• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح154 سورة يوسف الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح154 سورة يوسف الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ{15}

نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة محاور : 

1- ( فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ ) : يشير النص المبارك الى ان يوسف (ع) واخوته انطلقوا في مسيرتهم نحو المراعي .  

2- ( وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ) : عزموا ان يلقوه في البئر المظلم , بعد ان ضربوه ونزعوا قميصه (ع) . 

3- ( وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ) : يشير النص المبارك الى ان يوسف (ع) قد تلقى الوحي في صغر سنه , (  لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا ) , لتحدثهم وتخبرهم بهذا الامر , (  وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ) , وهم لا يشعرون ولا يعلمون انك يوسف لعلو المنزلة والرفعة التي سيكون فيها (ع) .           

 

وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ{16} 

تروي الاية الكريمة ان اخوة يوسف (ع) جاؤوا الى يعقوب (ع) في اخر النهار , متباكين . 

 

قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ{17}

تذكر الاية الكريمة ان اخوة يوسف (ع) اختلقوا لهم عذرا محاولين من خلاله التستر على جريمتهم (  قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ ) , سباق العدو , (  وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا ) , تركوا يوسف (ع) بمفرده مع المتاع , (  فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ) , فهجم عليه ذئبا واكله , (  وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) , عبارة غالبا ما تستعمل في في دعم كلام المتكلم , لدفع المخاطب للتصديق , ومحصلة القول ( سوف لن تصدقنا لسوء ظنك بنا وفرط محبتك ليوسف "ع") . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .        

 

وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ{18}

نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 

1- ( وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ) : يشير النص المبارك الى ان اخوة يوسف (ع) لطخوا قميصه بدم جدي او سخلة , لكنهم ذهلوا عن تمزيقه  او ربما نسوا ذلك .   

2- ( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) : يروي النص المبارك رد يعقوب (ع) على ابناءه , وكان في ثلاثة محاور : 

أ‌) ( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً ) : هونت وزينت لكم انفسكم فعل امرا عظيما .  

ب‌) ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ) : لا جزع فيه , ولا مشتكى لاحد . 

ت‌) ( الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) : الاستعانة بالله تعالى مجده , على ما وصفتم من خبر يوسف (ع) . 

في العلل والعياشي عن السجاد عليه السلام إنه لّما سمع مقالتهم استرجع واستعبر وذكر ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء وأذعن للبلوى يعني بسبب غفلته عن إطعامه الجار الجائع فقال لهم بل سولت لكم أنفسكم أمرا وما كان الله ليطعم لحم يوسف للذئب من قبل أن أرى تأويل رؤياه الصادقة . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" . 

 

وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ{19}

نستقرأ الاية الكريمة في ستة موارد : 

1- ( وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ ) : قوم مسافرون من مدين الى مصر , حتى وقفوا للاستراحة قريبا من بئر يوسف (ع) . 

2- ( فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ ) : الشخص المسؤول عن توفير الماء لهم ( السقاء ) . 

3- ( فَأَدْلَى دَلْوَهُ ) : ارسل دلوه في البئر , فتعلق يوسف (ع) بالدلو . 

4- ( قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ ) : لما وقع نظر السقاء على يوسف (ع) صرخ مستبشرا . 

5- ( وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ) : اخفوا امره (ع) ليجعلوا منه بضاعة تباع وتشترى . 

6- ( وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ) : وان خفيّ هذا السر على الناس , فأنه لا يخفى على الله العليم بكل شيء .   

 

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ{20}

تبين الاية الكريمة , ان اخوة يوسف (ع) جاؤوا ليتفقدوه , فوجدوه لدى المسافرين , واحتجوا عليهم انه عبدا لهم , وقد آبق , فباعوه للمسافرين بثمانية عشر او عشرين او اثنين وعشرين درهما , وكان اخوة يوسف (ع) راغبين عنه . 

بدورهم المسافرون جلبوه معهم الى مصر , فباعوه هناك بعشرين دينارا وزوجي نعل و ثوبين . 

 

وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{21} 

نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة محاور : 

1- ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً ) : اشترى عزيز مصر يوسف (ع) , وكان اسمه قطفيراو اظفير , في عهد الملك ريان بن الوليد العمليقي , فقال لزوجته زليخا : 

أ‌) ( أَكْرِمِي مَثْوَاهُ ) : حسن المقام , وبمعنى اخر ( احسني اليه ) .  

ب‌) ( عَسَى أَن يَنفَعَنَا ) : في اعمالنا واموالنا ... الخ . 

ت‌) ( أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً ) :   لم يكن للعزيز ولد , ولاحظ الرشاد والحكمة التي تجري على لسان يوسف (ع) , فقرر ان يتبناه . 

2- ( وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ ) : يبين النص المبارك امرين : 

أ‌) ( وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ ) : التمكين له (ع) . 

ب‌) ( وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ ) : معجزته (ع) .    

3- ( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) : لا يعجزه ولا يمنعه شيء جل وعلا , ولكن اكثر الناس لا يدركون لطائف صنعه وبدائع حكمته .    

 

وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{22} 

تبين الاية الكريمة لما بلغ يوسف (ع) اكتمال الجسم وشدته ( وقيل بلغ ثلاثون عاما ) اتاه الله تعالى امرين : 

1- ( حُكْماً ) : الحكمة . 

2- ( وَعِلْماً ) : العلم .   

ويلاحظ ان الاية الكريمة اختتمت بـ ( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) , فأنزلت يوسف (ع) في منزلة المحسنين , الا ان مقام النبوة اكبر من هذه المنزلة , فلذلك عدة اراء نذكر منها على سبيل المثال :     

1- كان ذلك قبل تكليفه الشرعي بالنبوة . 

2- ( تنبيه على أنه تعالى إنما أتاه ذلك جزاء على إحسانه في عمله واتقائه في عنفوان أمره ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" . 

3- للتشبيه , وهذا يعني ان مقام النبوة يساوي مقام المحسنين ويرتقي عليه , ولا يعني ان مقام او منزلة المحسنين تساوي مقام النبوة .

 

وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23} 

تروي الاية الكريمة حادثة وقعت ليوسف (ع) , ( قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ) , اعراضا وامتناعا واعتصاما , اما ( إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ) كان اشارة الى قطفير حيث انزله منزلا كريما , فحري به (ع) ان لا يخونه في اهله , ( إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) , يلاحظ ان النص المبارك وصف مرتكبي هذا الفعل بـ ( الظَّالِمُونَ ) بينما يوصف اصحاب هذا الفعل بـ ( الزناة ) , لانه من افعالهم , لذلك عدة اراء نذكر منها لا على سبيل الحصر :    

1- الزاني ظالم ايضا , فيندرج بذلك الزناة في جملة ( الظَّالِمُونَ ) . 

2- ترفعا وتنزها , حيث نلاحظ في القرآن الكريم انه يترفع عن ذكر القبائح والشنائع . 

3- في ذلك شيئا من التكريم والجزاء الحسن لزليخا , لانها تابت بعد ذلك وآمنت , وحسنت سيرتها . 

وبذاك تكون محصلة ( إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) , اي ان الزناة لا يوفقون ولا ينجحون في اي عمل , لا في الدنيا ولا في الاخرة , وان بدا او تصور الكثير من الناس نقيض ذلك , فالحقيقة ما جاء في النص المبارك , وفيها السر الكامن ! . 

 

وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24}

نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 

1- ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) : يروي النص المبارك همين , هما لزليخا , وهما ليوسف (ع) , همّ زليخا قصد المخالطة وارتكاب المعصية , بينما هم يوسف (ع) فيه عدة اراء منها : 

أ‌) هم (ع) بالتخلص منها , والحؤول دون ارتكاب اي ذنب . 

ب‌) معناه لولا أن رأى برهان ربه لهم بها فحذف جواب لولا لدلالة المذكور سابقا عليه هذا عند من لم يجوز تقدم الجزاء على الشرط ومن جوزه فلا حاجة له إلى هذا التقدير . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" . 

ت‌) في العيون عن الرضا عليه السلام وقد سأله المأمون عن عصمة الأنبياء لقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به لكنه كان معصوما والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه .

ث‌) قال ولقد حدثني أبي عن الصادق عليه السلام إنه قال همت بأن تفعل وهم بأن لا يفعل وفي رواية أنها همت بالمعصية وهّم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما تداخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة وهو قوله تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء يعني القتل والزنا .

ج‌) وعن السجاد عليه السلام قامت إمرأة العزيز إلى الصنم فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف أتستحيين ممن لا يسمع ولا يبصر ولا يفقه ولا يأكل ولا يشرب ولا استحي أنا ممن خلق الأنسان وعلمه فذاك قوله تعالى لولا أن رأى برهان ربه . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .

2- ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) : ( السُّوءَ ) , الخيانة , ( وَالْفَحْشَاء ) , الزنا .    

 

وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{25} 

نستقرأ الاية الكريمة في اربعة محاور : 

1- ( وَاسُتَبَقَا الْبَابَ ) : حاول يوسف (ع) الفرار , فأسرع نحو الباب , الا انها لحقته .  

2- ( وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ ) : وتشبثت بقميصه , فتمزق .

3- ( وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ) : صادف ان كان العزيز قطفير على الباب . 

4- ( قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) : يروي النص المبارك ان زليخا بادرت الكلام ايهاما لزوجها , وعكس الصورة , بأنها كانت فارة من مطاردة يوسف (ع) لها , فليس لهذا الامر من العقاب الا السجن او ايقاع العذاب الشديد بصاحبه .   

 

قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ{26} 

تروي الاية الكريمة دفاع يوسف (ع) عن نفسه , لكن موقفه كان ضعيفا تلك اللحظة , ( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ) , يسر الله تعالى شاهدا لا يحتمل الكذب , صبيا صغيرا من اقاربها , فأقترح هذا الشاهد ( إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ ) , ان كان قميصه مزق من قدامه , فصدقت هي , وكذب هو , لان ذلك يدل على انها كانت تدافع عن نفسها او انه كان يسارع ويندفع نحوها فتعثر بشي , فتمزق .   

 

وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ{27}

تروي الاية الكريمة الاقتراح الثاني للشاهد , ان كان قميصه قد تمزق من الخلف , فكذبت هي , وصدق هو (ع) , لان ذلك يدل انه (ع) كان مدبرا , بينما كانت هي في حال الملاحقة . 

 

فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ{28}

تروي الاية الكريمة ان الزوج شاهد ان القميص قد مزق من الدبر , فعلم صدق وامانة يوسف (ع) , وادرك خيانة زوجته , ( قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) , ان هذا الامر من حيل النساء , ووصفه بأنه ( عَظِيمٌ ) , لانه يعلق ويؤثر في القلب والنفس , وليس ككيد الشيطان الرجيم , حيث يقوم (لع) بالوسوسة , وهذا الكلام لا يقتصر على زليخا وحدها , بل يشمل جميع النساء ممن حذت حذوها بهذا الفعل .   

 

يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ{29}

تروي الاية الكريمة كلام العزيز , وكان موجها نحو يوسف (ع) ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا ) , بمعنى اكتمه ولا تحدث به احدا , ثم ينعطف على زوجته زليخا ( وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ) .   

 

 

 

المصادر : 

1- تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني . 

2- تفسير البرهان ج3 للسيد هاشم الحسيني البحراني . 

3- تفسير الجلالين للسيوطي . 

4- مصحف الخيرة , علي بن عاشور العاملي . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36911
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28