التقليد ببساطة هو اتباع الجاهل الى العالم للانتفاع من علمه وهو امر فطري ضارب بكل مناحي الواقع الحياتي فالمريض يجهل مرضه ويجهل الدواء المناسب لمعالجته فيلجا الى الطبيب العالم افتراضا بتشخيص المرض وعلاجه ، وصاحب السيارة يسلم سيارته اذا اصابها عطل الى (الفيترجي ) لانه مختص بتصليح السيارات ، والدفان اعلم الناس بمواراة الموتى ودفنهم وهكذا الحال في مجالات الحياة وفي مقدمتها تقليد علماء الدين ومراجع التقليد ،، ولم نسمع عن عاقل رجع الى الاسكافي لتصليح موبايله اومريض راجع البنجرجي !! ، لانه سيكون مدعاة للتندر والتمهزل (مضحكة ) امام الناس . نرى في الوقت الراهن اعجب من ذلك واخطر منه ، نرى العديد من الناس يرجعون في دينهم الذي من خلاله يحدد مصيرهم الابدي الى ادعياء واشباه العلم ومتمرجعين كان الطاغية صدام ابن ابيه قد زرعهم في الحوزة الشريفة ضمن حملته الايمانية !!.
برغم ان الشريعة اوضحت بما لا يقبل اللبس صفات ومواصفات المرجع الذي ينبغي ان يقلد بالرجوع الى اهل الخبرة وفضلاء العلم ، نجد ان العديد من الناس وبسبب سذاجتهم يقلدون غير المؤهل ومن دون تطبيق للقواعد الفقهية المتسالم عليها في التقليد فيسقطون في شباك وفخاف مراجع التزييف والدجل (الادعياء )مع انهم حريصون ولايتهاون في الرجوع الى الطبيب المختص الحاذق عند مرض احد اطفالهم .. بالرغم ان تقليد الاعلم لابراء الذمة امام الله تعالى امر اهم من سلامة الاولاد وصحتهم لانه يحدد مصير اخروي يوم لاينفع مال ولا بنون ،
لقد ابتلي العراق من دون غيره من البلدان الشيعية بظاهرة ادعياء المرجعية الذين نصبوا فخاخهم للبسطاء من الناس واعتمدوا على الحملات الاعلامية للايقاع بالمقلدين والمريدين لمزاحمة المراجع الحقيقيين الذين حددتهم الشريعة واهل العلم ، فنجد مثلا ان احد الادعياء يقوم اتباعه برفع صوره على اعمدة الكهرباء فيصبح مرجع اعلى !! وكلما رفعوها الى اعلى العمود كلما اصبح دون منافس الا اللهم بعض العصافير والطيور التي تحط على الاعمدة .. ونجد ايضا في شريط الاعلانات الممولة في الصفحة الرئيسية للفيس سبوك اعلان يظهر فيه امراة واضعة على وجهها كريم (اعلان مكياج ) واسفله او اعلاه اعلان لمتمرجع جديد استغل نجاحه في برنامج عقائدي ليطرح نفسه مرجعا مع انه كان يقول ان المرجعية مادامت بيد السيد السيستاني لم اطرح نفسي ، ولسنا ضد من يطرح نفسه للتقليد لكننا ضد تسويف الشرع واتباع طرق مبتذله للوصول الى الاتباع ، والانكى من ذلك نجد احد الادعياء لم يمض على دراسته الحوزية 3 سنوات ليطرح نفسه مرجعا مع انه كان يرقص بالحفلات ، اي انه تحول بين ليلة وضحاها من (كاولي ) وعذرا للكلمة الى مرجع !!!.واخر زميل له كان يمتدح الطاغية صدام ولديه تسجيل صوتي موجود بالنت ! ايضا صار مرجع !! ، تذهب الى الى علوة المخضر وعلوة الاسماك فتجد لافتة بالقرب من بائعات السمك (السماجات) وكتب عليها هذه كتبي الاستدلاليه بين يديكم ! فيطلب مناظرة العلماء بالعلوة فهل يريد اخينا هذا مناظرة اسماك الكطان والبني والسمتي والزوري !!! ، وهناك ايضا دعي جديد ايضا سار على سنة الشيخين ووضع صوره على اعمدة الكهرباء ودعى الناس والوجهاء الى مؤتمر عام (اشبه بمؤتمرات المصالحة الوطنية ) ليعلن مرجعيته العشائرية فيقلده عدد من عمامه وابناء عمومته !! اذا اصبح لكل عشيرية مرجع من اهل العشيرة فلا نستبعد ان تتتطور الامور فيصبح لكل فخذ مرجع او لكل مدينة مرجع او لكل زقاق مرجع !! فتخيلوا الامر ، والواقع نحن نخشى ان تصل بنا الامور وتحت عنوان نزول المرجع الى الشارع فليجا المرجع الى طرق الابواب ويطلب منك مستمسكات العائلة والبطاقة التموينية ليس لاستلام حصتك من الغاز او النفط بل لتسجيل من دخل سن التكليف في قسيمة التقليد !! .
وبتحصيل حاصل فان القاسم المشترك لهولاء الادعياء هو الاعتماد على الدعاية الرخيصة واصطياد المغفلين والبسطاء وشن حملة من الافتراءات والاكاذيب المفضوحة لتسقيط المراجع فيما يترفع علمائنا ومنذ نشاة الحوزة الشريفة والى الان عن ذلك لانهم بحق علماء ونواب للامام المنتظر روحي له الفداء فاين الثرى من الثرية .. مطلب اخير نتمنى من الدولة او البرلمان سن قانون يجرم الادعياء والدجالين والمنتحلين والمزورين لصفة المرجعية مثلما يجرم المنتحلين لوظيفة الطبيب او المعلم من مزوري الشهادات . |