• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح145 سورة هود الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح145 سورة هود الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ{25}
نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 
1- ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ ) : يبين النص المبارك ان الله تعالى ارسل نوحا (ع) لقومه , و ( قَوْمِهِ ) قد تندرج في مضمونين : 
أ‌) قومه الذين يسكن ويعيش (ع) بينهم فقط . 
ب‌) قومه بمعنى كل البشر في ذلك الوقت , قد يبلغهم (ع) بنفسه , او قد يرسل لهم بعضا من المؤمنين . "محاضرة للشيخ الدكتور احمد حسون الوائلي (رحمه الله)" .  
2- ( إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) : يبين النص المبارك وظيفة نوح (ع) , حيث انه (ع) يبين لكم موجبات العذاب ووجه الخلاص . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني". 
 
أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ{26}
نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 
1- (  أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ ) : كل الرسل والانبياء (ع) يدعون الى التوحيد .
2- (  إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ) : يبين النص المبارك ان في حالة رفض توحيد الله تعالى سوف يتعرض الرافض الى عذاب مؤلم , وهذا بيان تأكيد .      
 
فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ{27}
تروي الاية الكريمة رد قوم نوح (ع) عليه , وكان في اربعة موارد : 
1- ( فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا ) : الملأ السادة والكبراء , (  مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا ) , لا مزية لك علينا تخصك بالنبوة ووجوب الطاعة . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني".  
2- ( وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ) : ( أَرَاذِلُنَا ) ذوي الاعمال البسيطة كالراعي والاسكافي وغيرها , وكذلك الفقراء والمساكين , حيث دائما يكونون في المنازل الاجتماعية الدنيا , ( بَادِيَ الرَّأْيِ ) , اول الرأي دون تفكر وتثبت , كأن يكون رأي ابتدائي ارتجالي وغير مدروس .   
3- ( وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ ) : ليس لديكم من المنزلة او مؤهل خاص يجعلنا نتبعكم ونأتمر بأوامركم .  
4- ( بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ) : الخطاب يصب في محورين : 
أ‌) موجه لنوح (ع) حيث اتهموه بالكذب بأدعاء النبوة . 
ب‌) موجه للمؤمنين به (ع) , بدعوتهم وادعاءهم بصدق ما جاء به نوح (ع) .          
 
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ{28} 
تروي الاية الكريمة كلامه (ع) لقومه وفيه ثلاثة مواقف : 
1- ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ ) : (  أَرَأَيْتُمْ ) , بمعني اخبروني , (  إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ ) حجة شاهدة بصدق دعواي . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني".    
2- ( وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ) :  ( وَآتَانِي رَحْمَةً ) , في البينة والنبوة , (  فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ) , خفيت والتبست واشتبهت عليكم .    
3- ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) : انجبركم عليها وعلى قبولها , وانتم كارهون لها , لا تختارونها ولا تتأملون فيها .   
 
وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ{29} 
تستمر الاية الكريمة بسرد تفاصيل خطابه (ع) لقومه , وفيه ثلاثة مواقف : 
1- ( وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ ) : يبين النص المبارك ان نوحا (ع) لم يكن يهدف لكسب المال من قومه في ادعاءه للنبوة , بل انه (ع) يأمل الفضل والثواب والاجر من الله تعالى , فهو جل وعلا المأمول . 
2- ( وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ ) : يشير النص المبارك الى ان سادة وكبراء القوم طلبوا من نوح (ع) ان يطرد الفقراء والمساكين , فأجابهم (ع) ( وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ ) , بالفوز والقرب منه جل وعلا , فيثيبهم ويحكم بينهم وبين من طردهم او عمل على ذلك . 
3- ( وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ) : ننقل في النص المبارك رأيين : 
أ‌) تجهلون : الحق وأهله أو تتسفهون عليهم بأن تدعوهم أراذل . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني". 
ب‌) تجهلون : عاقبة امركم . "تفسير الجلالين للسيوطي" .              
 
وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ{30} 
يستمر خطاب نوح (ع) في الاية الكريمة , (  وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ ) , من يخلصني ويمنعني ويدفع عني عذاب الله تعالى وانتقامه ان طردتهم وابعدتهم , وهم بهذه المنزلة والقرب منه جل وعلا , (  أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ) , لتتعظوا وتتفكروا ان  مطالبتكم بطردهم ليست بالامر الصائب .         
 
وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ{31} 
يستمر خطابه (ع) في الاية الكريمة , وفيه خمسة موارد : 
1- ( وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ ) : خزائن رزقه حتى جحدتم فضلي . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني".
2- ( وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) : هناك رأيين حول النص المبارك : 
أ‌) ولا أقول إني أعلم الغيب حتى تكذبوني استبعادا . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني".
ب‌) أو حتى أعلم أن هؤلاء اتبعوني بادي الرأي من غير بصيرة وعقد قلب . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني".
ويمكن اضافة رأي ثالث عند الجمع بينهما .  
3- ( وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ) : لم ادع اني ملك , فتقولون ( مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا ) .  
4- ( وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ) : ولن اقول ان من احتقرتموهم وازدرأتم بهم واسترذلتموهم من الفقراء والمساكين ( أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ) سوف لن يؤتيهم الله تعالى خيرا , ما اعد الله تعالى لهم في الجنة خير مما لديكم في الدنيا , ( اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ) , الله تعالى يعلم ما في الصدور  .  
5- ( إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ) : ان كنت ادعيت او قلت شيئا من ذلك .      
 
قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{32}
تروي الاية الكريمة رد القوم عليه (ع) , وفيها موردين للتوقف : 
1- ( قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا ) : لقد خاصمتنا , فأطلت الجدال . 
2- ( فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) : بالعذاب الذي تعدنا به , ان كنت صادقا في دعواك بالوعيد وحلول العقاب .    
 
قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ{33}
تروي الاية الكريمة رده (ع) عليهم وفيها : 
1- ( قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء ) : الامر بنزول العذاب عائد له جل وعلا , هو المتصرف والمدبر لذلك , حسب ما تقتضيه حكمته جل وعلا , وليس للانبياء والرسل (ع) شيئا منه . 
2- ( وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ) : عند حلول العذاب يشمل الجميع ( الكفار ) , ولن ينجو منهم احد , فلا يستطيع احدكم دفعه او الهرب منه .    
 
وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{34}
يستمر خطابه (ع) في الاية الكريمة على ثلاثة محاور : 
1- (  وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ ) : لا ينفعكم نصحي واجتهادي بدعوتكم لنبذ الاصنام وتوحيد الله جل وعلا . 
2- (  إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ) : بأن علم منكم الاصرار على الكفر فخلاكم وشأنكم . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني".
3- (  هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) : الله تعالى هو ربكم , شئتم ام ابيتم , امنتم ام لم تؤمنوا , (  وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) , صدقتم ام لم تصدقوا , امنتم به واستسلمتم له ام لم تؤمنوا وتستسلموا له , هذه حقيقة واقعة على كل حال .            
 
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ{35}
تشير الاية الكريمة الى ان اهل مكة " تفسير الجلالين للسيوطي , تفسير البرهان ج3 للسيد هاشم الحسيني البحراني " اتهموا النبي الكريم محمد (ص واله) بأنه قد اختلق القرآن الكريم , فتوجه  الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) ان يرد على هذه التهمة ضمن محورين :  
1- (  قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي ) : فعليّ اثمي ووباله .   
2- (  وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ ) : من افتراءكم وتهمتكم لي بأختلاقه ( القرآن الكريم ) .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35411
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 19