أثناء الملتقى الدولي حول التقليل من أخطار الزلازل (1)، ألقى  الأستاذ السويسري T. SCHACHER، كلمة قصيرة المبنى عميقة المعنى،حين قال:" Il Faut parler client "، وراح يشرح عبارته للحضور (2) بلغة فرنسية بسيطة يفهمها غير المختص مثلي قائلا ، إننا نملك أفضل المعماريين وأحسن المهندسين الذين يقدّمون أروع التصاميم وأفضل البنايات، لكن هذا الإبداع لايمكن أن يبلغ مداه، إلا إذا نزل المختص من بُرجه إلى أبسط بنّاءٍ وخاطبه بلغته التي يفهمها ويَعيها، ثم أردف قائلا، العبرة ليست في امتلاك المعماري والمهندس لمعلومات فنية دقيقة يشهد لها أهل الاختصاص بالتفوّق والتفرّد، لكن الغاية الأسمى أن تترجم النظريات والإحصاءات الدقيقة إلى لغة بسيطة يفهمها البنّاء ويحوّلها بدوره إلى عمل متقن، يتمّم ماشرع فيه الخبير، فيحدث التزاوج بين قمة العلم وقاعدة العمل، ليقدم بذلك لوحة متناسقة متناغمة.

وبعيدا عن الاسمنت والزلازل، إن المرء مهما توغّل في العلم والمعرفة، فإنه مطالب أن ينزل بما يملك للذي لايملك، فيرفعه ويُعينهُ.

الجهد الذي يبذله صاحب الخبرة والمعلومة في كيفية إيصالها، لايقل عن الجهد المبذول في الحصول عليها والسّهر لأجلها والتعب للوصول إليها، وثمرة الجهد في تبسيط المعلومة للمجتمع، وجعلها في متناوله بأقل جهد وفي أسرع وقت.

إن تحدث لغة الزبون، لايعني إرضاءه بكل شيء وفي كل أمر، كما لايعني التخلي عن الفضائل والمكارم، فالصدق والوفاء والإخلاص وبياض الصدر وسلامة اليد، لغة يحتاجها الزبون في غدوّه ورواحه، وفيما يجلب ويدفع.

الزبون يُعطي لمجتمعه بقدر ماينال، ويسعى للأفضل والأغلى والأدوم، إذا درّب نفسه على العلا، وعلمّه ذلك من يملك زمام السّحاب وصبر على حَبوه وكبوته.   

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

1 عنوان الملتقى:

 

COLLOQUE INTERNATIONAL

 

SUR LA REDUCTION DU RISQUE SISMIQUE

 

Chlef, Algérie 10 & 11 Octobre 2012

 

     

 

2 عنوان المحاضرة:

 

Construction guide for confined masonry