• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أوراق الخريف .
                          • الكاتب : زينب الحسني .

أوراق الخريف

علمتنا الحياة ان ألاسود حزين الا ان اجمل الغواني يلبسنه وان الابيض يتلالاء بعيون العروس وهو كفن , قد يكون لكل عين مكحل ,حبيب أو قرآن او اثمد ولكل قلب ماهوى , يهوى السهر او جلسة بأحضان قمر , قد نتجاهل ورقة تترنح على غصن هزيل في صباح شتاء بارد  لا نعرف هل عشقته وتخلت عن اقرانها  او قد يجيبنا نسيم بارد انها عنيدة !  أو تحكم عليها الارض بانها بخلت بنفسها عنها او جائز يُسكت الجميع غصنها النحيل بانها وفية الى حد الجنون! لم تغادر مرتعها مهما مرت عليها عواصف الخريف , التمست في الحنان الذي لم تجده من قبل ولم تضع في حسبانها ان هناك حطاب يخرج كل يوم ليجمع الحطب من الاغصان اليابسة , لم تكن تعرف ان مصير غصنها الدلوع قد يكون تحت شواء الاغنياء او في موقد فقراء او رماداً في الهواء كان يهمس لها بان بريقها تلاشا فلا تتمسك به وبينه وبين الحطاب خطوات لا اكثر , الوفاء لا يعرف الحدود فمتعته في لذه الوفاء من دون مقابل ولو كان الاثنان مخلصين فليس هناك تفرد في العبرة .
 هكذا هو النجاح يفسر كلاً حسب هواه فقد يكون الزهد فشل  بعين تاجر, او يفسر النجاح  خسارة عند الفلاح ,او قد تكون العفة عقوق عند  الغجر, كم اثقلنا بنات افكارنا  لندامة على افعال افتعلناها او زلة لم نعلم انها ستكون نواة لنجاح قمنا به , تذكرت احدى القصص الغريبة التي حكتها لي (س) من الناس حين تلجلجت عيناها عندما تاخرت رواتب السجناء والسياسيين حيث كانت تستلم راتب والدها المتوفي في احدى السجون في النظام السابق  حيث كان تهمتة اغتصاب ذوي المحارم وهي كانت المجني عليها بعمر 9 سنوات وبعد مرور 20 سنة على سجنة توفي في السجن وبعد جهود الطيبين اصبح المعتقل ابو (س) سجين سياسي ومتوفي بسبب التعذيب , وله حقوق كحقوق شهداء الانتفاضة الشعبانية  , اليس هذا هو من استعروا من اسمه ذات يوم والان هم من يحملون هوية شهيد في معتقلات النظام  السابق .
الوفاء والاخلاص والايثار ...معاني نسمع عنها وقليل مانلتمسها ,قد يقول قائل السعادة من حولنا هـــالات ,نعم قد تكون, كالهالات حول زحل لامعة مضيئة الا انها في الواقع غازات كثيفة  كونية سامة ,فياليتنا نتخلص من التلوث الفكري والتلوث الاجتماعي او بالاحرى الارث الهزيل المتهالك الذي ادمى الجسد الاخلاقي للوطن  واصبحت مقايس رختر تنطق بـ(الله أكبر) على زلازل تهز المجتمع من الاساس.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32111
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19