• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المجتمع السليم .
                          • الكاتب : زينب الشمري .

المجتمع السليم

 من مساوئ الحياة التي يعيشها المرء منا هو أن يجد نفسه في عالم يقدس القوة على حساب الرأفة والرحمة، والأمور المادية على حساب الربح المعنوي والمشاعر، ومن المؤلم أن نعيش في مجتمع يرى اللين ضعف، والحرص والاهتمام نوع من المثالية الزائدة، والدموع انكسار وهزيمة، ومؤلم أن نرى من لا يملك قوة جسدية يهيم بنفسه الحائرة المتألمة من جراء ما حدث لها ومازال يحدث من قبل قلوب بعض البشر القاسية التي لا تهتم سوى بأنانيتها وحصولها على ما تبتغيه مقابل إيذاء هؤلاء البشر الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أجبروا على العيش في مجتمع لايحترم مكانة الإنسان وحقوقه، مجتمع يفتقد إلى أبسط مقومات الوفاء، ومؤلم أن ترى العنف، يستشري في مجتمع دينه يحمل من التسامح والمحبة والوئام والكرم الشيء الكثير، لكن؟! لا حياة لمن تنادي، مفهوم العنف، هذا العنوان الذي يدل على القسوة وفرض السلطة الغير
 
مشروعة على الجنس الضعيف.
 
ومن المحزن رؤية أن هناك أناس يتألمون من شدة القسوة والألم الذي يتعرضون له في حياتهم ولكنهم لا يملكون حلول أخرى للتخلص منه، ومنهم النصف الآخر من المجتمع الذي قدسه الباري عز وجل وجعل تحت أقدامه الجنة ألا وهو العنصر النسوي، فأغلب النساء تجدهن متمسكات بهذه الحياة المؤلمة لا لأجل شيء يختص بأنفسهن ولذاتهن، بل لأجل أن يعيش أطفالهن في حضن الوالد العزيز!!!!
 
هذا كلام أغلب النساء اللاتي نصادفهن في حياتنا العامة، وعندما نسأل عن السبب يقولن بأنهن لا يملكن خيار آخر لأن المرأة عندما تتزوج وتخرج من بيت أهلها لا تستطيع العودة إليه لأنها أصبحت صاحبة حمل ثقيل ولا أحد يتحمل عبئها، فأخوها لا يستطيع تحمل مسؤوليتها وأطفالها، وزوجة الأخ لا تريد عبء يثقل حياتها الأسرية ووووووالخ...
 
هذه معانات من يعيشون في مجتمع العنف، هذا المجتمع الذي تفتقد فيه الإنسانية معناها وتلاحمها وترابطها، وتتغير المفاهيم والمصطلحات، وتمحى من معناها الأصلي، لتصبح لقمة سائغة لكل من محي الحق والضمير من إنسانيته، هذه قصة تتكرر في كل لحظة وفي كل مكان وزمان، داخل الأسرة، في العمل، في الشارع، في مساحات الحياة كلها، قال تعالى ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ » سورة البقرة «﴾ وقد أثبتت لنا وقائع التاريخ أنه كلما أزداد العنف في المجتمعات، كلما تزايد تشتت المجتمع وتفكك الأسر وانحلالها، وهذا ليس منهجاً لأسلوب الحياة الأقدر التي يحترم فيها الإنسان وتحفظ له كرامته وحقوقه من خلال سياسة التفاهم والانسجام والتراحم ومعالجة المشاكل عبر نافذة التحاور، السؤال ماذا لو قلبنا كفة الميزان، وحاولنا تغيير العنف من « الذي يراودني الآن هو معناه الدال على القسوة والظلم إلى المحبة والرأفة والتلاحم؟؟؟ وماذا لوحاولنا نبذه من مجتمعنا وتصدينا بكل أطيافنا وقومياتنا إلى هذه الآفة الفتاكة التي ما برحت أن تمزق وحدة المجتمع بصورة عامة والأسرة بصورة خاصة، اعتقد بأننا سنصبح مجتمع متماسك ومحب ومتلاحم وفيه تعيش الأسرة بثبات وتربى الأجيال بالشكل الصحيح الذي يجعل منهم مكونات صالحة لبناء المجتمع السليم.

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو إبراهيم ، في 2013/07/31 .

السلام عليكم أيها الأخت الفاضلة شكراً على هذه المقالة الرائعة وهذا ان دل على شئ إنما يدل على العقل المتفتح والروح الشفافة اللذان خلقا قلم حر استطاع ان يحلق في هذا العالم ويرسم لنا صورة من تلك الصور التي تغاضا عنها كثير من الكتّاب واصبح أكثر همهم التعليقات السياسية والتسقيطات الحزبية والتي لا تخلوا من ألفاظ طائفية ونسوا ان القلم هوالسلاح الذي من خلاله يمكن ان نصلح المجتمع وان نطرح المشاكل الاجتماعية وكيفية معالجتها وخصوصا الاسرة التي هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع بما تعني كلمة البناء من معنى .
ايها الأخت الفاضلة اني وجت في هذه المقالة دعوة الى التراحم والمحبة وهذه دعوة نبيلة بل هي دعوة الرسل والأنبياء فعن الرسول (ص): من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله وكذلك عن أمير المؤمنين (ع): أبلغ ما تستدر به الرحمة أن تضمر لجميع الناس الرحمة وايضاً عن أمير المؤمنين (ع) أشعر قلبك الرحمة لجميع الناس والإحسان إليهم، ولا تنلهم حيفاً ولا تكن عليهم سيفاً
وفقك الله وجعلك ومن الداعين الى سبيله.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34208
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28