نشرت البعض من الصحف والمواقع الالكترونيه العراقيه قبل اسابيع خبر انتشار هاتف نقال جديد فى الاسواق يظهر فيه الشخص عارى من دون ملابس وطالبت بضرورة مراقبة المروجين له لكونه يُشَكِلْ خطراً كبيراً على المجتمع العراقى واستخدامه منافى للخُلُقْ والاعراف الانسانيه لأنه يكشف المستور من جسم الانسان!!

    ان هذا الخبر جلب انتباهى بعد ان إتضحَ لى مؤخراً بان أغلب دوائر الدوله العراقيه تجبر مراجعيها وزوارها على تسليم هواتف النقال فى مكاتب الاستعلامات التابعه لها او الاكشاك الخارجيه القريبه منها بسبب خوفها من استخدامه فى كشف المستور من الفساد فيها !! 

     وبصراحه كنت اتصور دوما بان هذا الاجراء  امنى وبسبب الخوف من الارهاب .. ولكن اثناء زيارتى لاحد دوائر الدوله اعترضنى موظفوا الاستعلامات واجبرونى على تسليم هاتف النقال العائد لى رغم اظهارهويتى الاعلاميه وطلبى منهم بادخاله معى لحاجتى الماسه له ..  اخيراً تركت الهاتف و دخلت الى داخل المبنى وكان الغضب والتذمر واضحا على وجهى واذا بى التقى وبالصدفه احد المهندسين العاملين فى الدائره وسألته بناءاً على تصورى بارتباط هذه الظاهره  بالجانب الامنى كلياً .. هل تعتقد بان الارهابيين قادرون على فهم نظام الاحداثيات من خلال رسائل النقال ؟ !

     واذا به يستخف من سؤالى ويجيبنى .. عن اى ارهاب تتكلم .. ان هذا الاجراء ليس له أى علاقه بالارهاب وان الاسباب الحقيقيه وراءه هى الخوف من التقاط الصور للمرتشين والراشين و مواقع الخلل وتسجيل الاصوات لقادة الفساد الادارى والمالى !!

    حقاً فوجئت بهذه الاجابه ووجدت نفسى مضطراً للاعتراف له بان هذه المعلومه غائبه عنى .

    وان كانت اجابة المهندس صحيحه فهذا يعنى بان هناك مصيبه ومشاركه علنيه للمسئولين الذين يفرضون هذه الاجراءات فى حماية المفسدين !!

    ثم راجعت نفسى ومانسمعه من تبريرات لبعض المسئولين  بان هذا الاجراء سببه الاستخدام الغيرمسؤول للهاتف اثناء تنقل المراجع او الزائر بين المكاتب ووجدته غير مقنع لامكانية السيطره عليه بتنبيه المواطن بضرورة الالتزام بالذوق وغلق الهاتف ولاضير من استخدامه خارج المكاتب فقط .

    لذا نطالب جميع المسؤولين بضرورة وضع ضوابط صارمه لمنع انتشار الجهاز المنافى للاخلاق والذى يكشف المستورمن جسم الانسان والسماح للمراجعين او الزوار بادخال الهاتف النقال لدوائر الدوله وعدم الخوف من كشفها للمستورمن الفساد الادارى والمالى وعسى ان تكون سببا للتقليل منه.