• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة الخامسة) .
                          • الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد .

ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة الخامسة)

ابن عربي الناكح الأكبر 

لقد دأب الحيدري وأمثاله على تسمية ابن عربي بالشيخ الأكبر وفي الحقيقة إن ابن عربي اعترف على نفسه بأنه الناكح الأكبر فإنه نسب إلى نفسه ذلك بأبشع صورة تنم عن قذارته وحقارته، فإنه في كتاب توجهات الحروف لمحي الدين بن عربي ط ـ مكتبة القاهرة.

قال في ص5: الإرتباطات الواقعة بين قلوب الأنبياء وأرواح الحروف.

 

أقول: هنا يدعي أن للحروف أرواحا وقلوب الأنبياء مرتبطة بأرواح الحروف.

 

وفي كتاب الباء الطبعة الأولى ـ 1374هـ ـ 1954م المطبعة المنيرية بالأزهر، الناشر: مكتبة القاهرة.

 

قال في ص10ـ11: (إنني كنت بباب الجابية في رمضان سنة سبعة وتسعين وخمسمائة فأُريت ليلة أني نكحت نجوم السماء كلها فما بقي نجم في السماء إلا ونكحته بلذة عظيمة روحانية).

 

أقول:

إن عدد النجوم التي تمكن الإنسان من رؤيتها تعد بآلآف الملايين، وهذه وغيرها مما لم يتوصل العلم إلى عدها قد قام ابن عربي بنكاحها كلها ولم يترك منها نجما واحداً.

وكان النكاح بلذة عظيمة روحانية، ألا يستحق بهذا النكاح أن يطلق عليه الناكح الأكبر لا الشيخ الأكبر كما يقول الحيدري.

 

ولنتابع معه تلك الرؤيا النكاحية:

(ثم لما أكملت نكاح النجوم أعطيت الحروف فنكحتها كلها في حال أفرادها وتركيبها، وشخص لي حرف ـ الذي هو فاء الباء الظرفية ـ فأعطيت فيها سراً إلهياً يدل على شرف ما أودع الله من الجلال عندها).

 

أقول:

لم يكتف بنكاح ملايين النجوم ولم تتثبط عزائمه وما انهارت قواه بل عاود النكاح ولكن هذه المرة نكح الحروف حال إفرادها وحال تركيبها مع غيرها وهي تعد بالملايين أيضاً. 

ولكنه من كل ذلك النكاح كان ولعاً بنكاح فاء الباء - على حد قوله - والظاهر لكونها ظرفية ناسبها النكاح بلذة عظيمة يا كمال حيدري.

 

ولكي يُثبت أن هذه الرؤيا لها معنى عظيم يتناسب مع ابن عربي سرد لنا قصة تفسير هذه الرؤيا فاقرأ ما قاله:

 

(وعُرِضَت قصتي هذه على رجل عارف كان بصيراً بالرؤيا وعبارتها وقلت للذي عرضتها عليه لا تذكرني، فلما ذكر المنام له استعظم ذلك، وقال: هذا هو البحر الذي لا يدرك قصره، صاحب هذه الرؤيا يفتح له من العلوم العلوية وعلوم الأسرار وخواص الكواكب والحروف ما لا يكون بيد أحد من أهل زمانه، ثم سكت ساعة وقال: 

 

إن كان صاحب هذه الرؤيا في المدينة فهو هذا الشاب الذي وصل إليها وسمّاني، فبهت صاحبي وتعجب ثم قال: وما هو إلا هو، فلا تُخفي عني، فقال صاحبي: نعم هو صاحب الرؤيا، قال: ولا ينبغي أن يكون في هذا الزمان إلا له فعسى أن تحملني إليه لأسلم عليه، فقال: لا أفعل حتى أستأذنه، فاستأذنني، فأمرته أن لا يعود إليه، فسافرت عن قريب فلم اجتمع به، وإنما سقنا هذه الحكاية من أجل فاء الظرف…).

 

أقول:

لا اتفق مع ما نقله أنه بحر، فإن البحر ينفذ ونكاح الناكح الأكبر لا ينفذ، ومما يدل على التواضع – المدعى - للرجل أنه لم يُرد ان يعرف بالرؤيا ولكن مفسر الرؤى علم من نفس الرؤيا فإن كان كلامه صحيحا أنه لا يُريد أن يُعرف بهذه المكرمة فلم سطرها في كتبه؟!!!!

 

وأعود معك أيها القارئ إلى ما بدأت به وهو أن أرواح الحروف مرتبطة بقلوب الأنبياء عليهم السلام، فلماذا نكحها الناكح الأكبر؟!!

 

اترك الإجابة على هذا السؤال للمحقق العرفاني الحيدري.

 

ما أقذر الإنسان إذا تسافل!!!

 

وفي الختام أعتذر من القارئ العزيز على الخوض في هذا الكلام ولكن هذا الذي جرّنا إليه الحيدري من التحقيقات العرفانية المزعومة.

 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35103
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20