• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح66 سورة النساء .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح66 سورة النساء

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً{163}
تخاطب الاية الكريمة النبي محمد (ص واله) , ويلاحظ فيها مجموعة من الغرائب , نذكر منها : 
1- (  إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) : النبي محمد (ص واله) يعلم ان الله تعالى اوحى اليه , فما الداعي من هذا الخطاب ؟ , لعل الخطاب موجه لكافة الناس عامة , وللمؤمنين خاصة , بطريقة ( اياك اعني واسمعي يا جارة ) ! .     
2- (  كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ) : يشير النص المبارك الى انه عز وجل اوحى لنوح (ع) والنبيين من بعده (ع) , لماذا ابتدأ النص المبارك بنوح (ع) ؟ , دعيّ نوح (ع) ابو البشر الثاني , بعد حادثة الطوفان المعروفة , فلا ريب ان يعود نسب الانبياء والرسل (ع) وكل البشر فيما بعد اليه ! , الا ان هذا المقطع لم يذكر اسما من اسماء النبيين . 
3- (  وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ) : النص المبارك يذكر اسماء جملة من الانبياء (ع) , مرتبة بشكل ملفت للنظر , والملاحظ فيه عدة امور: 
أ‌) ابتدأ النص المبارك بأبراهيم (ع) , الذي يعرف بـ ( ابو الانبياء ) . 
ب‌) اتى ذكر الاسباط , ولم تذكر اسمائهم , كما هو المعروف ان الاسباط هم الانبياء الذين كانوا في قبائل بني اسرائيل الاثنى عشر . 
ت‌) قدم النص المبارك عيسى (ع) على ايوب ويونس وهارون وسليمان (ع) . 
ث‌) يلاحظ في النص المبارك , ذكر هارون (ع) , ولم يذكر موسى (ع) , يرى في ذلك : 
ث)1-  لتقارب الزمان والمكان بينهما . 
ث)2- انهما (ع) بعثا لنفس القوم . 
ث)3- تعد مهمة هارون (ع) مكملة لمهمة موسى (ع) , الى غير ذلك من الاراء .  
ج‌) انتهى النص المبارك بذكر سليمان (ع) , ولم يذكر اباه داود (ع) , لعل ذلك يعود لاهمية زمان سليمان (ع) , وعظم مملكته (ع) .  
4- (  وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ) : يلفت النص المبارك النظر والانتباه على نحو تأكيد ان الزبور كتابا قد اتاه الله تعالى  لداود (ع) . 
5- عدد الانبياء (ع) كثير , فلماذا اقتصر النص المبارك على ذكر من ذكرهم , ولم يذكر غيرهم ؟ , الملاحظ ان اسماء الانبياء (ع) المذكورين في النص المبارك الاكثر اهمية من غيرهم , فأقتصر النص المبارك على ذكرهم مراعاة للايجاز , اذا علمنا ان القرآن الكريم يذكر الكليات , ولا يذكر الجزئيات .                     
 
وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً{164}
الاية الكريمة السابقة ذكرت الانبياء (ع) , اما الاية الكريمة الحالية عرجت الى ذكر الرسل (ع) , فيلاحظ فيها : 
1- (   وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ) : ما المقصود بــ ( من قبل ) ؟ , يرى البعض انها تعني قبل نزول الاية الكريمة . 
2- (  وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) : لماذا قد قص الباري عز وجل على نبيه الكريم محمد (ص واله) قصص رسلا , ولم يقصص قصص اخرين ؟ , لذلك عدة اراء , لعل ابرزها كثرة عددهم (ع) . 
3- (  وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ) : يثبت النص المبارك ثلاث امور : 
أ) موضوع كلام الله عز وجل , على النحو الذي يليق بجلاله . 
ب) خصّ موسى (ع) بكلام الله تعالى دون غيره .         
ج) ( تَكْلِيماً ) : تأكيد على ان الكلام كان مباشرا من غير واسطة .    
 
رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{165}
تذكر الاية الكريمة وظيفة الرسل (  مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ) , ثم تذكر الغرض من ارسالهم ( لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) لتختتم الاية الكريمة بـ (  وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) , في هذا النص المبارك اشارة الى عزته وحكمته عز وجل في ارسال الرسل , ودورهم ووظيفتهم (ع) .     
 
لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً{166}
نزلت الاية الكريمة , عندما سئل اليهود عن نبوته (ص واله) , فأنكروها .
نستقرأ من الاية الكريمة عدة امور , نذكر اهمها : 
1- الاية الكريمة في محل الرد على انكار اليهود لرسالته (ص واله) . 
2- الاية الكريمة في محل تعزيز الرسالة المحمدية , اثباتا ودعما واسنادا . 
 
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيداً{167}
الاية الكريمة امتدادا لسابقاتها الكريمة , وتبين ان الذين كفروا بالله و انكروا رسالة النبي محمد (ص واله) , وصدوا الناس عن الاسلام , واخفوا ما كان لديهم من نعته (ص واله) , قد ساروا في اتجاه معاكس لطريق الحق , فكلما ساروا اكثر , ابتعدوا اكثر واكثر . 
 
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً{168}
تشير الاية الكريمة الى فئتين , وتتخذ قرارين بشأنهم : 
1- (  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) : كفروا بالله تعالى , وانكروا ما جاء به نبيه الكريم (ص واله) . 
2- (  وَظَلَمُواْ ) : ظلموا انفسهم وغيرهم بأخفائهم الحقيقة ( نعته (ص واله) في التوراة والانجيل ) .       
اما القراران : 
1- (  لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) : الاداة ( لم ) تفيد الجزم  . 
2- (  وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً ) : كل افعال واقوال المخلوقات خاضعة لمشيئته عز وجل , ومنها الطريق المستقيم , فله جل وعلا ان يهدي اليه من يشاء , ويضل من يشاء , لذا يحتاج الانسان ان يساعد نفسه , قدر الامكان , لعله يكون ممن يشاء الله تعالى هدايتهم . 
الملاحظ في الاية الكريمة , ان كلمة ( طريقا ) اتت غير معرفة , لذلك مدلول في الاية الكريمة التي تلتها .     
 
إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً{169}
تستثني الاية الكريمة طريقا واحدا فقط , يتركه عز وجل مفتوحا للفئات التي وردت في سابقتها الكريمة ,  (  طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) , ونلاحظ فيها ما يلي : 
1- كلمة طريق , جاءت غير معرفة ايضا , كما هو الحال في سابقتها . 
2- (  إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) : الخلود في جهنم او العذاب شمل الفئات التي ذكرتها الاية الكريمة السابقة , للمتأمل ان يتأمل ذلك النوع من الخلود ! . 
3- (  وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً ) : يشير النص المبارك الى قدرته عز وجل .          
 
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً{170}
تخاطب الاية الكريمة الناس كافة , ونستقرأ فيها عدة امور : 
1- (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ ) : اخبار على نحو التأكيد , فيثبت امرين : 
أ‌) رسالته (ص واله) . 
ب‌) ان كل ما جاء به الرسول الكريم محمد (ص واله) هو من عنده عز وجل , وما كان الا حقا .  
2- (  فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ ) : امر ونصيحة , الامر (  فَآمِنُواْ ) , والنصيحة (  خَيْراً لَّكُمْ ) . 
3- (  وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : يثبت النص المبارك ملكيته عز وجل المطلقة لكافة الموجودات , فلا يضره كفر الكافر , او معصية العاصي . 
4- (  وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) : يشير النص المبارك الى علمه عز وجل وحكمته في خلقه .        
نود الاشارة الى ان للاية الكريمة فضائل في الشفاء من وجع الضرس , كما وردت في كتاب مكارم الاخلاق .  
 
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{171}
تضمنت الاية الكريمة خطابا مباشرا موجها الى اهل الكتاب عامة , فيه عدة مضامين , نذكر منها : 
1- (  لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ) : نهي عن المغالاة في الدين , وتجاوز حدود الله تعالى . 
2- (  وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ) : نهي , يجب تنزيهه عز وجل عن الشرك والابن وما شابه . 
3- (  إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) : بيان فيه الكثير من الاراء والنظريات حول : 
أ‌) (  وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ) : ما هي هذه الكلمة  ؟ .
ب‌) (  وُروحٌ مِّنْهُ  ) : ما معنى ذلك ؟ 
من اراد المتابعة , فليتوجه للمختصين ! .    
4- (  فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ ) : امر بالايمان بالله تعالى ورسله كافة . 
5- (  وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ) : الله واحد احد , لا شريك له ولا ند , فرد صمد , وليس كما يزعم ( تزعمون يا اهل الكتاب ) من انه ثالث ثلاثة , تعالى عن ذلك علوا كبيرا . 
6- (  انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ ) : امر ونصيحة , الامر (  انتَهُواْ ) , والنصيحة (  خَيْراً لَّكُمْ ) .
7- (  إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ ) : الله جل وعلا واحد احد , فرد صمد , ليس له شريك ولا ند , وهذا ما جاء الرسل لاجله , اما كلمة (  سُبْحَانَهُ ) فتعني تنزيهه جل وعلا عما ينسبون له . 
8- (  أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ) : النص المبارك ينفي اتخاذه عز وجل ابناءا واولادا ,  بصورة رائعة ومجملة بشكل جميل .                    
9- (  مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ ) : النص المبارك يثبت ملكيته عز وجل المطلقة لكل الموجودات . 
10- (  وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) : كفى به عز وجل شهيدا على كل ذلك , حافظا لملكه , مدبرا ومتصرفا في خلقة بما يشاء .        
 
لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً{172}
تذكر الاية الكريمة فئتين لا يستنكفون ( يتكبرون او يأنفون ) ان يكونوا عبيدا لله تعالى : 
1- (  الْمَسِيحُ ) : حصل عيسى بن مريم (ع) على هذا اللقب , الذي يمكن ان تكون له معان كثيرة , تطرقنا لها فيما تقدم . 
2- (  وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ) : عيسى (ع) كان مؤيدا بروح القدس , فلا غرابة ان تأتي الاية الكريمة الى ذكر الملائكة (ع) .       
يلاحظ في الاية الكريمة كلمة (  فَسَيَحْشُرُهُمْ ) , حيث لها مدلولات كثيرة , منها : 
1- حلول غضبه عز وجل على اصحابها . 
2- تدل على شدة وقوع العذاب عليهم .     
 
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً{173}
تذكر الاية الكريمة فئتين , وتبين مآل كل فئة بنقطتين : 
1- ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ) .
أ‌) (  فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ) . 
ب‌) (  وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ) .        
2- (  وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ ) . 
أ‌) (  فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً ) . 
ب‌) (  وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ) .                    
يلاحظ في الاية الكريمة مقارنة لطيفة : 
1- ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ ) يقابلها (  وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ  ) . 
2- (  وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ) يقابلها (  وَاسْتَكْبَرُواْ ) . 
3- (  فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ) يقابلها  (  فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً ) . 
4- (  وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ) يقابلها (  وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ) .                    
مما يروى في سبب نزول الايتين الكريمتين ( 172 – 173 ) , عندما زار وفد من نصارى نجران النبي محمد (ص واله) واستفسروا عن سبب اعتراضه (ص واله ) على نبيهم المسيح (ع) .
 
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً{174}     
تضمنت الاية الكريمة خطابا مباشرا للناس كافة , فيه اخبار عن امرين : 
1- (  قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) : حجة منه عز وجل , وهو الرسول الكريم محمد (ص واله) . 
2- (  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً ) : القرآن الكريم .      
 
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً{175}
تشير الاية الى امرين مهمين : 
1- (  فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ ) : الايمان بالله تعالى وحده لا يكفي , بل هناك ضروريات ومصداقيات لهذا الايمان . 
2- (  وَاعْتَصَمُواْ بِهِ ) :  من ضروريات الايمان بالله تعالى , التمسك بكل ما جاء منه جل وعلا .  
ثم وعدت الاية الكريمة من يؤمن بالله تعالى , ويتمسك بكل ما جاء منه جل وعلا , بأن له : 
1- (  فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ ) . 
2- (  وَفَضْلٍ ) . 
3- (  وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ) .        
 
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{176}
تضمنت الاية الكريمة احكاما خاصة بالميراث , يلاحظ المتأمل فيها امرين : 
1- (  فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) : حصة الذكر ضعف حصة الانثى . 
2- (  يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ ) .   
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23979
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18