• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صيفـــُــه... بحــْـــره .
                          • الكاتب : عماد يونس فغالي .

صيفـــُــه... بحــْـــره

من مواسم السنة شاطئ البحر. الصيف يطرح حرّه لهيبًا، والناس يبحثون عن نسيم عليل يبرّدون به أجسامهم اللاهبة. والبحر الأزرق ماءٌ صافية، تنادي. هيهاتِ من ينظر ويقاوم. فالزرقة المتماوجة تحت الشّمس الحارقة نورٌ ذهبيّ يرسم لوحة ًطبيعيّة قلّما يصمد أمام تجربتها امرؤ. 

 

وهاك يوم عطلةٍ يخطط الناس قضاءه بمرح. ومن يخرج على يوم ٍ في الطبيعة الجبليّة أو تمدّدٍ على شاطئ جميل بعد غطسةٍ في المياه ترطّب حماوة الجسد الفاعلة فيه شمسٌ حارقة. 

 

وتختار البحر والشاطئ. أو ضيافة َ مسبح ٍ في مشروع ٍ سياحيّ. وأنتَ واحدٌ من كثيرين كان لهم خيارُك ليوم عطلتهم. وفي عالم البحر يفقد العالم الباقي وجوده. فأنتَ "على البحر" وحسب. همّك مشوار سباحة أو جلسة في الماء. الأحاديث خفيفة تروّح عن النفس ويطيب معها اللقاء. غداءٌ خفيف تحت الشمس، في لباس البحر العاري. 

وإذا بالوقت يمرّ. وليس للوقت حساب. تشتدّ شمس الظهيرة وتخفّ حدّتها مع مرور الساعات، وأنتَ تتـذوّق انقضاء النهار من دون أن تنتبه إليه. لأنّكَ تعيش الرخاء، لا ينتظرك إلاّ التمتّع ولا تنتظر غير ما أنتَ فيه. 

 

وعلى امتداد ناظريك قاربٌ يقلّ ركاب البحر في مشوار ٍ سياحيّ. ومركبٌ رياضيّ يجرّ وراءه رجلا ً يمارس التزلّج على المياه. أمّا "الحسكة" فعلى متنها شابّ وصبيّة في مطلع الفتوّة. وكم يحلو النظر إليهما يتقدّمان في المياه بواسطة مجذاف يتبادلانه في تنزّههما. وفي الجهة المقابلة صوت الدرّاجة المائيّـة يمخر فيها فتىً تخاله متهوّرًا، محيط َالسابحين الهانئين.  

 

الشاطئ يضيق بمئات الممدّدين على الرمال أو تحت الشماسي، حالمين بلونٍ أسمر إلى سواد، يقابلهم عشراتٌ نزلوا في المياه لسباحةٍ قصيرة المدى أو لتمضية الوقت في الماء الساحر. 

أمّا المسابح، فتنظر فيها الأولاد يلعبون بأدواتٍ خُصّصتْ للهوهم في المياه. والنساء يُحطنَ بهم في جلسةٍ مائيّة حول موضوع ٍ قليلاً ما يشغل العقل والبال. أمّا الرجال فيروحون ويجيئون في سباحةٍ رياضيّة على طول المسبح أو عرضه، ثمّ يتوقفون ليأخذوا قسطًا من الراحة، فيراقبون ما يجري حولهم. 

 

هذا هو عالم البحر في الصيف. وكم يبحث عنه الناس لما فيه من ترويح ٍعن النفس وهروبٍ من هموم الحياة وانشغالات الدنيا التي لا تحصى. روّاد هذا العالم من مختلف مشارب الناس. يطيب لهم وقتٌ في سلامه، ويحلو في جوّه بعض من راحته. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31875
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19