• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تنقية الحديث في الموروث الشيعي الحلقة الرابعة والاخيرة .
                          • الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد .

تنقية الحديث في الموروث الشيعي الحلقة الرابعة والاخيرة

 بسم الله الرحمن الرحيم

 
الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله محمد واله الطيبين الطاهرين.
 
وبعد:
 
لقد ذكرنا في الحلقات الثلاث السابقة السبب الأول والثاني مِن أسباب وضع الأحاديث عند الحيدري وما أيد به السبب الثاني.
 
وهنا نتطرق إلى السبب الثالث، وذكر أن السبب هو السهو من خلال الرواة المشتركين بين الفريقين؛ الشيعة والسنة فيسمعون من الفريقين، ويروون الرواية التي سمعوها من اهل السنة على انها من كلام أهل البيت عليهم السلام.
 
ونقل عن كتاب بأن هناك مئات من الرواة المشتركين بين السنة والشيعة.
 
ثم قرأ رواية من كتاب اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي المعروف برجال الكشي ص582 عن علي بن محمد القتيبي، قال، قال أبو محمد الفضل بن شاذان سأل أبي رضي الله عنه، محمد بن أبي عمير، فقال له: إنك قد لقيت مشايخ العامة فكيف لم تسمع منهم؟ فقال: (قد سمعت منهم، غير أني رأيت كثيرا من أصحابنا قد سمعوا علم العامة وعلم الخاصة، فاختلط عليهم حتى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة وحديث الخاصة عن العامة، فكرهت أن يختلط علي، فتركت ذلك وأقبلت على هذا).
 
أقول:
 
أولاً: 
 
الحيدري هنا قد اعتمد على هذه الرواية الضعيفة باعتبار أن (علي بن محمد القتيبي) مجهول.
 
ولم يُشر إلى مستمعيه بضعف الرواية، ولكنه اوحى لهم بأن هذه الرواية مما لاغبار عليها ومن اصحّ الروايات، فإنه أكّد على أنّ راويها محمد بن أبي عمير الثقة المشهور، وبهذا يكون قد دلّس على مستمعيه وغرر بهم، ولو كان ذا إنصاف فعلى الأقل يقول عندي صحيحة وعند غيري ليست صحيحة، على أنه مِن أين سيأتي بتوثيق لعلي بن محمد القتيبي، لو اراد التصحيح من حيث السند.
 
ثانياً:
 
لقد نصّ العلماء الأعلام على أنّ التخليط في الاسناد مانع مِن قبول الرواية، وذكر العلماء بعض مَن يخلط في الاسناد فرُدّت روايته لهذا السبب. ولذا يشترطون في الراوي أن يكون ضابطا؛ ويراد منه أن يكون الراوي حافظاً لما يرويه سنداً ومتنا.
 
فليس بالأمر الجديد ما طرحه الحيدري سوى إيهام الناس أن رواياتنا قد وقع فيها الخلط، تضعيفاً للرواية في نفوس العامة من الناس.
 
ثالثاً:
 
إنّ كثرة التخليط تثبت لو قلنا بصحة الرواية وما دامت الرواية ليست صحيحة فلا تثبت كثرة التخليط.
 
رابعاً:
 
على الحيدري أن يعرض كثرة وجود الرواة المشتركين على أنه مِن حسنات الطائفة الحقة ومن انفتاحها على الطرف الآخر وقبول روايته مادام ثقة في الحديث، وأن مدرسة أهل البيت عليهم السلام قد انفتحت على الطرف الآخر من زمن الأئمة عليهم السلام إلى زماننا الحاضر، فنأخذ بما رووا إن كانوا ثقاة ونذر ما رأوا من عقيدة باطلة. 
 
خامساً:
 
لماذا لم يعرض الأمر على أنّ رواتنا يلتفتون إلى قضية الخلط بين أسناد الروايات ولذا حاولوا تجنبها، ومثال على ذلك محمد بن أبي عمير، ويُثبت الناس على عقيدتهم في رواتهم وعلمائهم، وأنهم لم يغب عنهم ذلك، وانبرى الرواة والعلماء لتجنب الخلط قدر الإمكان.
 
أليس هذا منطق مَن يريد تثبيت الناس على دينهم؟
 
أما كلام الحيدري فقد زرع الشك في الأحاديث حتى أن اتباعه عندما يقرؤون أو يسمعون حديثا لا يفهمونه قالوا عنه أنّه مِن الاسرائيليات.
 
وأخيراً:
 
بعد أن تتبعنا أهم ما في ذلك المقطع وأجبنا عليه وبينا كيف أن الحيدري أوهم الناس أنه اعتمد على الصحيح من الروايات وأثبتنا ضعف ثلاث روايات مما استدل به، كما أنه حاول أن يتخذها ذريعة للطعن في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) بفهمه السقيم العليل، ألا يكفي ذلك لذي لُب ودين أن يتأمل في كل ما يُلقيه الحيدري ويعرضه على العلماء كي يتبين الصح من الخطأ، ولا ينعق معه كلما نعق، صيانة لدينه وعقله!!!.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
 
رابط المقطع:
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35764
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18