إذا لاحظنا ترجمة الحيدري المنشورة على موقعه الالكتروني واللقاء المسمى بـ وجهاً لوجه ، نجد أن جناب (المرجع) الحيدري انتقل من كربلاء المقدسة إلى النجف الأشرف في سنة 1975 وبقي إلى 1980 فهذه خمس سنوات فقط، والملاحظ لسيرة الحيدري يجد أن هناك فراغاً غير واضح في سيرة هذا الرجل، وذلك أنه ذُكر في ترجمته أنه انتقل إلى النجف بعد إنهاء المقدمات وشيءٍ من السطوح، وأنه درس الكتب الثلاثة العالية (الكفاية والرسائل والمكاسب) في النجف الأشرف ثم حضر البحث الخارج، وهنا يأتي هذا التساؤل :
وهو أن الحيدري قد ذكر في مقدمة كتابه (لا ضرر) - وهو تقرير لبحث السيد الشهيد الصدر رحمه الله -: أنه حضر شخصياً عند السيد الصدر خمس سنوات، وذلك من أواخر مباحث المطلق والمقيد إلى مباحث الاشتغال، ( انظر ص 70)، وبملاحظة أن الكتب الثلاثة المذكورة تستغرق دراستها من الوقت ثلاث سنوات على الأقل، - هذا إذا كانت في عرض واحد - نجد أنه لا يمكن أن يكون الحيدري طالباً للبحث الخارج لمدة خمس سنوات، إلا أن يقول إنه أنهاها في غضون أشهر معدودة!! فنحتاج إلى دليل يثبت هذه الدعوى، ولا نريد ادعاء الحيدري نفسه؛ لأننا وجدنا أن ما يقوله (بينه وبين الله) فيه ما فيه من تدليس بل كذب، فكيف إذا لم يكن من قبيل (بينه وبين الله)؟!
وقد يقول قائل مدافعاً: ربما كان السيد الحيدري يحضر دروس البحث الخارج في نفس وقت دراسته للسطوح العالية؟
فنقول له: إن سيّدك الحيدري ادعى أنه درس في كلية الفقه وأنه أكملها بامتياز وخرج أولاً على كل الدراسات الإنسانية في العراق في سنة 1978 (انظر الحلقة الأولى من وجهاً لوجه)، فإذا كان مجدّاً في دراسته الأكاديمية هكذا فإنه لا يمكنه الجمع بينها وبين دراسة أهم المتون الحوزوية المشار إليها.
ثانياً: لو فرضنا أنه كان يحضرها في عرض البحث الخارج فهذا خطأ منهجي كبير، ولو كان هذا الافتراض متحققاً فلعله سبب من أسباب ضعفه وخبطه وشطحاته، لأن أغلب من لم يسر على السلّم الصحيح في الدراسة، إما أنه لم يفلح في دراسته الحوزوية فأصبح نكرة، لا قيمة له، وإما أنه نتيجة الثغرات الموجودة لديه ضلّ وأضل.
والحاصل أنه بعد ظهور تدليس الحيدري على الهواء مباشرة أعتقد أنه يجب أن نراجع كثيراً من الأمور حول ماضي (المرجع المجدد)، ولعلنا نكتشف أنه لم يدرس البحث الخارج أصلاً لا في النجف ولا في قم، لا عند الصدر ولا عند غيره !!
ولا يفوتني أن أنوّه إلى أن الحيدري عندما طبع كتاب (لا ضرر ولا ضرار)، وكتب على غلافه أنه (من أبحاث سيدنا الأستاذ آية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر) اعترض بعض كبار ووجوه تلامذة السيد الصدر في قم المقدسة ونفوا حضور الحيدري عند الشهيد الصدر قدس سره.
|