لم يشهد بلدٌ في العالم أحداثاً متسارعة ومتعددة، وفي أيام قليلة، كما يشهده العراق حالياً. فمنذ غرق بغداد واتهام الوكيل البلدي لأمانة بغداد نعيم عبعوب بإغراق العاصمة بعد اتهام هولاكو بحرقها! وحرب الوثائق مستمرة، إذ تم الكشف في اتصال هاتفي عرض في تقرير إخباري لقناة الحرة الأميركية، عن المتسبب بغرق العاصمة، زلة لسان قالها رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي، وهو يتحدث على الهاتف مع شخص يدعوه الحجي، يرجح انه رئيس الوزراء نوري المالكي: "حجي لازم نفتح قناة الجيش.. احنة خلية أزمة، أنت وآني والأمانة، وعلينا معالجة الموقف.. آني موافق وأنت وافق يصير اثنين مقابل واحد.. الامانة يخافون.. شريد يخسر عصام الأسدي". ويذكر ان مشروعاً لصالح شركات عصام الأسدي وهو تطوير قناة الجيش وتحويلها إلى متنزهات وملاهي سيتضرر بالماء إذا تم تفريغ مياه الأمطار في القناة! أي أن غرق الآلاف من المواطنين غير مهم مقارنةً بمشروع لم يبدأ العمل به بعد.
ثم اعتراف حمايات وزير المالية باشتراكهم بعمليات إرهابية مع حمايات الهارب طارق الهاشمي، وصولاً إلى مظاهرات تشتعل في المنطقة الغربية، طائفية تدعو إلى قتل الشيعة ثم تتغير بعد دخول المعتدلين لتظاهرات تطالب بالإصلاح وإخراج المعتقلات وتخف حدة الطائفية قليلاً.
وأخيراً وليس آخراً، تظهر قناة العربية السعودية تسجيلا مصوراً لنائب صدام السابق عزت الدوري وهو يتوعد ( الجميع ) ممن يقف مع العملية السياسية بالتصفية والاغتيال مدنياً كان أم عسكرياً!
فإلى أين يا قادة الحكومة وممثلي الشعب تتجه البوصلة؟ ومتى تفكرون بمصلحة الناس قبل مصالحكم ومصالح أحزابكم؟ وماذا ستفعلون لو وقع المحذور وقامت الحرب الطائفية التي يغذيها الثالوث السعودي التركي القطري المشؤوم؟ لِمَ لا تجلسون جلسة حقيقية وتعقدون ( اتفاق شرف ) بعدم السماح لأي شخص أن يقول كلمة تشير للطائفية ومن لا يلتزم به فلا شرف له؟
فكروا في شعبكم قبل أن يثور عليكم ولا ينفع حينها الندم حين تهربون إلى غير رجعة !
**************
كاتب وإعلامي
Afrawi70@yahoo.com |