• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من المسؤول عن تدني المستوى العلمي للطلاب .
                          • الكاتب : حسام عبد الرحمن .

من المسؤول عن تدني المستوى العلمي للطلاب

في كل بلدان العام يكون اهتمام الدولة لجميع انشطتها العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية كجزء من سياستها في تحقيق أهدافها الإستراتيجية ، لكن التركيز يكون دائما" على الجانب العلمي والتربوي كأحد الميادين المهمة حيث ينصب اهتمام الدولة على أبنائها الطلاب بدءا" من المراحل الاولى وحتى وصولهم الى اعلى المستويات في طلب العلم ، لانها تعلم ان لهذا الأمر أسبابه وأهدافه المستقبلية بالنسبة لها ، وتقع على عاتق الحكومة مسؤولية كبيرة أتجاة ابنائها الطلاب وهي تعلم جيدا" ان بناء وتقدم الاوطان مرهون بابنائه فعليها ان تقدم كل ماهو مفيد وضروري حتى تتحقق الأهداف التي تطمح اليها في المستقبل .
وفي بلد عظيم وكبير كالعراق صاحب الحضارات والتاريخ العظيم ويمتلك من الثروات ما لأتملكه اي دولة من دول العالم ، وعلى يده وفي أرضه وعبر مراحل التاريخ درس اكبر وأعظم العلماء فيه ، نرى اليوم ان التعليم بدء يتدنى شيئا" فشيئا" وطلابه يشتكون من عدم استيعابهم وفهمهم للمواد التي تدرس ، فلا ندري من هو المسؤول ومن هو المقصر ، هل هو المدرس ام الطالب ام المناهج التي تدرس ام من وجود أشخاص ليسو ذو كفاءة علمية اوأصحاب اختصاص ام سوء الخدمات الغير متوفرة كالمدارس القديمة التي باتت تتساقط على رؤوس طلابها ونحن نعيش في بلد تصرف فيه المليارات وتبذر فيه الاموال دون حساب او رقيب او مسؤولية .
ازدادت الامية وكثرت البطالة والفقر وهروب الكوادر العلمية الى الخارج خوفا" على مصيرهم او حياتهم اسئلة كثيرة تطرح نفسها وتبحث عن الاجابة عند المسؤولين والقائمين على العملية التربوية .
في احد الثانويات في بغداد ولا اريد ان يذكر اسمها بلغت نسبة الطلاب الذين لم يدخلوا الامتحان الوزاري اكثر من ثلاثة وستون طالب ممن رسبوا لاكثر من( 3-6 ) مواد دراسية ، مع العلم ان النسبة في نفس المدرسة قبل عدة سنوات كانت لاتتعدى الى اربعة طلاب فقط .
وهناك مدارس عديدة في بغداد تعاني من تدني نسب النجاح فيها ، ان إدارات المدارس وعلى اختلاف مستوياتها تشتكي من تدني مستوى الطلبة وعدم تمتعهم بموهلات وقدرات تتناسب والمراحل التي يدرسون فيها ، وان طرفي العملية التعليمية المعلم والطالب هما المسؤولان عن تدني المستوى العلمي ، فالمعلم لايزال يعاني من عدم اطلاعة ومعرفته باساليب التدريس الحديثة التي وصل اليها العالم ، اما الطالب لايزال يعاني من الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تنعكس سلبا" على حياته ، فبعض الطلاب تركوا مقاعد الدراسة لأسباب اجتماعية قاهرة وصعبة من اجل توفير لقمة العيش لعوائلهم التي تأن من الجوع والفقر والمرض وما اكثرهم في بلدنا وهذه هي احد اسباب زيادة الامية والتهرب من المدارس .
هناك خلل واضح في المناهج التعليمية لايزال قائما" وتتغير كلما تغيرت القيادات الإدارية في هذا البلد والتي هي بحاجه الى أعادة النظر فيها لانها لاتلبي احتياجات وطموح الطالب الحقيقية ، كذلك البحث عن العلاقة ما بين أدارة المدارس والمدرسين حيث دائما" لايكون هناك انسجام متواصل بين الإدارة والكادر التدريسي مما ينعكس سلبا" على نفسية المدرس في إلقاء المادة العلمية على طلابه .
واذا ما اريد النهوض بالعملية التعليمية علينا الاهتمام بالمعلم فهو أساس نجاح وتقدم التعليم من خلال التأكيد على المستوى العلمي الذي يتمتع به والشهادات الحاصل عليها ، كذلك اشراكه في دورات تقوية لكسب المهارات وزيادة الخبرة داخل القطر او من خلال تواجد الخبراء العراقيين في مجال التدريس وما اكثرهم في هذا البلد العظيم ، والاعتماد على الأساليب الحديثة والمتطورة التي تدرس في العالم حتى نصل بالتالي الى الاهداف التي نسعى اليها والتي تخدم طلبتنا الاعزاء اضافة الى انه يجب التركيز على أولادنا ومتابعتهم يوميا" والاستفسار من إدارات مدارسهم عن الواقع التدريسي ومستواهم العلمي والوقوف على كافة المشاكل الموجودة وايجاد الحلول لها باستخدام اساليب علمية متطورة والتأكيد على عدم فسح المجال لاولادنا من ضياع او هدر للوقت من خلال استخدام الحاسبة او الانترنيت وحتى الموبايل الاستخدام الامثل والصحيح حتى لانخسر احدا" منهم لانها باتت اليوم تؤثر سلبا" على اولادنا اكثر مما تقدمه لهم من فوائد .
وعليه فأنه يجب ان نتعاون جميعا" في رفع المستوى العلمي في العراق لان تقدم اي بلد يقاس بتقدم التعليم فيه ونسأهم في التقليل من هذا التدني وكل من موقعه واذا ما فعلنا نكون قد ساهمنا فعلا" في رفع المستوى العلمي لطلبتنا لانني أؤمن ان العملية التعليمية لها ركنان مهمان البيت والمدرسة ومن هنا اناشد السؤولين في مجال التربية والتعليم واصحاب القرار فيها من تكثيف الجهود العلمية واقامة الدورات المتطورة للمعلمين ومتابعة مستوياتهم من خلال المشرفين التربويين وبشكل متواصل والتعرف على المشاكل وايجاد الحلول المناسبة لها حتى نصل الى الأهداف التي نطمح اليها في بناء مجتمعنا وعراقنا الجديد .
                                                                             بقلم
                                                                    حسام عبد الرحمن         
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25133
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28