إن اختيار الأشخاص لتسنم المناصب في البلاد لا يكون إلا عندما تتوافر شروط عدة منها الإخلاص , الوفاء , التضحية , النزاهة .. وما إلى ذلك من الصفات التي يجب أن تتوفر للشخص المراد تنصيبه في خدمة البلاد ومسؤولياته ..
لذا فيجب أن يكون هؤلاء الأشخاص من المعروفين والمقربين إلى درجة المعرفة الشخصية كي تتم الثقة بهم وبإخلاصهم وتفانيهم من اجل خدمة الشعب , وإلا كيف نفسر معرفة المسؤولين بذلك الشخص لو لم تكن المعرفة الشخصية هي جسر الذي يوصل العواطف والإخلاص إليه .
عندما تمارس السلطة أي سلطة كانت .. سياسة الأنانية والاحتكار واختيار المناصب حسب رغبات ونزوات شخصية .. فبذلك ستكون تلك السلطة في محل شك وسخط المواطنين وقد يحرم البلد من مواهب كثيرة فذة والتي قد تتحول إلى آلات للتدمير تذمرا وانتقاما إذا ما بقيت بعيدة عن أداء واجبها وعن تسنم المناصب المناسبة لها لخدمة البلد .. فلابد من رفع شعار الرجل الصحيح في المكان الصحيح .
قرأت مرة أن رجل فرنسا القوي نابليون بونابرت كان من اشد الكارهين لوزيره تاليران , وقد قال له يوما .. كم أكرهك يا تاليران .. وكم احقد عليك حتى لأنني أتمنى لو اشرب دمك .. ولكني مضطر لإبقائك وزيرا فمصلحة فرنسا هي التي فرضتك عليّ .. وزيرا مقتدرا لخدمة فرنسا في هذا الظرف والأعداء يحيكون لها الدسائس .
هذا ما قاله بونابرت لوزيره تاليران .. فتمنيت لو أن مصلحة البلد هي التي تسود عند اختيار العناصر المسؤولة المناسبة لمناصبها في خدمة الوطن .. الكل يتمنى هذه الخطوة في البلاد .. فنرجوا أن يكون ذلك ...
|