• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التشكيل والنقد , والتوثيق الفني .
                          • الكاتب : منشد الاسدي .

التشكيل والنقد , والتوثيق الفني

كان ولازال النقد الفني التشكيلي لصيقا بالفن العراقي المرتبط باللوحة واللون والمضمون والظاهر , ورغم أنه لم بشخص للان على انه أصبح تخصصا بعينه بقدر ماهو رديف للحركة الفنية التشكيلية منذ نشأتها , وربما يحسد الفن التشكيلي انه أكثر الفنون نقدا وانتقادا فقد أستل عشرات النقاد نصال أقلامهم وطاحوا به من كل جانب الامر الذي انعكس عليه ايجابيا بكل جوانبه , والطريف في الامر ان الفنان التشكيلي العراقي كان يتعامل بهذا الرصد الدقيق لمنجزه بعين المراقب والمتتبع تاره , وغير المبالي اخرى , اذ لم تلهه التنظيرات الادبية ولم يعر أهمية لو كان هذا النقد بريئا ام شيطانا في دخيلته يراد منه الهدم وليس البناء والتقويم , لكن ماثبت في النهاية ان اغلب أقلام النقاد العراقيين لهذا النوع من الفنون يتقاسمون نصف النجاح الذي حققه الفنان بريشته والناقد بقلمه , فنرى ان التجارب العراقية الرائدة والرائعه كانت قريبة الى حس الناقد وحرصه على ان يكون قريبا , اذ لو لم يكن الفن التشكيلي العراقي ناجحا ومؤثرا ومثمرا لم نكن لنجد النقد وقد حاول ان يؤسس له خطابا نقديا لايخلو من هاجس الوصاية التي يرفضها الفن نفسه ويتوق اليها الناقد ذاته .

لقد ظل التشكيلي العراقي كغيره من شخوصات الفن والابداع بعيدا عن رؤية الناظر العربي والاجنبي , وعانى من محنه التهميش في أصعب فترات الدكتاتورية ومن حرمان طال ضروريات حياته وحرمانه من التجوال بلوحاته او الاطلاع والسفر والقرب من المدارس الفنية الا في حدود محدودة لاتتعدى بعض مسارب ضيقة لبعض دول الجوار , وكلها بمجهودات شخصية عانت الامرين لتصل وتوصل رسالتها .

لازال الفنان العراقي يعاني من تعاطي النقد له الا من خلال الاطلاع المتأخر على ( فولدر ) المعرض ربما او قراءة عنوان العمل الفني في صحيفة كعنوان ثانوي او معرفه تواجد الفنان ومعرضه بعد ان يكون العمل قد انتهى والجمهور قد انفض .

ومع ذلك سعى الفنان العراقي ان يبلغ ويحافظ على ذلك التقدير الثقافي والنقدي وان يعدهما جزاءا من ثرائه الابداعي وتنوع طروحاته الجمالية المتميزة المتميزة مع معرفته انه يفتقد لجوانب مهمة ممكن ان تعرف عنه وتوثق له .

ان أي محاولة للبحث عن مراكز بحثية ومؤسسات جمالية تسعى للفنان التشكيلي وتحرص للمحافظة على الارث الفني وتنبيه ( المبتدئين ) من الفنانين خشية الوقوع في الاستنساخات والتقليد من حيث لايشعرون , أي محاولة من هذا النوع ( في ظل عدم اهتمام جدي من قبل المؤسسة الحكومية المعنية بالمحافظة على هوية المنجز الثقافي وارشفته ) لازالت تواجه أشكالية عالقة اذ للان لايزال الفن والنقد على حد سواء بحاجة الى من يتصدى لاختيار اللوحة والفرشاة والفكرة التي تربط الحاضر المتميز بالماضي الرائد ليوصف هذا العمل او ذاك أنه ضربة تأريخية لها هوية وعنوان يمكن ان تجعلها المؤسسة الفنية المعنية سفيرا جيدا لاي ( كاليري ) عربي وعالمي .

ولو افترضنا جدلا أننا الان بحاجة لمؤسسة فنية ثقافية تتصدى لهذا الامر فتأخذ بيد الفنان والناقد وتعيد العمل على الاساس المتين لجوانب الابداع هذه فلربما يمكن لنا القول ان الجهود التي تبذلها مؤسسة مثل ( موزوبوتاميا ) تعمل في وضح النهار وفي واحدة من اعرق الاماكن التأريخية المعاصرة ( ساحة القشلة وشارع المتنبي ) انما هي خطوة ذات عقلية منهجية واكاديمية يمكن لها في المستقبل ان تشكل مرجعا يعتمد عليه الفن التشكيلي والنقد الفني على حد سواء .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34111
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29