• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خطاب إلى آلخطباء .
                          • الكاتب : عزيز الخزرجي .

خطاب إلى آلخطباء

يا خطباء المنبر الحسينيّ:
يا أيّها العلماء و المفكرين
ثقّفوا أنفسكم و إشحنوا قلوبكم بآلفكر و آلعشق و آلأيمان من قبل أن تصعدوا على منبر ألحسين(ع),
إفتحوا قلوبكم للناس, إنّهم بحاجة إلى كلمة مُعبّرة و صادقة تخرج من قلب مُعمّر بآلأيمان و آلأنسانيّة و تُؤشر إلى حقيقة ثورة  الحسين(ع),
لا تُكرّروا ما قلتموه و لو مرّة واحدة, لأن الزّمن مقدّس – و آلعَصر - و آلعُمر لا يتكرّر .. و نحن نعيش في عصر جديد .. و قرنٍ جديدٍ .. يختلف عن ألقرن الماضي في كلّ شيئ!
ألحسين(ع) قدر الكون و عشقٌ حزين مُمتدٌّ في قلوب المؤمنين و آلوجود .. و لهذا العشق الكوني ألأزلي أدابٌ عليكم مراعاتها, و إحذروا التعامل كآلتّجار مع منبره(ع) و كأن الأمر عقد تجاري .. إنّه(ع) أسمى من ذلك و أكبر شأناً بكثير!
لا تقتلوا الحُسين(ع) بقولكم؛ [يا ليتنا كنّا معكم فنفوزَ فوزاً عظيماً] .. إنّكم بذلك تقتلون هدف النّهضة و آلثورة آلحسينية و هذا أشدُّ و أسوء حالاً ممّن قتل آلحسين(ع) يوم عاشوراء, و هو بآلذات ما يُريده آلأستكبار العالمي و قد نجح حتى اليوم إلى حدّ ما بسببكم في إجهاض ثورة الحسين(ع)!
قولوا: نحن معكَ يا سرّ الكون في كلّ عصرٍ و مصرٍ يا أبا عبد الله و لذلك نحن فائزون في آلدارين .. نحن معك في كل مواقفنا؛ سياستنا؛ حركاتنا؛ تعاملنا؛ تجارتنا؛ أخلاقنا؛ أرحامنا, و لن نحيد عن نهجك مهما كان.
لقد خسر ألذين جعلوا من منبرك يا إبن سيّد الأنبياء وسيلة للأرتزاق و التكبر و الوصول بمدارجك لمآرب الدّنيا بآلتباكي و لبس عمامة تعجّ منها رائحة الجهل و الكراهية و التخلف!
ألحسين(ع) يا أهل القلوب؛ كان و ما زال و سيبقى ألمٌ عميق في كلّ قلب شريف ينبض بآلعشق لله و لأهل بيته الطاهرين!
و إعلموا أنّ في عالم الدّنيا أناسٌ كُثر يشْكَوْنَ آلجّوع و الألم و الفراق و آلغربة و آلحيف و آلذل من تسلط القوانين الجاهلية الجديدة بإسم الملكية و الديمقراطية و الوطنية و الأشتراكية و ما شابه .. و ليس لهم سوى الله و حبّ ألحسين(ع) .. لكن المشكلة؛ هي أن كثيراً منهم و في مختلف بقاع الأرض و حتى في كربلاء نفسها لا يعرف ألحسين(ع) لأنّكم لم تكونوا خطباء بارعين و صادقين لتعريفه و بيان منهجه و أسرار ثورته رغم مرور القرون و آلأزمان!
ألنّتاج الرائع لا يُقدّم ما لم نتألّم و نحسّ بما يجري على آلمُعذّبين!؟
و كثيرٌ أولئك الذين أَثْرَوا الحياةَ لأنهم تألمَّوا. .
علينا أن لا نجزعْ من الألم ولا نخاف من آلمعاناةِ ..
فربّما كانتْ قوّةً لك و متاعاً إلى حين .. فإنكَ إنْ تعشْ مشبوبَ الفؤادِ محروقَ الجَوَى ملذوعَ النفسِ .. مجروح القلب؛ أرقُّ و أصفى و أسمى .. من أن تعيشَ باردَ المشاعرِ فاترَ الهِمَّةِ خامدَ النَّفْسِ؛ ( وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ).
و تلك الحالات هي وحدها آلتي تصنع آلأبطال ألخالدين ..
إنّ الوعظَ المحترقَ تَصِلُ كلماتُه إلى شِغافِ القلوبِ وتغوصُ في أعماقِ الرُّوحِ لأنه يعيشُ الألمَ و المعاناةَ, فما يخرج من القلب يدخل في القلب ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
لا تعذلِ المشتاقَ في أشواقِه .. حتى يكونَ حشاكَ في أحشائِه
لقد رأيتُ دواوينَ لشعراءَ كُثر و لكنها كانت ماديّة بحتة .. باردةً لا حياةَ فيها ولا روح لأنهمْ قالوها بلا عَناء و نظموها في رخاء فجاءتْ قطعاً من آلثلجِ و كتلاً من الطينِ!
 من قال بأن أحمد شوقي هو أمير الشعراء!؟ و حافظ إبراهيم لا!؟
من قال بأنّ جُنيد آلبغدادي عارف آلعرفاء و آلحّلاج لا؟
إنّه تأريخ مُزوّر حتى في الأدب و آلعرفان للأسف.
كما رأيتُ مقالات و مصنَّفاتٍ و سمعت الكثير من الوعظِ  منذ طفولتي .. لا تهزُّ في السّامعِ شعرةً و لا تحرِّكُ في المُنْصِتِ ذرَّةً لأنهم يقولونَها بلا حرْقةٍ أو لوعةٍ أو ألمٍ أو معاناةٍ أو دليل(يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ).
أيّها المبلغون؛ أيّها العلماء؛ أيّها المثقفون؛ تعريف العلم بحسب ما ورد عن الرسول(ص): هو آلأستماع, ثم سُئِلَ و ما بعد ذلك؟ قال؛ حفظهُ, ثم سُئِلَ, و ما بعد ذلك؟ قال؛ نشرهُ.
إنْ أردتَم أن تؤثِّروا بخطبكم .. بمقالاتكم أو بشعْرِكم أو أدبكم أو فكركم؛ فاحترقْ به أنت أولاً قَبْلُ غيرك, و تأثَّرْ به وذقْه و تفاعلْ مَعَهُ قبل آلآخرين و سترى أنّك مؤثِّرٌ في النّاس, و أنّك على أبواب الفتح .. حيث نصر الله و آلفتح المبين.
و لا تعيها إلّا أذن واعية, و آلسلام عليكم و رحمة الله و بركاته


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2012/11/21 .

&&&&&&&&&&&&&



• (2) - كتب : ابو الحسن ، في 2012/11/21 .

الكاتب النحرير والاديب الخزرجي المحترم
والله لقد وقعت على الجرح بمقالك الكريم
مصيبتنا الكبرى ان نجعل الدين بصوره عامه والحسين بصوره خاصه مصدرا للاسترزاق
يا اخي العزيز مشكله الحسين انه ابتلى ببعض &&&&& الذين يدعون حب الحسين
 

تم حذف باقي التعليق من الادارة ومن يريد التهجم على الاخرين لينصب لنفسه خيمة امام بيته





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24306
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19