• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحلقة الأولى.ماهو سر الفراغات في التوراة . نصوص مفقودة وتبريرات غير منطقية. .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

الحلقة الأولى.ماهو سر الفراغات في التوراة . نصوص مفقودة وتبريرات غير منطقية.

 

مقدما أقول أن اليهود يعتقدون بأن التوراة هي أول المخلوقات وانها خُلقت قبل العالم بألفي سنة ـ راجع سفر الامثال 8 :22 ـ 31 .وأن الله كان يخلق العالم طبقا لما هو مكتوب في التوراة كما في الموسوعة اليهودي :
((The Torah is older than the world, for it existed either 947 generations (Zeb. 116a, and parallels) or 2,000 years (Gen. R. viii., and parallels; Weber, "Jüdische Theologie," p. 15) before the Creation.)) 
وكذلك يعتقد اليهود بأن الله يدرس التوراة مع الملائكة في السماء كما ورد في المدراش.
كتاب بهذه الأهمية تعال معي في جولة لنعرف سر النقاط والفراغات فيه.
في عالم الكتابة وكما هو معروف إذا ترك الكاتب هذه الاشارة (....................) فهذا يدل على أن الكاتب قطع هذا الجزء ولم يكتبه أو أنه لم يعثر على هذا النص . وفي الكتاب الرب المقدس العهد القديم أو ما يُسمى ((التوراة الحالية)) أو سفر الشريعة الموسوية كما يحلو لهم أن يطلقوا عليه يوجد الكثير من هذه الفراغات . مما أثار اشكالات كثيرة لدى أتباع التوراة وجعلتهم يتخبطون في تفسير ذلك . 
المسيحيون ايضا اصابهم الحرج الشديد جراء هذه الفراغات لأنهم وكما يزعم الكتاب المقدس العهد الجديد او ((الإنجيل)) فإن الرب يسوع قال كما في إنجيل لوقا 16: 17: (( زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس)) . فكيف يُفسرون هذه الفراغات ونبيهم يقول لن تزول نقطة . 
من جانبي كباحثة لم اكتفي بما جاء من تفسيرات وتبريرات بل كنت كلما اجد قسا اسأله عن ذلك فكان الجواب من قبل هؤلاء ما يلي : (( هذه الفراغات يا ابنتي تدل على نزاهة من قام بكتابة ناموس موسى حيث ترك الكاتب المكان فارغا لأنه لم يتذكر النص أملا منه في مجيئ من يُكمله)) . وفي سويسرا التقيت بكاهن يهودي اسمه أبشالوم عزرا كان شيخا كبيرا كان كلامه اقرب للواقع فقال : (( إن الاختلافات والنقاط التي ترينها هي خلافات بين من جمع التوراة وذلك لأن التوراة الحالية لم تنزل على نبي واحد، وإنما أنبياء كثيرون وفي ازمان متباعدة فالزمن مثلا بين موسى وزكريا كان أكثر من ألف عام وبسبب هذا التباعد ترين هذه الفراغات ولذلك ترين أن سفر زكريا تم اضافته إلى سفر الشريعة بعد ألف عام)) . وعندما رجعت إلى السويد دققت جيدا في التوراة فوجدت أن كلامه صحيحا ولكنه يعكس حالة خطيرة جدا وهي . أن التوراة لم تنزل مرة واحدة على موسى . بل تم جمعها طيلة ألف من الأعوام فكانت الفراغات تترك على أمل أن يأتي من هو اعلم منهم فيملأ الفراغات .
لايوجد تعليق عندي ، إنما ترك ذلك للقارئ المحترم . 
إذن من كل ما تقدم فقد تبين أن هذه الفراغات من صنع بشري يثبت بأن التوراة الأصلية غير موجودة . وأن التوراة الحالية تم كتابتها من الذاكرة طيلة ألف من الأعوام أو أكثر ولذلك تُركت هذه الفراغات لعدم تذكر الكاتب لهذه الجمل . وقد زعم قس آخر سألته عن ذلك بأن ((التلمود )) هو المُكمل لهذه الفراغات وأن هذه النقاط تعني : راجع سفر التلمود .. طبعا وهذا القول مضحك فالتلمود عدد صفحاته بالآلاف فأي قسم نراجع منه ؟؟ 
ثلاث من أبرع كتبة التلمود قاموا بكتابة التوراة البدائية في أوراق قليلة وهم الذي جاء على ذكرهم نفس السفر الذي زعم فيه الكاهن حلقيا بأنه عثر على التوراة . وهؤلاء هم كما في سفر الملوك الثاني 18: 37
1- الياقيم بن حلقيا . الكاهن الذي زعم أنه عثر على التوراة.
2- شبنة كاتب الملك . 
3- يواخ بن آساف صاحب سجلات الملك. 
هؤلاء كتبوا الشريعة باللغة الآرامية لكي تبقى اسرارها عندهم فقط ولم يكتبوها باللغة العبرية الشائعة . كما في النص التالي في : سفر الملوك الثاني 18: 26 (( فقال الياقيم بن حلقيا وشبنة ويواخ لربشافي : كلم عبيدك بالآرامي لأننا نفهمه، ولا تكلمنا باليهودي في مسامع الشعب)) وكان ذلك مخططا له من قبل هؤلاء الثلاث الذين كانوا يقودون الأمة اليهودية بعد السبي البابلي . وقد أتت ثمار ذلك عندما زعم حلقيا بأنه عندما كان يُخرج الفضة من الهيكل وجد توراة موسى المفقودة من التابوت كما في سفر أخبار الأيام الثاني 34: 14 ((وعند إخراجهم الفضة المدخلة إلى بيت الرب وجد حلقيا الكاهن سفر شريعة الرب)) طبعا هذا القول جاء بعد اكثر من سبعين عاما من ضياع التوراة. ونحمد الرب أنهم دونوا قول حلقيا في ما يُسمى التوراة لكي يبقى شاهدا صارخا على ضياع التوراة. 
ثم قدموا سفر الشريعة للملك يوشيّا كما في سفر الملوك الثاني 22: 10 ((وأخبر شافانُ الكاتب الملك قائلا: قد أعطاني حلقيا الكاهن سفرا . وقرأهُ شافان أمام الملك)). 
ولما شك الملك بصدق مزاعم حلقيا وشافان طلب في مملكته من يعرف اللغة الآرامية ويكون عالما فبحثوا له. وهنا كانت خلدة ((النبيّة)) جاهزة لتُكمل حلقة المؤامرة كما في سفر الملوك 22 :12 (( وأمر الملك حلقيا الكاهن وأخيقام بن شافان وعكبور بن ميخا وشافان الكاتب وعسايا عبد الملك قائلا : اذهبوا اسألوا الرب لأجلي ولأجل الشعب ولأجل كل يهوذا من جهة كلام هذا السفر الذي وُجد)). 
وبدلا من يتوجه هؤلاء للمعبد للصلاة والدعاء لعلهم يحصلون على جواب من الرب الذي كانوا يزعمون بأنه يتجلى لهم على المذبح ويُكلمهم ويأكل اللحم المشوي. ذهبوا إلى الساحرة خلدة التي زعموا أنها نبية مرسلة من قبل الله الرب . كما في سفر الملوك 22 : 14 (( فذهب حلقيا الكاهن واخيقام وعكبور وشافان وعسايا إلى خلدة النبية ، امرأة شلوم بن تقوة حارس الثياب . وكلموها . فقالت لهم : هكذا قال الرب إله إسرائيل : قولوا للرجل الذي أرسلكم إليّ)) وهكذا بشهادة هذه الساحرة المعتوهة امرأة حارس ثياب الملك اصبحت التوراة الحالية هي المعتمدة لدى الأمة اليهودية برمتها. 
للموضوع بقية . 
الحلقة الثانية وهي بعنوان : فراغات في التوراة . 
في الحلقة الثانية سوف نورد امثلة من التوراة على الفراغات المتروكة فيها والتي وضع بدلا منها نقاط (................... ) أو نجوم في بعض الطبعات (***********) ولم تكن هذه الفراغات لكلمات . لا بل جمل كاملة لربما نفهم من سياق النص ان هنا سطر أو سطرين او فصل كامل قد فُقد .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29130
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6