منحت القوات المسلحة المصرية جماعة الإخوان المسلمين فرصة للإستمرار في مطالباتها التاريخية بالوجود والحكم والتشريع وقيادة الأمة، وكان قرار القوات المسلحة وفق البيان الذي تلاه وزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي يفتقد الى الشرعية اللازمة فهو قد سلب الحق الذي يمتلكه رئيس الجمهورية محمد مرسي المنتخب من قبل الشعب وفق الدستور وإنقلب عليه وعزله وسلم السلطة الى رئيس المحكمة الدستورية العليا الذي وقعت عليه مهمة تشكيل حكومة إنقاذ وطني تضم الأطراف التي ثارت على الرئيس المنتخب وعلى جماعة الإخوان المسلمين وماقاله المرشد الأعلى للجماعة محمد بديع في ميدان رابعة العدوية الجمعة المنصرمة يعبر عن فهم مختلف يلتقي وفهم أطراف دولية كالإتحاد الأوربي وتركيا وإيران وقطر والإتحاد الأفريقي الذي جمد عضوية القاهرة لحين تسليم السلطة الى فريق مدني بالكامل والتأكد من إبتعاد العسكر عن الحكم نهائيا والقيام بدورهم المنوط بهم والخاص بممارسة دور دفاعي فقط. فقد صرح المرشد في خلال كلمته عند تجمع لمناصري الرئيس المعزول وأغلب الحاضرين كانوا من مناصري الجماعة الإسلامية ،إن الإخوان المسلمين لن يعترفوا بسلطة سوى سلطة الدستور الذي جاء وفقا له الرئيس محمد مرسي العياط وبذلك فإن الحكم الحالي باطل ولايمت للشرعية بصلة.

لم تمتلك جماعة الإخوان المسلمين هذا السلاح الفتاك طوال تاريخ وجودها وصراعها على الأراضي المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي وهو سلاح الشرعية المسلوبة..وهو قميص عثمان ودمه المراق على مذبح السيسي والقوى الثورية.وحتى في نهايات العهد الملكي فإنها كانت تتلقى الضربات الموجعة ويحشر أتباعها في السجون ولايحققون حضورا إلا ووجدوه قد إنحسر وإنتهى وفي عهد عبد الناصر والسادات لم يكن الحال طيبا بإستثناء أوقات هدنة معينة تنتهي بسرعة وقبل أن تتحقق وتنضج ثمارها وهذا ديدن الإخوان عبر تاريخ نضالهم المستمر ضد العلمانية والأفكار والرؤى المضادة للتيارالديني الساعي الى بناء دولة إسلامية تعتمد حكم الشريعة.

لم يحقق الإخوان حضورا كالذي تمكنوا منه خلال السنتين الماضيتين من عمر، ثورة يناير فقد وصلوا الى سدة الحكم على مستوى التشريع والتنفيذ وكان رئيس الجمهورية  منهم، ورئيس مجلس الشعب، ورئيس الوزراء وعدد كبير من الوزراء والمحافظين ومسؤولون في عدد من الهيئات التنفيذية في الدولة وهذا ماأثار حنق أوساط مثقفين وأكاديميين وسياسيين تعرضوا لضغوط شديدة عدا عن الرعب الذي أصاب الهيئات القضائية ومنتسبين في وزارتي الداخلية والدفاع والمخابرات وجدوا إن الإخوان يتمددون بشكل أو بآخر ليسيطروا على مؤسسات الدولة لكن التطور الذي حصل كان يتمثل بإنتفاضة غير مسبوقة زادت في قوتها على ماحصل أثناء ثورة يناير ضد سلطة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وهو مادفع الجيش ليعزل مرسي الذي تميز على مبارك إنه منتخب وقد عزله الجيش رغم دستورية منصبه الذي فقده في ليلة عسكرية بإمتياز..

الإخوان سيمارسون دورهم الضاغط وسيعودون الى الحياة السياسية وسيراهنون على المستقبل لأنهم يمتلكون قدرات يجهلها الكثير من المراقبين ولاتفهمها أوساط عديدة في السياسية المحلية والخارجية.