1910 جريمة بينها 116 جريمة ضد مجهول .
اما بقيت الجرائم وقعت في قضاء سوران وادارة كرميان .
بعكس عدد الجرائم المرتكبة ان آليات الضبط الامني فعالة ومستوى الوعي الاجتماعي والالتزام بالقانون في درجة طيبة ،واداء الاجهزة الامنية جيد ونجاحها في كشف الجناة والجرائم المقيدة ضد مجهول قليلة نسبياً ومن بين الجرائم كانت العدد الاكبر الجرائم العراك والشجار ،حيث بلغت 3482 اي حوالي 38% وهي نسبة عالية ولاتشكل بطبيعتها خطرا كبيراً على المجتمع ،تليها جرائم السرقة واقع 1349 فيما كانت 158 جريمة قتل و24 جريمة قتل بالخطأ .
القيام بمثل هذه الاحصاءات جاء نتيجة الاستقرار السياسي والامن الجيد ،وهذا امر ملموس في اقليم كردستان ،يلمسه كل العراقيين وتوفر للباحثين والمختصين أفرادا ومؤسسات معطيات ومعلومات تكون ركائز لبناء استراتيجيات أمنية مدعمة وعلى اسس علمية قادرة على زيادة شعور المواطنين بالامان والامن ،وخلق مناخات ملائمة للحفاظ على حقوق الانسان ، واجواء مناسبة للعمل والاستثمار ، بل حتى تخفيض كلف المشاريع .فمن المعروف ان كلفة المشاريع في بقية انحاء البلاد ترتفع بسبب الأوضاع الامنية حسب سخونة المناطق وهدوئها.
ويساعد العدد الكبير المكتشف من الجرائم نسبة الى المسجل منها في زيادة ثقة المواطن بالاجهزة الامنية وتعزز علاقة التعاون بينهما ،وتدفع المواطن نحو اللجوء إلى القانون لحل مشاكله والتقييد باحكامه بدلا من اللجوء إلى وسائل أخرى متعبة كالولاء العشائري .وقد لاتحمي حقوقه كاملة ، إن تجربة إقليم كردستان جديرة بالدراسة والاستفادة من الخبرة والعوامل التي ساعدت على تحقيق مثل هذه النجاحات .
مناطق الوسط والجنوب بحاجة الى هذه المعطيات والاحصاءات من الجهات الأمنية فيها ان وجدت او العمل على تنمية مثل هذه الامكانية الاحصائية او استحداثها اذا كانت غير متوفرة ،لكي نتمكن من الحكم والافادة