• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أسباب انخفاض الطرح الثقافي في المنبر الحسيني .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي .

أسباب انخفاض الطرح الثقافي في المنبر الحسيني

      المنبر الحسين اقترن بالوجود الشيعي منذ  ثورة الحسين {ع} في كربلاء عام 61 هجرية  إلى يومنا الحاضر وسيبقى يتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل .... وقد تعرض المنبر إلى هجمات لا تعد ولا تحصى من فراعنة العصور .. وكما أسسه الحسين{ع} بدمه الطاهر .. فان شيعة الحسين"ع" { الحسينيون} قدموا انهارا من الدماء والأموال والجهد بشكل جعل العالم ينحني لصمودهم .. يوم سكتت جميع الأصوات بلا استثناء زمن الطاغية المجرم صدام وزبانيته , بقي صوت الحسين ومنبر الحسين ومجالس الحسين  وخدام الحسين غصة في نفس الطاغية وزبانيته .. 
      ولا غرابة أن ينتمي لمجالس الحسين ومنبره اغلب الناس  مسلمين شيعة وسنة ومسيحيون وصابئة ودرزيون وبوذيون وأمم لا اعرف معتقداتها .. كلهم يحبون الحسين {ع} وكلهم يحيون ذكرى شهادته , ولا بد أن يتحدث لهم خطيب في مناسبة معينة يحيي بها ملحمة عاشوراء العظيمة ... المتحدث في المناسبة يسمى خطيب حسيني .. ويمكن لأي شخص أن ينسب نفسه لهذه المهنة الشريفة .. وقد كانت الفترة المنصرمة قبل نصف قرن يمكن أن يتحدث الخطيب بما يحفظه من روايات غثة وسمينة كون المجتمع يدور بمستوى تلك الثقافة ذلك الوقت ... ولكن أن يستمر الخطباء تكرار  المادة الخطابية التي كان يسمعها أجدادنا وآباءهم هذا يدلل على وجود خلل ثقافي , .. والمصيبة هناك عوامل موضوعية ساعدت بعض الخطباء للاستمرار بتكرار النصوص المنبرية وحصرها بروايات وأدعية وخطب دون شرحها بمستوى ثقافي أكاديمي يتلائم وروح العصر .. ولو جلس الموتى الذين ماتوا قبل 50 عام وحضروا مجالس التعزية  اليوم لما وجدوا تغييرا كبيرا  في الطرح المنبري .. فما هي الأسباب التي تجعل الخطيب يتمسك بالموروثات دون أن يطور نفسه  على الخط الذي خطه المرحوم الشيخ احمد الوائلي والشيخ فاضل المالكي ومن سار بسيرتهم من الخطباء..؟  
1- الدراسات الحوزوية : المعروف إن الحوزات الشيعية  المنتشرة في العالم الإسلامي تعتمد دروسا خاصة تميزها عن مدرسة الصحابة وتعتمد على  نوع من الكتب المخصصة للمراحل الدراسية لحين وصول  طالب العلم لمراحل البحث الخارج والاجتهاد .. وتتعلق بتلك الكتب مئات المصادر والبحوث,ولكن كل هذه الحوزات تفتقر {لكتاب واحد مخصص للخطابة المنبرية}..فهمنا من كتاب تجاربي مع المنبر للوائلي رحمه الله إن بعض الكبار يعتبر الخطيب الحسيني  رجل دين درجة ثانية أو اقل ... الخ.... واليوم بفضل التوسع العام في الحياة  استحدثت معاهد ودورات خطابية,  ولكنها غير مجدية ولا يوجد فيها كتب تخصصية . وهذه المعاهد .تختلف بعضها عن البعض بالدراسة والأسلوب والثقافة  ... والمشكلة إن الاساتذه هم بالأساس غير جديرون بالتدريس ويحتاجون دورات ودراسات .. لذا لم يتحقق الغرض من دوراتهم ومعاهدهم الخطابية .. راجعت احد المؤسسات التي ترعى الخطباء لمدة سنتين .. فتبين إن عدد خطباءهم 150 خطيبا .. وحين سالت المدير عن أشهرهم..؟ قال ليس فيهم من صعد المنبر للان , وبقي الأمر لحد الآن,  وتبين أنهم  تنظيم حزبي..!!!   
2- الثقافة الذاتية:  الثقافة ليست حكرا لجهة معينة.. ولا مقرونة بالدراسات الأكاديمية , ولكن صاحب الاختصاص لا بد أن يبذل جهده ليطور إمكاناته الذاتية .. والمنبر الحسيني مقرون بالثقافة العامة دينيا وأخلاقيا واجتماعيا  وفكريا , ولما كانت {اغلب المجالس} تعتمد  التراثيات والصوت الحسن والسمعة والانتماء التقليدي لمرجع معين  والتنظيم الحزبي  الذي دخل مؤخرا على المنبر .. هذه الأمور تجعل الخطيب مطمئنا لوظيفته وانه مرشح عن الجهة الفلانية ولا يمكن أن ينافسه آخر على وظيفته الخطابية ..لذا ترك الثقافة ولم يتعب نفسه سوى أيام قلائل قبل موسم القراءة الحسينية ليشتري كتبا  خاصة لمجالس قديمة لخطيب مات قبل سنين  ويعيدها تحت عنوان خادم المنبر الحسيني ... هذه نقطة مهمة من نقاط  سلبية  تراجع الثقافة المنبرية ....
3- الجمهور الحسيني  :  الحديث عن جمهور المستمعين ينقسم إلى قسمين .. حتى لا نغفل الناس حقوقهم .. الآن قسم بدأ يتوسع في زحمة جمهور واسع يرغب أسماء وصوت دون مضمون ... هناك شريحة مثقفة وأكاديمية ومتعلمين وعشائريين يرغبون بالمجالس التي تعطي أهمية لمناقشة السلبيات الاجتماعية وفق منظور أخلاقي وقراني .. ولا يحبذون المجالس التراثية المكررة لسنين طويلة .. ولكنهم أقلية وغير مؤثرين في الوسط العام ...والقسم الثاني من الجمهور الحسيني على العكس لا يرتاح للشرح القرآني أو الأخلاقي  أو دروس عقائدية لأنه يريد { صوت شجي وبكاء ونعي} ونحن نصطدم بكلمة  دائما { شيخنا نريد نبجي} ... والكارثة الحديثة إن هناك قنوات فضائية  محسوبة على مرجعية معينة ترعى هذا الجانب وتقويه وتبذل له أموالاَ طائلة  تحت غطاء خدمة الحسين ونشر التشيع .. حتى أصبح الكلام عن الثقافة في مجالسهم نوعا من المجازفة وربما تتهم بالشطح ... إضافة ما للتلفزيون والنقل المباشر  ودوران الكاميرا حيث تنقل الجالسين وصورهم إلى أهلهم وأصدقائهم ... ولا يزايد علينا احد في هذا ليس الجميع ولكن الغالب .. حضرت يوما  في حسينية  يتم النقل فيها بالمباشر .. وصلينا صلاتي المغرب والعشاء .. بمجرد أن انتهت صلاة العشاء جاءت ركضه من الجهة البعيدة عن المنبر تعثر بعضهم وسقط آخرون .. وعلا صياح صاحب المجلس  .. تبين أن المهم أن يجلس احدهم قرب المنبر لأنه حتما سيظهر في التلفزيون بوضوح..!!
4- أصحاب المجالس : هؤلاء اعتبرهم من أعظم المجاهدين زمن النظام الصدامي { القدماء منهم قبل السقوط} لأنهم واجهة التصدي للنظام .. تحملوا الضغط والخوف والرعب  والاهانة وكل ما يمارسه الأمن والحزب والمختارين ضدهم في سبيل احياء مجالس الحسين {ع} ولكن اغلبهم بما فيهم أصحاب المجالس اليوم يحبون أن يكون العدد في مجالسهم كبيرا  .. يقيسون نجاح الخطيب بعدد الجالسين , لا يهتمون وبعضهم لا يعرفون مستوى المحاضرة ... نعم هم حسينيون ولكن فيهم من يغره المكان وحضور الناس عنده .. ولا يفوتني إن بعض الذين كانت عليهم إشارات تعاون مع البعث سابقا الآن شيدوا حسينيات ودخلوا في سلك خدام الحسين{ع} ...
هل بالإمكان معالجة هذه الظواهر ...؟ وهي يمكن أن تتبنى جهة حوزوية آو منظمة تابعة للمجتمع المدني من خط الخدام الحسيني تتصدى لمعالجة الخلل الذي يطرأ هنا وهناك ... لماذا يهتم الحسينيون جميعا بالمواكب واللطم ولا يهتمون للنقاط التي ذكرتها ...؟ وهل أصبح الجمهور الحسيني يحب صوت الرادود واللطم أكثر من  الثقافة الدينية التي تعلم الإنسان تربية وأخلاق وقيم ومباديْ.. تصلح له دنياه وأخرته .. .. لماذا وصلت الحال أن يقول الجمهور للخطيب " اختصر" ويقول للرادود " أأأأعد" 

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي ، في 2013/10/28 .

الاخ الحاج ابو الحسن المحترم
حين كتبت هذا الموضوع فاني اعيش تفاصيل الماساة بدقة ..وانا جزء منها ... وربما غيري يتورع ان يخوض في مثل هذا الموضوع لاعتبارات كثيرة ولكن اقولها للجيل وليعلم جميع المهتمين الحسينين ... {اننا حولنا الحسين {ع} الى لطميات وقيمة وشاي }بسرادقاتنا في العشرة الاولى من محرم الحرام ... ولا نريد بهذا النقد سوى تشذيب العزاء الحسيني حين كنا ابناء الخمسينات والستينات نسمع ان صاحب المجلس يبحث عن خطيب ترتجى منه فائدة للجمهور علما وثقافة واخلاقا ... وكل ابناء ذلك الجيل رباهم المنبر ... وشتان ما بين الذين ذكرتهم الرعيل الاول ذلك الجيل الذي يقدم وهو خجل من تقصيره للناس وبين رادود او خطيب يشترط الدفع بالعملة الاجنبية ... شكرا لك لوموقفك ولكل الخيرين اصحاب الغيرة الحسينية

• (2) - كتب : ابو الحسن ، في 2013/10/28 .

جناب الشيخ عبد الحافظ البغدادي دامت توفيقاتكم
خادمكم العبد الفقير لله احد خدمه الحسين شاب رئيسي ومللت من لنصح والارشاد والتوجيه بخصوص تقاليد وطقوس محرم الحرام التي بدئت تنقرض وتحل محلها طقوس وممارسات ما انزل الله بها من سلطان بل اغلب المجالس اصبحت عرضه للانتقاد والسخريه وهذا له اسبابه
السبب الاول كثره المواكب الحسينيه بحيث اصبحت ظاهره انتشارها ظاهره ملتفته للنظر واصبح كل من هب ودب يؤسس موكب
واصبح رواد هذه المواكب من الشباب الطائش وخصوصا اغلب خدام المواكب من الشباب الذي اصبح يرضخ لطلبات جمهور الشباب الطائش على طريقه الجمهور عاوز كده
ان ظاهره انتشار المواكب اسست لصعود مجموعه من خطباء المنبر الحسيني والرواديد ليس له القابليه الثقافيه والدينيه المهم جعلوا الحسين مصدر للاسترزاق حيث ترى الخطيب الواحد لديه 8 او 10 مجالس باليوم الواحد يرتقي المنبر لمجرد قضاء الوقت وتكون محاضرته بلا طعم او لون او رائحه لا يهمه سوى النظر لساعة يده ليلحق بالموكب الثاني
لقد جعل بعض ارباب المنابر والرواديد المنبر الحسيني منبر للزعيق والنعيق اكثر المحاضره تهييج لعواطف الجمهور على طريقه وثق سجل الزهراء تنظر لك اطلب حاجتك يلا بويه اليوم عدنه نحيب واحد الخطباء يخاطب الجالسين اليوم ادمركم اليوم افتت قلوبكم ومثل هذه العبارات التي لم نسمعها من فحول المنبر الحسيني امثال المرحوم الوائلي او فاضل المالكي وغيرهم ممن اسهموا في نشر الوعي الديني
لقد اصبحت اللطميات الحسينيه عبارة عن نغم خليجي راقص بفضل يوتوبات وكليبات باسم الكربلائي واندثرت لطميات وطن وحمزه الصغير وغيرهم وحل بدلها الشور والرقص وليس اللطم
ساهمت الفضائيات بنشر هذه الثقافه دون مراعاة الجانب التثقيفي المهم لدى الفضائيه الحجز واستلام الدولارات الخضراء التي يتبرع بها التجار ليس حبا بالحسين وانما حبا بالظهور والتباهي امام الفضائيات ومما شجعهم على ذلك بدعه الخطباء بحجه ان الرياء محرم كله الا في قضيه الحسين يجوز الرياء
هذا لا يعني وجود مواكب رصينه ومحترمه تعني بنشر الثقافه الحسينيه الحقيقيه وهناك خدام مواكب حسينيون مخلصون للحسين لكن تلاشت جهودهم امام هذه الفوضى العارمه فالى الله المشتكى هذا محرم اقبل علينا والى الان لم اجد الخطيب الذي يستحق ان يرتقي المنبر لسفر اغلبهم الى خارج العراق بحثا عن الدولارات الخضراء تاركين الساحه لاشباه الخطباء



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38446
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19