• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة الثانية) .
                          • الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد .

ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة الثانية)

ابن عربي أفضل من النبي محمد
(صلى الله عليه وآله)
 
ذكرنا في الحلقة الأولى أن ابن عربي يطلب أن يكون كالأنبياء بل يطلب أن يكون تأثيره وبركته أفضل من النبي محمد صلى الله عليه وآله، وكان ذلك مقدمة لدعوى أنه أفضل من النبي محمد صلى الله عليه وآله ففي: فصوص الحكم لمحي الدين ابن عربي مطبوع عام 1405هـ 1985م بمطبعة زيد بن ثابت.
 
قال في ص49-58: (إن خاتم الأولياء تابع في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع فذلك لا يقدح في مقامه ولا يناقض ما ذهبنا إليه، فإنه من وجه يكون أنزل كما أنه من وجه يكون أعلى)
 
أقول: هنا يبين أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء من وجه، وخاتم الأنبياء أفضل مِن وجه آخر، وهنا يرد إشكال في تفضيل خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء ويجيب عن هذا الاشكال بقوله:
 
(وقد ظهر في ظاهر شرعنا ما يؤيد ما ذهبنا إليه في فضل عمر في أسارى بدر بالحكم فيهم، وفي تأبير النخل. فما يلزم الكامل أن يكون له التقدم في كل شيء وفي كل مرتبة).
 
أقول: هنا يستدل على أن الأفضل لا يجب أن يكون أفضل في كل شيء فإن حكم عمر في قضية اسارى بدر أفضل من حكم النبي محمد وكذلك الناس أعلم من النبي محمد بتأبير النخل لأنهم أعلم بدنياهم، فهذان وجهان يثبتان عنده عدم افضلية النبي محمد في كل شيء، فلا يستغرب - حسب دعواه – أن يكون خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء من بعض الوجوه، بقي علينا أن نعرف بم فضّل خاتم الأنبياء على خاتم الأولياء، وبم فضّل خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء، فاقرأ ما يقول:
 
(ولما مُثّل للنبي صلى الله عليه وسلم النبوة بحائط من اللبن وقد كمُل سوى لبنة، فكان صلى الله عليه وسلم تلك اللبنة. غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها إلا كما قال لبنة واحدة. وأما خاتم الأولياء فلابد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثّله به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرى في الحائط موضع لبنتين، واللبن من ذهب وفضة. فيرى اللبنتين اللتين ينقص الحائط عنهما ويكمل بهما، لبنة ذهب ولبنة فضة. فلابد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء وتينك اللبنتين فيكمل الحائط. والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام، كما هو آخذ عن الله السر ما هو بالصورة الظاهرة متّبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلابد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسول).
 
أقول: قد اتضح من قوله السابق هذا أن خاتم الأنبياء أفضل من خاتم الأولياء باعتبار أن خاتم الأولياء تابع لخاتم الأنبياء في ظاهر الشرع، أما خاتم الأولياء فيتميز بكونه يتلقى عن الله تعالى مباشرة بلا وحي، بخلاف خاتم الأنبياء فإنه يتلقى عن الله تعالى بواسطة الوحي، ومن هنا يتضح دعواه في افضلية خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء، فإن ما امتاز به خاتم الأنبياء ليس إلا أمراً ظاهرياً للناس، وأما ما امتاز به خاتم الأولياء هو أمر أعظم وأجل من التبعية الظاهرية التي هي ليست حقيقية لأن خاتم الأولياء يتلقى عن الله مباشرة فليس بحاجة إلى خاتم الأنبياء.
 
وبعد أن عرفنا أفضلية خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء علينا أن نعرف من هو خاتم الأنبياء ومن هو خاتم الأولياء، أما خاتم الأنبياء فالكل يعلم أنه النبي محمد بن عبد الله، وأما خاتم الأولياء الذي يرى نفسه لبنتين إحداهما فضية والأخرى ذهبية ليس هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بل هو ابن عربي، تعرف هذا من خلال رؤيا ادعى أنه رآها وفيها أنه رأى نفسه اللبنتين من الذهب والفضة في الفتوحات المكية لابن عربي ج1ص314.
ومما يزيدك يقيناً بانه يدعي انه خاتم الأولياء الذي يتلقى عن الله تعالى مباشرة لا بواسطة وحي هو ما قاله في الفصوص أيضا ص19:
 
(فما أُلقي إلا ما يُلقى إلي، ولا أُنزل في هذه السطور إلا ما يُنزّل به عليّ، ولست بنبي ولا رسول ولكني وارث ولآخرتي حارث…
إلى أن يقول: فأول ما ألقاه المالك على العبد من ذلك...).
 
يدعي أن ما يقوله هو ما القاه الله عليه وكان أول ما القاه المالك المعبود هو كذا وكذا من خزعبلاته في الفصوص.
 
وهل توقف ابن عربي عند هذا الحد في ادعاءاته؟
 
انتظروا الجواب في الحلقة القادمة
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34914
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28