• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قنديل في بغداد وأنا في القاهرة .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

قنديل في بغداد وأنا في القاهرة

وصل الى بغداد في زيارة قصيرة ولكنها تاريخية بحسابات السياسة ومعادلاتها المعقدة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ،وإلتقى على الفور برئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ،وليس ضربا من التنبؤ الحديث عن القضايا التي ناقشها الرجلان ،فعدد الوزراء الحاضرين ضمن الوفد المصري يبلغ الستة ،بينما عدد رجال الأعمال وصل الستين ،وهو الأمر الذي يشير وبصراحة مصرية متناهية الى نية القاهرة تمتين العلاقات الإقتصادية على الفور ،وتسهيل دخول الشركات الإستثمارية المصرية الى العراق ،والعمل في سوقه الواعدة ،وتمكين العمالة المصرية من الحصول على فرص أكبر في أحد أنشط الإقتصادات النفطية في العالم ،ويكون ذلك بسماح العراقيين لملايين العمال والمهندسين وعاملين في قطاعات أخرى مصرية من المجئ الى العراق، والعمل بكثافة فيه ،على غرار ماحصل في ثمانينيات القرن الماضي مع إختلاف الأسباب في حينها عنها الآن،وهناك حديث يدور في أوساط سياسية ،وكان تم تداوله خلال قمة القاهرة التي حضرها المالكي من أسابيع وكان يصب في موضوعة إلغاء شرط الفيزا اللازم لإنتقال المواطنين من البلدين ،ويبدو أن إتفاقا ما سيكون حاضرا في زيارة قنديل الحالية ،ومفاوضاته مع المالكي.
كانت العلاقات المصرية العراقية في عهدي صدام حسين وحسني مبارك تخضع لسلوك سياسي متذبذب ومتصل بالحالة التي عليها الواقع العربي الفوضوي الذي لم يسمح بمعرفة الكيفية التي يمكن أن تكون عليها علاقة سياسية ما بعد فترة من الزمن ،فإذا كانت جيدة فليس من الحكمة التبؤ بإستمرارها في حالها الجيد ،كذلك ليس من الحكمة القول إنها ستنهار ،وربما يحدث هذا الأمر ونقيضه تبعا للظروف القاسية والتزاحم والتقاطع في المصالح الدولية والإقليمية ،وإذا كانت العلاقة بين بغداد والقاهرة جيدة خلال الحرب مع إيران وكان العمال المصريون قد حولوا العراق الى محافظة مصرية لكثرتهم الكاثرة ،فإن السوء والوهن أصاب العلاقة بين البلدين بمجرد إعلان صدام حسين إجتياحه للكويت نهاية صيف 1990 ثم مشاركة القاهرة في حرب تحريرها ،وإرسال جنود ومعدات لتكون جزءا من قوات التحالف الدولي ضد العراق ،والذي نجح في إبعاد الجيش العراقي عن الدولة التي أعلنها صدام المحافظة رقم 19 ..
الإقتصاد المصري يمر بظروف سيئة ،والعراق بحاجة الى فتح نوافذ تهوية عدة ليتنفس ،فهو مختنق سياسيا وإقتصاديا ،ويعاني كثيرا ،ولايبدو  ثمة إختلاف كبير بين حالي البلدين لجهة المعاناة، ونوع المشاكل بين القوى السياسية في القاهرة وبغداد،وهذه فرصة طيبة للدفع بإتجاه مزيد من التعاون ينتشل مصر من وهدتها الإقتصادية ،ويسمح لها بإرسال ملايين العمال ،وعدد كبير من المستثمرين والشركات الى العراق ليساعدوا في تقوية إقتصاد بلادهم ،وأيضا إلغاء شرط الفيزا الذي سيدعم الإقتصاد من خلال توجه العراقيين للعلاج والدراسة والسياحة بأعداد كبيرة للغاية ،وربما أكون من بينهم لأنني كنت أطمح لزيارة مصر من زمن بعيد ،ولم تتح لي الفرصة بسبب التعقيدات الأمنية، وشروط الدخول القاسية التي تضعها السلطات المصرية ،وفشل السفارة المصرية في أداء مهمتها في بغداد ...حينها أقول ،،قنديل في بغداد وأنا في القاهرة..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28226
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29