معلوم للجميع ان الاستفتاءات لا تصدر إلا عن المراجع المعتمدين في الفتيا وتوضيح المسائل الشرعية والاحكام وهذا هو المسار الحقيقي الذي تسير عليه الامة الاسلامية وخصوصا الشيعة منهم باعتبارهم يتبعون لفتاوى المراجع الكرام في النجف الاشرف والذين قضوا كل حياتهم في الدرس والبحث والتحقيق بما يفوق الخمسين او الستين عاما كلها بين الكتب .
يقول الشيخ صلاح العبيدي وهو الناطق الرسمي باسم السيد مقتدى الصدر ان ما يقوله السيد الصدر هو رأي الشعب العراقي كونه تقدم اليه الاستفتاءات والاستبيانات فيرد عليها وهذا الرد في طبيعة الحال اما ان يكون عبارة عن فتوى ولا بد من اتباعها والعمل بها او انها استبيان وكلا الحالين لا يخرج عن مفهوم استنباط الحكم الشرعي والعمل به وفقا للسياقات الفقهية والشرعية التي يعمل بها مراجعنا طيلة عقود من الزمن ، وهنا لا بد ان نكون واقعيين ومنطقيين عندما نُقيّم ما يدور حولنا فلا اعتقد ان السيد مقتدى الصدر قادر على الافتاء فهي بديهية كونه لم يصل الى ما وصل اليه باقي المراجع الكرام أي انه لم يستطع استنباط الحكم الشرعي واخراجه بالطريقة الشرعية التي اعتادوا استخدامها باقي مراجعنا وهو ما يقره السيد الصدر نفسه فهو لم ينهي دراسته بعد التي تؤهله لذلك ، ولكن ما يريده الشيخ العبيدي هو ان يتهجم على رئيس الوزراء ويحط من قيمته لا أكثر من ذلك حتى بتنا اليوم امام موجة من التصريحات المتبادلة التي يمارسها هذا الطرف او ذاك دون وازع او تحفظ من كل الاطراف والظاهر ان الفضائيات والبروز في الاعلام باتت السمة التي تطغى على هؤلاء المهم ان يظهر ليتحدث عن شخصية مهمة لكي يتداوله الاعلام بشكل واسع لكنه في الاساس هو لا يعلم ان عملية الهدم التي يمارسها تفوق الاشخاص ومكانية المناصب لأنها سمعة بلد وهذا التخبط هو الذي يولد حالة الضعف الكبير وسط الاتجاهات السياسية والمتضرر الوحيد عندها يكون العراق لا غير .
يحاول السيد العبيدي ان يقفز على الحقائق ليبين ان بيانات السيد مقتدى لازالت فاعلة ولكنها في طبيعة الحال لا تخرج عن سمات التناقض الفعلي بين التصريح والاداء وهذا بحد ذاته يحتاج الى قوة ثبات على الموقف لا التغيير الافتعالي الذي يحصل كثيرا اليوم في العملية السياسية وهو يتحدث بلغة العارفين بكل صغيرة وكبيرة بل انه عرقلة كبيرة وتهييج للشارع العراقي كما حصل فعلا بخروج الكثير من اهالي مدينة الصدر الى الشوارع احتجاجا على تصريحات رئيس الوزراء وهو حالة استفزازية تدفع باتجاه زعزعة السلم الاهلي ما يؤثر في نهاية المطاف على الواقع الامني الذي نحتاج كثيرا الى تثبيته والحفاظ على وحدة الصف لان المؤامرات الخارجية التي تحوكها الكثير من القوى الدولية وتحوم على حدودنا الغربية وهي تتربص لحظات سقوط النظام السوري ليجعلوا من العراق الحديقة الخلفية لعملياتهم الارهابية فهل التفت الى ذلك سماحة السيد مقتدى او الناطق باسمه الشيخ العبيدي ،، أنا اعتقد ان نترك لكل واحد عمله ومسؤوليته وهو من يتحمل فعله فرئيس الوزراء له عمله وواجباته التي عليه لا ان نقوم بوضع العصي والمعرقلات في طريقة وهكذا لكل واحد مسؤوليته كما هي مسؤولية رئيس الكتلة او الحزب او التيار فكل واحد ينطلق من موقعه خدمة للعراق بعيدا عن المزايدات السياسية حتى ينطلق البلد بالطريق الصحيح خاليا من الازمات التي نمر بها كل يوم. |