• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ريـــــامْ .
                          • الكاتب : عباس فاضل العزاوي .

ريـــــامْ

الاشياء تثيرفي نفسي ريبه غيرمبررة , كل شيء في الانتظار لاستقبال حًدث على وشك الوقوع , رأسي يخزه ضجيــــــج غامض مبهم ..شخير أطفالي الخمسة وهم ينامون ملتصقين ببعضهم بشكل غير منتظم , وصفيرالحارس الليلي الذي بات يسحق أعصابي ببطء , وهو يدور كطائر خرافي مفزع في زقاقنا والازقه المجاورة...

رويداً .. رويداً الالم يتصاعد في ظهري وأسفل بطني الى الحد الذي بات الرقود مستحيلاَ, نهضتٌ من على السريربقدمين واهنتين..ترتعشان تحت ثقل جسمي .. تحركت في أرجاء الحجرة .. شعورمبهم يجتاحني , خوف ,قلق ,انتظــــــــــار ,ألم واللحظات تًمٌـــرْبطيـــــئة قاتله , أستندت لاستريح قليلاً وظهري الى الجدار , كــــان العرق يتصبب بغزارة تحركت بأتجاه النافذه..الرياح شديدة ,الستائرتطيرنحوي مثل حيوان غريب بجناحين كبيرين ملطخين بألوان حاده..

أزحت الستائربعيداً وأتكأت الى حافة النافذة ,كان الشارع خالياً من المارة ألامن شبح الحـــارس المغلف بالظلام ,يتدحرج صوب شرفتي كبرميل كبيرسوده الصدأ ,وكما كنت أتوقع توقف أمــــامي مباشرةً وبصوت مفزع جعلني أرتعش فزعاً لطم رأسي بخيرياأم محمد ؟؟ لم اعرف ماذا أقول له فقد داهمني شعور بالخجل والاحراج واكنه فهم مقصدي بأسرع من لمــح البصر, ربما لان ماكنت بحاجه اليه كان بادياً على هيئتي , كان بودي أن أغلق النافذة لكنني شعرتٌ بأيد قوية تدفعني الى الاستسلام والتشنج..ثم لاأدري ماذا قال بعدذلك ,فقط شعرتٌ بأنه قد أختفى من أمامي وشعرتٌ بوحشه وخوف شديـــــــــد ,لحظات قلقه ,لحظه بعد لحظه,ذاكرتي تستعيد أشياء قديمة مبهمة شريط سينمائي متقطع الاجزاء يعيد ذهني الى الماضي القريب ,قامة زوجي ,لهفته ,عذوبة صوته كلمات ,كلمات همهمــــات غامضه ,رائحة بدلته العسكريه تمرمــــــسرعة مع النسمات ...صفيررياح تجتاح ذاكرتي وتهرب مسرعه الى التلاشي ...فتـــــاة أٌسميها ريـــــــــــام ...خمسة اولاد,هذه المرة اريد فتاة,اسميها ريام...حملقت في الشارع ,أخذ الحذريدب في أوصالي مرةً أٌخرى ..تنفستْ بعمق نظرتٌ الى السـمـــــــــاء .. وصدري تجتاحه مشاعرجديدة غامضه,الفجرعلى وشك البزوغ,بدأت خيوط\ من النور تتسلل الى حيث أنا,خيوط تنساب فوق وجه السماء, ولمحت الحارس ومعه أم جــــابر القابلة وهما يعبران الشارع مسرعين ,شعرت بشيء من الاطمئنــــان فتحت الباب فلم أجد سوى أم جابر,كان النعاس مايزال عالقاً بأجفانها ,مماجعل وجهها الممتليء مثل كره مغموسه في بركه من الدم قالت وهي مكشرة الوجه....حسناً أنك مازلت على مايرام...أشعربألم شديد...كأنما...غمغمت مقاطعةً ,لابأس عليك متى أجازة زوجك,ألم يَعُدْ؟؟

واصلت حديثها دون أن تنتظراجابتي,أذهبي وارقدي على السريرريثما أعد مايلزم للامر...أخذ الخوف يعاودني من جديــــد تمددت على السرير وقلبي يخفق بشده وكأني ألدُ لاول مرة...المخــــــــاض يمسك بي مرةً أخرى..شيئاً فشيئاً لاأدري كم من الوقت مضى حتى اللحظة التي انحنت بها ام جابرفوقي كآلهه أسطوريه ,باشرت عملها بطريقةٍ آليه دون ان تنس بكلمة.أخذ جسمي كلهُ يرتعش كورقة خريف في ريح عاصفة ونظرت الى وجه ام جابرالعابس بأستنجاد ,كان وجهها القاسي الملامـــح يكبر والمي يتصاعد..يكبر..يكبرحتى صاربحجم السقف, صَرًختُ ,صوت ام جابريأتيني قوياً مرعباً...أذكري اسم اللــه...ثمة ضجيـــــج يعلو قرب دارنا, والباب يطرق بــــشدة..اختفت ام جابرمن أمامي مـــــسرعهً, وانا أنتفض وحدي تحت قـــــسوة الالم..والخوف والضجيج المبهم وصراخ ام جابر عندالباب وصراخ الاطفال حين أستفــــــاقوا من نومهم مذعورين بعد ذلك أمتلاْ رأسي بصوتين ,الاول جندي في الباب والثاني زوجها أستشهد وستلدْ ..الشرطي الذي وقف قرب البـــــــاب يهز راسه بأسف..رأسي الآن كهف كبيرسكانهُ الاصداء العميقه المدوية ..ستلدْ ستمـــــــــوت,أستشهد زوجها استشهد بالامس شعرتُ برأسي يدور وبحمى قويــــه ترتفع في جسدي , وايدُ تمسك بي رحت أنتفض كطـــــــائرمذبوح وصرخت ام جــــــــــــــابر , استمري...استمري وشعرت ُ بأحشائي تندلق فجأه , واحسست وكأني قربه خاويه الا من الفراغ.وبعد ذلك لاشيء له ملامح أوصوت لانني ارتحلتُ الى أغمائةُ عميقة بين الحلم والصحو , يقودني وجه زوجي المشرق الى أشياء جديدة غــــــامضه , بهدوء غريب ,حيث السكون المطلق...

 

Abbasalazawi@ymail.com


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : المثقف العراقي ، في 2013/01/15 .

السلام عليكم
ما احلى شعوري وانا اقرا لجنابك فانت مبدع وكتاباتك تشدني بسرعه
اتمنى لك التوفيق يااستاذي العزيز
تحياتي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26378
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29