• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نجاة العراق في تقسيمه .
                          • الكاتب : لؤي محفوظ .

نجاة العراق في تقسيمه

قد فرض الواقع السياسي نفسه في العراق وبانت حقيقته واضحة ومشعة قد رآها جميع من يحيا فيه ومن يتابع أحواله بان أطياف الشعب العراقي لا يمكن جمعهُ و فسيفساءه خليط غير متجانس وان ما يقال بأنها كانت متجانسة ومتعايشة فيما بينها هو وهم قد فرضته طبيعة المرحلة السابقة والتي كانت تُحكم بالقبضة الحديدية والطوق الكون كريتي المحكم والذي لا مناص من الخروج عنه حينها  ولقد فرض الواقع السابق ظلاله على أطياف هذا الشعب أن يتعايش بالقوة دون قناعة وحين خرج من هذا الطوق المحكم بانت طبيعته المتنافرة والتي لا يمكن جمعها  ألان حتى لو رجعت القبضة الحديدية من احد أطرافها المتناحرة   فرؤاها وأحلامها وطموحاتها مختلفة  وأمنياتهم في شكل بناء دولتهم وطريقة عيشهم تختلف عن بعضهم البعض و أفكارهم وعقائدهم و ثقافاتهم  يتعارض وأحيانا يتقاطع فيما بينهم وان محاولة جمعهم تتطلب اضطهاد احدها على حساب الأخر وان ما يوجد من بعض الحالات الخاصة من ارتباط هذه الأطياف على مختلف  الأصعدة فيما بعضها هي حالات  شواذ فرضتها طبيعة المرحلة السابقة  وان من يعتقد بأنها صفة اكبر من أن تكون شاذة أو حالات قليلة ويبني تصور عليها  فهو كمن  يتعلق بحبال واهية  حيث لا يمكن أن يبقى متعلق بها فترة طويلة دون الوقوع في مشاكلها  ولنا في ذالك شواهد كثيرة وقد سمع ولاحظها  الجميع لا وقد عايشها الكثير ......

وحتى نتمكن من أن نوقف شلالات الدم التي تسيل ونتجنب سيناريو الحروب الأهلية والطائفية والعرقية ونتجنب أيضا هدر الأموال وضياع الوقت والحفاظ على أرواحنا وممتلكاتنا  .. يمكننا أن نسبق الزمن ونتقدم خطوة إلى الأمام باتجاه التقسيم تقسيم العراق مناطقيا وطائفيا وعرقيا ولا يوجد مبرر للخوف من ذالك مادام يحقق رغبات وأمان الجميع وأحلام كل الشعب العراقي في العيش بأمان وبالطريقة التي يرغب بها  وخصوصا من توفر مقومات بناء دولة لكل طرف موجود  ويمكن أن نستفيد من تجارب بعض الدول منها على سبيل الفرض يوغسلافيا والسودان وجيكسلافاكيا  فيوغسلافيا انقسمت ببحر من الدماء ومجازر يندى لها جبين الإنسانية وحروب دامية بين صربيا والجبل الأسود حتى تتدخل العالم الغربي في فضه وفق مصالحه وعزلت عن بعضها البعض عزل تام وأما بالنسبة للسودان انقسمت باختيار شعبي واستفتاء عام للذي يرغب  مع اقل تضحيات مما سبقتها وبقيت الضغينة والكراهية موجودة فيما بينها مع حدود مشتركة قد تصل حد الاقتتال في يوم ما وهناك تجربة أخرى قد تكون الأرقى في عالم الإنسانية المتحضر وهي تجربة انفصال الجيك عن السلوفان حيث انفصلت هذه الدولة عن بعضها البعض بقرار برلماني مشترك يعبر عن قناعاتهم   دون مشاكل تذكر وبقيت حدودها مفتوحة فيما بينها ويسهل التنقل فيما بينها مع احتفاظهم للإطار العام لكلا دولتيهم فضلا عن بقاء علاقاتهم الطبيعية والسياسية  والإنسانية والتجارية مستمرة .....

ويمكن لأطياف الشعب العراقي وسياسيوه أن يختار الطريق الذي يوفر لهم شكل الحياة الذين يرغبون فيه عبر تقسيمه ... وقد يقول البعض إن هذا الأمر يحقق للدوائر الغربية والصهيونية وبعض الدول الإقليمية  ما تصبوا إليه وما عملت من اجله .. ونقول فليكن مادام يقلل من حجم معاناتنا وليكن مادام لا يمكننا أن نغير ما نعمل من اجله نحن قبل أعدائنا وليكن مرة أخرى مادام سنصل إلى هذا الأمر عاجلا أم آجلا  ولنكن أكثر تعقلا  وتفهما لما يدور في اختيار ما نريد وبسرعة  ومن اجل خلاصنا بأقل الخسائر  وان نتجنب من يتلاعب بالشعارات دون معرفة  الحلول  .....   

يجب أن نختار

Loai_mali@yahoo.com  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34126
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28