(( هواتف المسؤولين تحت المجهر ))
إن أرقام هواتف المسؤولين ما وضعت تحت أيديهم إلا لإسعاف طلبات المواطنين وتمشية أمور المعنيين وتسهيل الاتصالات على الأصعدة كافة , وان بعض هذه الهواتف النقالة قد استخدمت واستغلت لمأرب وغايات لا تمت بصلة إلى طلبات المحتاجين , فان الكثير من المسؤولين لا يكترثون ولا يهتمون بمخابرات واتصالات المواطنين والإعلاميين والصحفيين والمراسلين والكتاب والذين هم بأمس الحاجة إلى إسعافاتهم أو ردودهم وأجوبتهم .. ومن المؤلم جدا أن يتجاهل المسؤول نداء المواطن الذي يستغيث به وينتدبه لإسعاف طلباته المشروعة والملحة , في حين نجد أن بعض المسؤولين على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي طلب صادر من صوت نسائي يدغدغ مشاعره وينهال عليه بالإغراءات والغنج والمواعيد , وان جميع الشرفاء يرفضون هذا الأسلوب السمج والرديء جدا الذي يسلكه بعض المتحكمين من الشخصيات الكبيرة والصغيرة التي تتربع على كراسي الحكم , فهل من الإنصاف والعدل أن لا يأبه المسؤول بتوسلات واتصالات الإنسان المعدم الذي يعيش في ضيق وحيرة وندم ..؟ في حين يكون أسرع من البرق لتنفيذ رغبات واشتراطات من يمتلكن سحر الجمال والغنج والدلال والدلع . إن هذه الحالة والظاهرة المشينة تنسف جذور الحق والعدالة والإنسانية والحقوق المشروعة , وترسي حجر الأساس لتقاليد غاية في القذارة وعلى درجة ضخمة من التردي والانحطاط والسقوط الأخلاقي . فالواجب يفرض أول ما يفرض أن نعصف وننسف هذه الهياكل والأساليب التي تجسد غايات مليئة بالشهوة والنتانة والطمع والابتذال , فيا لضيعة القيم والأصول في هذا الخضم المتلاطم من الغايات الجنسية والشهوانية والتجارية والرؤى الغرامية والتسلكات التي تنم عن منحدر فضيع وكريه ووضيع .
إن هواتف المسؤولين رسالتها الأساسية إشاعة القيم والخدمات والمنافع العامة ولكن البعض منهم قد تخلى عن هذه الأنشطة والواجبات وينشط ويضاعف نشاطه في أوقات الانتخابات حيث لا تكف هواتفهم النقالة عن النداءات المتواصلة لاستجداء أصوت المواطنين والتي هي غاياتهم الأساسية في موسم الانتخابات , وان هذه الهواتف النقالة العائدة للمسؤولين تظل صماء خرساء إزاء كل نداء وطني وجماهيري وفيه مردودات ايجابية للجياع الذين يفترشون بساط الفقر والمرض والجهل والحرمان .وان البعض من الذين لا يردون على نداءات واتصالات المواطنين ولا يعيرون أي اهتمام لمطاليب المعوزين والفقراء نجد أن هواتفهم النقالة والجوالة مشاعة لمن تربطهم بهم مصالح نفعية وذاتية وتجارية ولمن يعيشون في هيام وغرام مع الحسناوات بائعات الهوى حيث كل منهن تدعي بأنها عشيقة المسؤول الفلاني وبإمكانها الاتصال به بأي وقت لأنها تمتلك السلاح والمغناطيسية الجاذبة للبعض من الذين يتبؤا مكانا رفيعا في جهاز الدولة أو الحكومة , وهذه حقيقة ناطقة يعرفها القاصي والداني ولا نتوقع أن يوضع حد صارم وعقاب حاسم لهذه الممارسات الشاذة لأنها قضية ذاتية وأخلاقية .
ان بعض هذه الهواتف المسحورة تدفع المعنيين إلى تعاطي الرشوة بشتى صورها وأشكالها وممارسة المفاسد بمختلف ألوانها ومزاولة التلاعب والخداع بأساليب متنوعة غارقة في الخبث والمكر والدهاء, فإذا استمرت الأمور على هذا الحال فأي أضرار وفواجع ننتظر..؟ وأي عاقبة نتصور..؟ وأي منحدر ننزلق فيه ..؟ فقد أن الأوان بان نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية , ونعري كل النماذج التي تتستر بورقة التوت, ولا نتهرب من ضوء الشمس الذي يغشي العيون المريضة , ولتكن ألسنتنا وأقلامنا ومواقفنا مشرعة للحق والحقيقة والوضوح , وعدم خشيتنا من الكلاب السائبة , والضباع الشرسة , والعقارب السامة , والأفاعي القاتلة , والجرابيع المتخفية في جحورها , والحيتان الحدباء , والتماسيح الشرهة .
إن أعجب ما يثيرنا هو أن بعض الوزراء والبرلمانيين والمدراء العامين وأصحاب الدرجات الخاصة والمستشارين وغيرهم يوزعون هواتفهم وكارتاتهم الشخصية بسخاء ولكنهم لا يردون إلا ضمن اعتبارات وغايات ومآرب يبتغونها هم وينتظرون منها أهدافا ومصائدا وغايات تشبع فضولهم ونزواتهم وتحركاتهم التي تحقق لهم ما يبتغونه من مقاصد خاصة والشمس لا تغطى بغربال مهلهل وهي التي تضيء الكون كله .
وأخيرا أقول :- كل من يرغب ويطلب هواتف بعض المسؤولين لا يتعسر عليه الحصول على هذه الهواتف الشخصية فالطريقة سهلة وبسيطة جدا فانه يجدها بصورة هينة ويسيرة عند بعض الحسناوات المغريات ذوات الجمال الصاعق وذوات الجسوم البضة المكتنزة وذوات التحركات والحركات الساحرة المغرية اللواتي يتمكن بطرق متفننة من اصطياد بعض المسؤولين الذين يبيعون وينسون أنفسهم ويصبحون أسرى خانعين أمام سلطان الجمال المثير والإغراء الذي يحيلهم إلى دمى تتلاعب بها أيادي المغريات المدهشات حيث أن البعض منهم جعل أبواب مكتبه مفتوحة لدخولهن وبلا استئذان وهل يستأذن الزائر من هو تبع له ..؟؟ وألعوبة بين يديه ..؟ فإلى متى تظل هذه المهازل تمزق وجودنا المزري ..؟ ومتى يأتي اليوم الذي نركلهم في مستنقع النتانة والعفانة لأنه المكان الذي يناسب هذه النماذج الساقطة والسافلة . ولا يفوتني أن استثني من كل ما تقدم كل مسؤول شريف ووطني ومخلص وحريص على سمعته وسمعة الشعب والوطن , وكذلك احترم واقدر كل امرأة جميلة وحسناء وهي تتسم بالحشمة والشرف والوقار ولكل إنسان وزنه ومكانته وسمعته والتي هي رأس ماله الأمثل والسلام .
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
|