كثيرون هم الدجالون الذين قذفتهم امواج التاريخ الى المجتمعات لكنهم لم يستطيعوا ان يؤسسوا لهم كيان ويصبحوا ذا شأن لان المجمتعات ماتلبث ان تكشف زيفهم وتميط اللثام عن وجههم ، الا المجتمع الشيعي العراقي هو ارض خصبة لانبات هذه الظاهرة وخاصرة رخوة لنفاذ المدعين والمتجرئين على المرجعية الامر الذي جعل هذا العديد من هذا المجتمع يعيش ازاحة تاريخية عن مسارات الوعي الجمعي الشيعي جراء سذاجات سهلت ومكنت كل من هب ودب ان يمتطي صهوته ويعبث بوعيه ويحرفه عن طريق هدايته .
فبين الفينة والاخرى يطل علينا معمم لم يبلغ من العلم عتيا ليدلو بدلو ويتمضض بالطعن والتسقيط للمراجع الاعلام ظنا منه ان بفعلة هذه انه سيزيحهم من مكانتهم التي رتبها اخلاصهم وورعهم وجهادهم وزهدهم وعلمهم . والسوال الاساسي ما هو موقفنا ازاء كل من يصوب رميته نحو المرجعية ويحاول ان يصعد على اكتافها ؟
قبل كل شيئ علينا ان نلتف الى حقيقة ساطعة نعرفها لكننا لا نتفاعل معها وهي ان الامام الحجة عجل الله فرجه اعتبر الراد على العلماء كالراد عليه ، ذلك لان الرد والطعن بالمراجع لايستهدف اشخاصهم بل يستهدف مقامهم ومكانتهم الدينية ومن لديه نقاش وحوار علمي فحسبه حلقات الدرس وليس منابر الاعلام الذي يشاهده ملايين الاعداء ، وثمة شيئ اخر ان المتجرئين لايطعنون ولايسقطون ولا يتعرضون الى العلماء غير المتصدين للمرجعية بل تركزيهم على المراجع فقط وهذا ما يدل انهم يستهدفون العنوان قبل الاشخاص يريدون الوصول اليه مثل كزواحف حوزوية مريضة همها الموقع والتربع وليس خدمة المذهب والتشيع .
وعلى ذلك فان الدفاع عن المراجع هو دفاع عن الامام الحجة عج لانه سلام الله عليه ، وليس نحن ، من اعتبر الاساءة والنيل منهم والرد عليه يستهدفه . فلامجال بعد ذلك لمن يتفلسف ويغض الطرف عن اي تجاوز يحصل ضد المرجعية ، واذا كان البعض يرى بان الحديث الدفاع عن المرجعية والامام الحجة عج فيه فتنة وفرقة فليسدي نصائحه تلك للمتقولين والمتجاهرين بالإساءة والتسقيط من على الفضائيات لعله يسمع كلامه ويستجيب لنصائحه ويكف عن وقاحته .