فى أوربا والدول المتقدمة لا يهم أن يكون الرئيس سياسيا حتى النخاع ، بل يكفى كونه مواطن عادى شارك فى العمل العام سنوات يسيرة ، ورأى فى نفسه القدرة على إدارة بلاده بما يمتلكه من رؤية واضحة ومؤهلات نفسية سليمة قبل مؤهلاته العلمية ، وثقة فى إمكانية النجاح معززة ببرنامج انتخابي واقعي وحملة دعم محترمة ، يكفى ذلك كله لكي يعلن ترشحه للرئاسة ، وعن طريق المؤتمرات الانتخابية والمناظرات التلفزيونية يستطيع أن يتقرب و يؤثر و يقنع الناخب طمعاً فى صوته.

هذا الرئيس يعلم علم اليقين أنه ناقص سياسيا ، فكيف يعوض نقصه كى ينجح فى منصبه؟ .

تعويض النقص السياسى يأتى عن طريق مستشارين أكفاء فى جميع المجالات يشار لهم بالبنان لديهم الخبرة والحنكة والحكمة، يطلب من مستشاريه النصيحة لمعرفة أقصر الطرق لتحقيق أفكاره ورؤاه ، هنا فقط يستطيع أن يحكم وهو مطمئن مرتاح البال قرير العين المستشارون الأكفاء يخلصون له النصح بدون تزييف او تجميل ، ليظهر للشعب رئيساً متزناً متوازناً نادر الخطأ كثير الصواب يمكن أن يحقق نجاحا على المدى الطويل .

 الرئيس فى هذه الحالة قدراته بشريه يضع عناوين أفكاره على مائدة المستشارين فتتحول لسياسات دولة ، فهو غير مطالب باختراع العجلة ، ممثل سياسى يلتزم بدوره لا يرتجل فيخرج عن النص فيفشل .

 أما فى الدول النامية وجمهوريات الموز

 الرئيس فهلوى سياسة ، واخدها بصدره ، ويقفشها وهى طايرة ، سوبرمانى النزعة ، يعلم ويدرك ، يفهم ويفتى فى كل شيء وأى شيء.

  و المستشارون من عينة كله تمام يا أفندم ، أنت لا تنطق عن الهوى إن هو إلا نتاج عبقريتك وعلمك وذكائك .

إذا كان الحال كذلك  ، فلا نتعجب لما وصلنا إليه فى مصر بلد العجايب من ارتباك وتخبط وفشل .

 فى المسألة القضائية مثلاً.

-         تغول الرئيس ومستشاريه على السلطة القضائية فى محاولة فاشلة لعودة مجلس الشعب المنحل .

-         خالفوا الأعراف الدولية بإلغاء إعلان دستوري وإصدار آخر فى حالة غير مسبوقة تاريخيا.

-         استمروا فى تحدى السلطة القضائية بمحاولة عزل النائب العام.

 

بماذا تفسر التحرش الرئاسي بالسلطة القضائية  فى حين أن نائبه ووزير عدله ورئيس جمعيته التأسيسية وعدد من مستشاريه رجال قضاء ؟

 

هل يضرب الرئيس القضاء (المربوط) لإخافة الشعب (السايب).

 

هل يريد الرئيس القفز على الحاجز الأوحد  الذى يحول دون فرعنته.

 

الإجابة

 

إما أن الرئيس وفريقه يتصورون أن مصر مركزا فى محافظة الشرقية.

 

أو أن هؤلاء زينوا له الباطل ووافقوه على أخطاء تحولت لخطايا إرضاءً لغروره والتجهيز للإعلان عن مولد فرعون جديد.