• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تــلاميـــــذ .
                          • الكاتب : عماد يونس فغالي .

تــلاميـــــذ

    تلاميذ يكتبون، يُعالجون مواضيع امتحاناتهم. وهم في رهبة الأسئلة. ينتظرون بقلقٍ ما تحوي تلك الأوراق التي توزّع عليهم. وها هم يستلمونها بأيدٍ ترتجف، يلقون النظرة الأولى والخوف يعتريهم. ونقرأ وقع المسابقة على وجوههم. فبعضهم يخيب أمله المعقود على معدّلٍ عالٍ يأتيه منها. والبعض الآخر يفرح، وينفرج همّه إذ وجد نفسه يعرف أكثر من المطلوب. أمّا القسم الأخير فهم من يفتشون في ما درسوا وبين ما حصّلوا أثناء المراجعة، عن جوابٍ يعتبرونه الصحيح. وكم يكونون مرتاحين عندما يتأكّدون من أنّ الجواب الذي وضعوه هو بالفعل الجواب المناسب.

    ويمرّ الوقت، وها المسابقة على نهاية. بعضهم انتهى، والبعض الآخر يراجع أجوبته، ويصحّح ما يجــده قابلاً للتصحيح، وربّما يضيـف شيئًا كان قد نسـيه. وهناك بقيّة بقي لديها أسئلة دون جواب. هؤلاء لم يستسلموا، ولكن أين يجـدون الحلّ؟ في بحثٍ أعمق وتفكيرٍ أكثر جدّية؟ أم في نجدةٍ من رفيق وهذا غير سهل حيث المراقبة دقيقة والنظّار كثر لا يَرحمون؟  وما هي العاقبة إذا ضُبط تلميذ في حالةِ غشّ وأرسل إلى المدير؟ فغالبًا ما يقرّ الرأي في هذه الحالة على ترك السؤال دون جواب مع ما يجلبُ من همّ هو العلامة السيّئة، وما ينجم عنها من تخفيضٍ في المعدّل العام للامتحان، وتأثيره على النتيجة آخر السنة. ناهيك عن تبرير النتيجة أمام الأهل، خصوصًا إذا كانوا ممن لا يتهاونون مع أولادهم.

 

أيّها التلميذ الحبيب،

    ليس الامتحان وليد ساعته. وليست معالجته تتــمّ على ورقة المسابقة بين يديك. إنّ نتيجة الامتحان يا صديقي، هي ثمرة سلوك وجهدٍ متواصلين، تبدأ في الصفّ مع المعلّم. تُكمـلُها بجهدٍ شخصيّ أثناء درسكَ اليوميّ وفهمكَ لشرح الصفّ، وتمرّسكَ في أعمالٍ تطبيقيـّة توسّع آفاقك وتركّز معارفك. فكلّ إهمالٍ في ما سبق، يترك بصماتِه على طاولة الامتحان. أمّا كلّ التزام ٍ جدّي، فيُعطي الثمار المرجوّة ويصبح وقت الامتحان حصادًا منتظرًا لزرعٍ طالما تعبنا له.

     في عَودٍ على بدء، يجب الاعتراف أنّ وضعكَ ليس بجديد. وحالكَ هي حال كلّ تلاميذ الأرض إلى أيّ زمانٍ انتموا. وما قلته هو واقع يعرفه كلّ من مَرّ على مقاعد الدراسة. فيا حبّذا لو اعتبرت، ولو لم تختبرْ.  


كافة التعليقات (عدد : 4)


• (1) - كتب : وليد البعاج ، في 2013/01/28 .

تحياتي لك استاذ عماد دمت موفقا

• (2) - كتب : الاستاذ كريم نعمه ، في 2013/01/28 .

شكرا لك استاذ عماد على هذا المقال وهذا يدل على وعيك وحرصك ، في كتابة بحث يتعلق بالتلاميذ الذين هم فلذات اكبادنا، نتمنى ان نقرا منك المزيد، تقبل احترامي. الاستاذ كريم نعمه، بغداد.

• (3) - كتب : ياسر الشرقي ، في 2013/01/28 .

تقبل تحياتنا اخ عماد وامنياتنا لكم بالتوفيق. المقال رائع

• (4) - كتب : سناء كاظم ، في 2013/01/28 .

جميل جدا مقالك اخ فغالي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26581
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19