• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : آلهة العصر .
                          • الكاتب : معمر حبار .

آلهة العصر

 جاء في كلمته، أن كل من ينتقد الرئيس مرسي، ويريد إزاحته عن الكرسي: "وجب قتله، وهَدر دمه". فالرئيس إذن، فوق النقد !، بل يجب قتل ناقديه !، مادفع بالحكومة المنتخبة، إلى تعزيز، الرقابة الأمنية، على بيوت منتقدي الرئيس.
 
وبتاريخ 2012-11-23، يقول أحد المشايخ، إن "نقد ولاة الأمر علنا لا يصدر إلا من مريض فاسد الأخلاق والعقيدة !". 
 
واليوم، http://www.alquds.co.uk ، يعلن أحد المشايخ، أن السّمع والطاعة لأولي الأمر، واجبة، مهما كانت الظروف !.
 
وفي نفس اليوم، http://khatahmar.blogspot.com/2013/02/blog-post_8059.html، تعلن حكومة تونس، أنها ستحمي قبر المغتال شكري بلعيد، خوفا من نبش قبره على أيدي معارضيه. فكل من يملك شجاعة النقد، يُعدمُ حيا، ويُنبشُ قبره ميتا.
 
إن فرعون ادّعى الأولوهية، وقال أنا ربكم الأعلى، ولا أريكم إلا ماأرى، ولم يُعرف أن أحدا من رعاياه، قال لمن انتقد "الإله !"، أنه يجب قتله. بل إن السّحرة، واجهوه أمام الملأ، قائلين له، إقض ماأنت قاض، ولم يعاتبوا سيّدنا، موسى عليه السلام، لأنه انتقد ولاة الأمر يومها، ولم يطالبوا بقتله، بل قالوا آمنا برب هارون وموسى.
 
وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستوقفه أحد من عامة الناس، ويقول له "إعدل !"، وماكان من رسول الله، إلا أن ردّ عليه قائلا: ويحك، إن لم أعدل، فمن يعدل، وهو الرسول العادل المعصوم. ومرّ لشأنه، وشأن دولته، ورعيته، دون أن يلتفت لقائل العبارة.
 
واليوم أقرأ، أن الوزيرة الألمانية للتربية والتعليم، حرمتها الجامعة من شهادة الدكتوراه، التي تحصلت عليها، منذ 33 سنة، لأن التقارير أثبتت، أن شهادتها مسروقة مزوّرة. ويمنحها عميد الكلية، وهو أقلّ منها منزلة، شهرا واحدا، لتطعن في قرار سحب الشهادة، وتدافع عن نفسها.
 
وفي نفس اليوم، يستدعى صهر ملك اسبانيا من طرف القاضي، بتهمة الفساد، وتطالبه المحكمة باسترجاع ماعليه من أموال الشعب، 
 
وقبلها يُساقُ ساركوزي إلى المحاكم الفرنسية، ومنذ أسبوع سيقت هيلاري كلنتون، إلى الكونغرس الأمريكي، للاستنطاق والاستفسار، وأمست من يوميات رئيس وزراء إيطاليا، أن ينقاد للقضاء حين يستدعيه في هذه القضية، أو تلك.
 
إن الطاعة أدب، وإن النقد أدب، وكمال المجتمعات وتمامها، بهذا وذاك. وكل يُنتقد، مهما إدعى من منعة وقوة ودين، إلا سيدنا المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
   
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=27365
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 02 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18