والمعروف عن الديمقراطيه انها حكم الشعب بالشعب\" ومعناها: الشعب مصدر السلطة, وذكر أن أول من عبر عن
الديموقراطية\" هو أفلاطون, وانها مصدر السياسه
وقد طبقت الديمقراطيه الثوره الفرنسيه
قامت الثورة وكان شعارها \"الحرية،الإخاء، المساواة\" ثم أدخلت فرنسا \"الديموقراطية\" في دستورها بعنوان حقوق الإنسان في المادة الثالثة \"الأمة مصدر السيادة ومستودعها وكل هيئة وكل شخص يتولى الحكم إنما يستمد الحكم منها\" ثم أدخلت ذلك في دستورها الصادر عام 1791م فنصّ على أن السيادة ملك للأمة, ولا تقبل التجزئة, ولا التنازل عنها
هنالك ثلاث حقب مر بها العراق في الديمقراطيه منذ نشات الدوله العراقيه الحقبه الاولى
الديمقراطيه في العهد الملكي وهذ ما رواه الاستاذ عبد الهادي الجلبي وهو كان وزيرا للاشغال العامه في عهد باشا نوري السعيد وقد تقلد عدة مناصب وزاريه منها أصبح وزيراً للمواصلات والأشغال في وزارة ارشد العمري الأولى وفي وزارة نوري السعيد التاسعة، ووزيراً للاقتصاد في وزارة طه الهاشمي
حيث قال الاستاذ الجلبي للوفد الذي اراد مقابلة نوري السعيد وكان الوفد مؤلف من الدكتور احمد امين صاحب كتاب التكامل في الاسلام وجماعته الا انهم تاخروا عن الموعد وقد خرج نوري السعيد من مكتبه ملقيا السلام عليهم ولم يقابلهم لانهم اخلوا بالموعد فقد تحدث لهم الجلبي قائلا
قبـل يومـين أو ثلاثة، كان هناك اجتماع بيني وبـين نوري السعيد وصالح جبر ـ وهما اللذان كانا يتناوبان على تقلّد المناصب الوزارية وتشكيل الحكومـة لكن نوري السعيد شغل الوزارات اكثر من غيره ـ في بيتي وبما إن بيتي كائن فـي منطقة شعبية وكان الداخـل إليه عليـه أن يمـر بزقـاق يكثر فيه الصبيان، فعندما اجتاز نوري السعيد ومعه صالـح جبر وعدد من الوزراء الزقاق إلـى بيتنا، أخذ الأطفال ـ وكان عددهم قرابة الخمسين طفلاً ـ يصفقون ويقولون بأعلى أصواتهم وباللهجة الدارجة:
( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانه)
يضيف عبد الهادي الجلبي، فتأثـرت كثـيراً عندما سمعت ذلك، فقلت لولـدي، اذهب وأعطي لكل طفل نصف دينار ليغيروا شعارهم وليعلنـوا عن شعار مؤيد عندما يخرج نوري السعيد من البيت.
وبعد أن أتمّ الضيوف اجتماعهم، خرجوا من بيتنا، فتلقاهم الأطفال بالتصفيـق وبباقـة مـن الزهور وهم يرددون:
( نوري السعيد شدة ورد وصالح جبر ريحانة).
فابتسم نوري السعيد من هذا التغيير المفاجئ ووقف على مدارج أحد البيوت وقـال للأطفال: لا يا أبنائي أقروا مثل ما كنتم تقرؤون، فاعتلت أصـوات الأطفال مردده:
( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانة)، طفق الأطفال يرددون ذلك بينما نوري السعيـد وصالح جبر وبقيـة الضيـوف مـن الوزراء يصفقون للأطفال ويقرؤون معهم ويضحكون.
باعتقادي هـذا مظهر مـن مظاهر الديمقراطية، أن يكون الحاكم مع رغبـة الناس حـتى لو كان ذلك في الظاهر.
قد يكون نوري السعيد غاضباً فـي باطنه من هذه العبارة المشينة، لكن طقوس الديمقراطية والتنافـس شبه الحر تجعله متواضعـاً لإرادة النـاس حـتى لو كانوا من الصبيان الصغار.
فقوة الحكومات الديمقراطيـة تكمـن فـي وجود الأحزاب الـتي تعمل علـى ممارسـة الضغوطات على الحكومة لتعديل موقفها باتجاه الصالح العام. وهـذا هو عامل ثبات للسلطة، فأغلب الانقلابات العسكرية الـتي حدثت فـي العراق أنها حدثت نتيجة التفاوت الفاحش بـين وجـود الأكثرية ووجود الأقلية في السلطة،
هذه ديمقراطية العهد الملكي وحتى تغيير الوزرات بشكل مستمر لا يشد الوزير على الكرسي ببراغي او رئيس الوزراء لاي سبب بسيط يقدم الوزير او رئيس الوزراء استقالته
وهناك وشايه وصلت لنوري السعيد مفادها ان وزير ماليته لديه فراش يعمل لخدمته يمتلك دارين في بغداد فذهب نوري السعيد لزيارة وزارة الماليه والتقى بالوزير وقال له قدم استقالتك لمجلس الوزراء اذا كان فراشك يمتلك دارين انت كم تملك في بغداد .هذه امثله ضربتها لك عزيزي القاري كي تكن حكما بين الديمقراطيات المكتوبه على الورق والجدران وبين التطبيق الفعلي لها
اما الديمقراطيه في عهد الثوره ثورة 14 تموز 1958 فكانت وليده ومبنيه على ركام وتناقضات من تاسيس الدوله العراقيه لغاية ثورة تموز فكانت في المهد ولن تشبع ارضاع لكون اعداء الثوره كثيرون من الاقطاع اللذين ضربت مصالحهم نتيجة قانون الاصلاح الزراعي الى القوميون العرب ودعم جمال عبد الناصر لهم كذالك دعم سوريه في تلك الفتره خاصة وان علاقتها بمصر قويه جدا نتيجة الوحده فكان الدعم لحزب البعث واسع من قبل النظام السوري انذاك فاخذت الديمقراطيه تتعكز الى ان اجهض على الثوره في 14 رمضان
وجائت حكومة الحرس القومي انذاك متمثله بقائده عبد السلام عارف ونتيجة انحراف مسار الحرس اللاقومي انقلب عبد السلام عليهم حبا بالكرسي وعدم ضياعه فاصطنع الرده وبعدها لم تدم طويلا حيث وافته المنيه في حادثة سقوط الطائره في القرنه وجاء اخيه عبد الرحمن عارف فلم تكن الديمقراطيه كسابقاتها بقيت معوقه وتعالج تحت جرعاة وقرارات فقط في الاسم تدعي الديمقراطيه الا انها حبر على ورق ومن ثم جاء العهد المظلم عهد 17 تموز 1968 وكانت الشعارات الرنانه والطنانه التي تشير الى الديمقراطيه اليتيمه حيث امر صدام حسين في رفع الشعار.. الديمقراطيه مصدر قوه للفرد والمجتمع ) وكان هذا الشعار مرفوع خلف كرسي جميع مدراء الدوائر وفي الطرقات العامه وعلى جدران المدارس الا ان الشعب لم ينعم بحرف من حروف الديمقراطيه فكانت نتيجة ذالك القبور الجماعيه والمحاكمات الصوريه ومحكمة الثوره واعداماتها والسجون واقبية الامن التي تظم خيرة شباب العراق وهكذا فسرت الديمقراطيه في زمن البعث .
ومن ثم جاء التغيير وكانت الديمقراطيه في اعلى المسودات حيث لها كلمة الفصل واصبح القاصي والداني يتكلم عن الديمقراطيه ولن نراها كتطبيق على الواقع كون الديمقراطيه جاءت جرعة واحده واخذت تفسر في الشارع العراقي تفسير خاطيء المراه تتصور الديمقراطيه بلبس الجينز والحصر والمكياج الصارخ والشاب يفسر الديمقراطيه بشرب الحشيشه والحمر ومشاركة النساء في المكياج والكتل السياسيه تفسر الديمقراطيه على هواها ووفق مصالحها الخاصه والوزير يتصرف على هواه ووفق ديمقراطية كتلته ولا يخاف الحساب
والله في عون العراق من هكذا ديمقراطيه حيث ولدت تحت خيمة الديمقراطيه ثقافة قطع الرؤوس والقتل والتعذيب ومصادرة الحريات ووفق الديمقراطية حيث اشاع سفك الدم في الشارع فاصبحت دم قراطيه وفق منظور الديمقراطيه والكل صم بكم لا يفقهون يقتل الف شخص في حادث الجسر لن نرى وزيرا يستقيل او يحاسب يقتل 500 في تفجير لن يستقيل قائد او مسؤول الكل انشد على كرسيه ببراغي استيل ويدعون الديمقراطيه .
اكثر من مليون شهيد ومليون ارمله ومليون يتيم ومليون عاطل وما شاء الله ارقام قياسيه وفق الديمقراطيه اذأ من حقنا ان نغيير المصطلح الى دم قراطيه وحرمان . بقي عليك عزي القاريء الكريم ان تفرز ماهي الحقبه وفي اي عهد كانت الديمقراطيه مفعله وانعم العراقيون في زمنها
الراي السديد لك وشكرا للقراءه
علي الغزي
ali_2000_54@yahoo.com
|