• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دفاعا عن أبي طالب .
                          • الكاتب : معمر حبار .

دفاعا عن أبي طالب

 لأول مرة يدخل مسجد وَكَالَة حيث صلى به صلاة الجمعة، ومما جاء في درس الإمام، أن رجلا تَرَضَّى على أبا طالب، عمّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجابه الإمام بقوله: "لعنة الله عليك وعلى من تَرَضيتَ عليه !".
وبعد انتهاء الصلاة، توجه مباشرة إلى مقصورة الإمام، وبعدما بادره بالتحية والسلام، قال له: ياإمام، سمعتك تلعن عمّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره أنّه لأوّل مرة في حياته يسمع مثل هذا القول.
فأجابه الإمام قائلا: نعم "يجوز لعنه !"، لأنه كافر والكافر مخلّد في النار، والمخلّد ملعون، ورفع الإمام من حدّة الصوت قائلا: إن الذي لايلعنه، يخاف على نفسه اللّعن.
أجابه محدّثه قائلا: ليس من الأدب مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يُلعنَ عمّه، ثم ليس من المروءة في شيء أن يُلعن من ضحّى بماله وجاهه ومنصبه، بل وحياته من أجل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم استقام وقال في ثقة: هل تستطيع ياإمام أن تُضحِي براتبك؟، فسكت ولم يجب، وكأنّه لم يسمع شيئا، ثم واصل محدّثه قائلا: إن الذي تلعنه عرض عليه سادة قريش الدنيا طائعة، بل منحوه شابا جلدا وسيما، مقابل أن يترك لهم ابن أخيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقتلونه ويريحون الكون منه، لكن هذا الذي تلعنه، أبى بشدّة وهو الشيخ الهرم الذي لايستطيع أن يقاوم شدائد الزمن، أن يسلّمهم فلذة كبده، وهو يعلم أحسن من أيّ كان أن ابن أخيه، فقير مسكين مطارد متهم تمر عليه الليالي الثلاث دون أن يُوقَدَ في بيته قِدْر، أي أنه لم يكن ينتظر عوائد مادية وهو أحوج الناس إليها، فأجاب ابن أخيه بعزّة وكبرياء، إمْضِي لما أمرك الله، والله لن أسلمك لأحد، ولن يصيبك سوء مادمت حيا.
وحينما رأت قريش إصرار أبا طالب والدفاع عن ابن أخيه ولو كلّفه الأمر حياته، علمت أن الوصول إلى ابن أخيه، يفوق جرم هدم الكعبة، فكظمت غيظها وألحقت بالضعفاء العذاب والهوان.
وبمجرد موت أبي طالب، اقتحمت قريش كل المحارم ومَزّقت كل الحُجُب، فأمسى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عُرضةً لشتم العبيد وأذى السفهاء، وسخرية وغلظة سادة قريش، وهو مالم تكن تحلم به قريش في حياة أبي طالب، مايدل على عظمة الخدمة الجليلة التي قدّمها أبا طالب للدعوة الإسلامية وهي في مهدها.
وكم تفاجأ المحدّث والإمام يقول له: هذا الكلام بعينه تقوله الفئة الفلانية، فرد عليه محدّثه: وهل هذا الكلام كذب، وعندما تُدَرِّسُ السيرة النبوية وتأتي على ذكر أبى طالب، ماذا تقول للناس؟، هل تستطيع أن تنكر ماقدّمه أبا طالب وما تعرّض له في سبيل الذود عن دعوة سيّدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي طرية لينة في بداية الطريق.
وعندما تأكد أن الحوار إلى طريق مسدود، قال له: ياإمام، إن كل مافي هذا المسجد من فضل مجهودات الأوربي من اختراعات واكتشافات، نتنعم في ظلالها، أيُلعنُ الأوربي بعد ذلك !، بل المطلوب أن نحفظ ماقدّم للإنسانية وخدم العباد والبلاد طيلة قرون ومازال، كذلك عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، علينا أن نقدّر ماقدّم ونحترم مجهوداته التي بذلها في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين والدفاع عن سيّد الكونين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
من أراد أن يشكر الله فليشكر الناس، والذي لايشكر الغير، لن يبلغ شكر الله تعالى، ولن يشم رائحته. 
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : MOHAMED BOKRETA ، في 2012/11/25 .

السلام عليكم أيها الأخ المحترم بارك الله فيك على هذا المقال الرائع و جعله الله في ميزان حسانتك-أخوك محمد عبد القادر بوكريطة - العبد الضعيف الخادم المتواضع لتراث آل البيت عليهم السلام-شكرا جزيلا



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24529
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28