• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دردشة .. (1) .
                          • الكاتب : الشيخ جهاد الاسدي .

دردشة .. (1)

للنجف قصة .. حكاية .. يبدو ان الكثيرين منا يجهلها .. قصة مثيرة تبدو خارج افق الحسابات .. تشبه البحر يجد المرء في سطحه شيئا لكنه لو غاص في اعماقه وجد اشياء ربما لم يكن له حتى ان يتوقعها حين نظر الى سطحه ..
النجف مدرسة .. لكنها تختلف كثيرا عن بقية المدارس .. مدرسة هي الام تحتضن تحت جناحها كل المدارس .. ترعى كل المدارس .. لانها ام وعلى الام ان تتصرف هكذا والا فخير لها ان لا تكون اما ..
يحكى ان ثمة جمع من طلبة الحوزة كانوا مهووسين نتيجة لعقلية محدودة بالمقارنة بين مدارس الفكر الشيعي .. اي المدرستين افضل النجف ام قم .. كما يكون بعضنا في كثير من الاحيان مثيرا لاسئلة لا تغني ولا تسمن من جوع .. هؤلاء المهووسون طرحوا السؤال على احد الكبار .. قال لهم ويبدو انه امتعظ من طريقة سؤالهم ، قال ستكون قم مثل النجف حين تصبح السيدة المعصومة مثل امير المؤمنين ..
لم يكن ذلك الجواب من فراغ .. لا .. ولا تحيز لقوم او فئة .. ولا اغترارا فارغا .. كان جوابا بعد الخبرة والاحتكاك .. كيف لي اليوم وانا المؤمن الذي امتثل احكام الدين واقضي جل وقتي في تحصيل القوت وتهيئة العيش لمن اعيل .. كيف لي ان ادرك صحة او خطا ذلك الجواب .. صحة الجواب وخطاه تحتاج غواصا يغوص في بحر النجف ولا يمكن لمن يقف على شاطئها ان يحسم الجواب .. الم اقل لكم ان النجف كالبحر !!..
ليس ذلك تقليلا من شان أي مدرسة .. فالكل خدم لصاحب الامر والكل يسعى لنيل الحق واعلاء كلمته .. ولكن ثمة مقام ينبغي ان يكون محفوظا .. لا ينبغي ان نظلم الكبير كما لا ينغي ان نظلم غيره .. والا فالجميع في طريق واحد و الى غاية واحدة .
لكني انا المؤمن المنشغل بتحصيل القوت للعيال .. لا اظن ان نفسي تسمح لي بان ادلي بدلوي ما دمت لا يمكني الغوص في بحر النجف ..
في كل اصقاع العالم .. حينما يستقبل طلبة العلوم .. مبلغين او اساتذة او مرشدين او وكلاء .. يكون اسم النجف .. شهادة يعتز بها .. يكفي ان يكون درس في النجف لتتغير تجاهه الانظار وليكون في محل الوثاقة بعد الجهل .. ترى اكان ذلك اعتباطا ؟ .. اكان ذلك بترويج فضائية او دعوة خطابية ؟ .. لا ياسادتي فليس للنجف فضائيات .. لا لقصورها بل لعدم ايمانها بالفضائية سبيلا ولا منهجا ..
ليس في النجف عمارة وابنية فخمة وتراث معماري .. اليس ذلك غريبا ؟ مدينة لها من العمر اكثر من الف عام ... محج الاتقياء والمؤمنين والاحرار .. بينما تجد مدنا اقصر من ذلك عمرا واقل اهمية لها تراث وعمارة وابنية فخمة .. !!
شئ يثير العجب حقا ! لكن العجب يزول حين يدرك المرء ان النجف لم تك يوما تعتني ببناء البيوت او تشييد العمارة .. كانت تعتني كثيرا ببناء العالم وبناء الاخلاق .. لذا تجد في النجف علماء باعلى درجات الاخلاق .. والعلماء يكتفون بما اكتفى به ابو النجف واميرها .. تكتفي بما يقي من الحر والقر .. ولا تحتفي اطلاقا بالعمارة والتشييد ..
اليوم .. اجد من الضرورة بمكان ان نسلط الضوء على بعض ملامح النجف المدرسة .. النجف الام .. تلك الملامح التي ربما باعدت بيننا وبينها ضوضاء من هنا وضجيج من هناك .. فالقت بين الولد وابنها ما لا ينبغي ان يكون ولربما يكون لذلك شئ من النفع ولرب ضارة نافعة .. لربما يكون لذلك الفضل في ان يبذل الولد في سبيل معرفة حق امه عليه جهدا اكبر ...
ليست هذه الكلمات سوى دردشة .. ولا يراد لها ان تكون اكثر من ذلك .. هي ليست صحائف علم و لا براهين رياضة .. لاني لا اظن ان شبكات الانترنت مكانا مناسبا لصحائف العلم وبراهين الرياضة فتلك تطلب في المدارس والاكاديميات .
لذا لن اقبل ان تنشر خارج الافق المناسب لها .. ستظل دردشة بين الاصدقاء وليست هي موجهة اطلاقا لاهل العلم واصحاب الاكاديميات فان لكل مقام مقال .
لكنها دردشة من القلب الى القلب .. تتمنى ان ترتدي ثوب الحياد وان لم تكن تضمن هذه الدردشة من نفسها الحياد ان ارادت ان تكون حيادية حقا ... لكنها سوف تسعى بغاية الجهد لذلك ...
الى دردشة ثانية .. دمتم بخير سالمين 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34662
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19