• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مصطلحات وتعريفات في فكر الشهيد محمد هادي السبيتي .
                          • الكاتب : ازهر السهر .

مصطلحات وتعريفات في فكر الشهيد محمد هادي السبيتي

يمتاز بعض المفكرين والباحثين من الاسلاميين وغيرهم بتوقفهم الطويل امام المصطلحات والتعريفات التي تتداول في عالم الفكر والثقافة خصوصاً تلك الصادرة من جهات مشبوهة تابعة لمؤسسات مرتبطة بكيانات معادية للدين الاسلامي او للعالم الاسلامي والعربي.

ولعل من ابرز واهم هؤلاء المفكرين الشهيد محمد هادي السبيتي (قده) إذ تمتلئ بحوثه الرائعة التي خطها يراعه الفذ بعشرات المصطلحات التي نحتها فكره الوقاد وبعشرات التعاريف للكثير من المصطلحات والمفاهيم في مجالات الفكر والحضارة.

ومن مميزات هذا المفكر انه كان يستنبط مصطلحاته من مفردات القرآن الكريم إذ كان له باع طويل وفهم نادر حصيف لآيات ومعاني ومصطلحات القرآن الكريم،  إذ كان يرى بأنه لابد من ((نشر المصطلح وتعميمه، وإضافة ما يوضحه إذا كان فيه غموض، وإضفاء التعبير القرآني والإسلامي عليه إن احتاج إلى ذلك)) (1).

ونذكر على سبيل المثال انه أيد استبدال مصطلح (المرحلة الانقلابية) التي كانت تستخدمها الدعوة الاسلامية في بداية تأسيسها بمصطلح (المرحلة التغيرية) استنباطاً من الآية الكريمة ((ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))، إذ قال: ((ان تعبير التغيير في القرآن أكثر اختصاصاً بعملية الدعوة. و((إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم))، قاعدة إسلامية تفسر التغيير في المجتمعات، في مقابل القاعدة الشيوعية التي تقول أن أساس تغيير المجتمعات هو تغيير وسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج، وفي مقابل القاعدة الرأسمالية التي تقول بالحرية وأن تطوير المجتمعات بالمبادرات الفردية. وقد كان اصطلاح (العمل التغييري) يعبر في بداية نشرات الدعوة بلفظ آخر هو الانقلاب ولكن وجد أحد شهدائنا رضوان الله عليهم أن التغيير القرآني أقرب إلى المراد فاستعملنا اصطلاح التغيير بدل من الانقلاب وأطلقنا في إحدى النشرات اسم المرحلة التغييرية على المرحلة الأولى التي سميت في بداية النشرات المرحلة الفكرية ومرحلة التكوين والبناء، وساد في ثقافة الدعوة اصطلاح العمل التغييري في مقابل العمل الإصلاحي الذي يعني إصلاح جانب من جوانب المجتمع، وتبلور الاصطلاحان في مسارهما في الدعوة ولم نجن منهما في عملنا الدعوتي إلاّ كل خير))(2).

كما انه كان يرصد المصطلحات التي تصدر من العالم الغربي ويسجل انتقاده عليها كي لا ينخدع بها جمهور المسلمين والعرب، ومن تلك المصطلحات (الشرق الاوسط، والشرق الادنى وغيرها)، إذ يقول ان الغرب اطلق هذا المصطلح ليس اعتماداً على خلفية علمية بل لكونه يرى نفسه بأنه قطب العالم ويسمي الدول والمناطق اعتماداً على قربها وبعدها من جغرافيته هو وليس اعتماداً على مقاسات علمية بحته.

والأمثلة من فكر الشهيد السبيتي على ذلك كثيرة ونحن هنا نستعرض بعضاً من تلك المصطلحات والتعاريف ليتسنى للقارئ الاطلاع عليها، مع انه يوجد الكثير غيرها سنفرد له بحثاً مطولاً في مناسبة اخرى ان شاء الله تعالى.

الاستلاب الحضاري:

          الاستلاب من السلب. والاستلاب الحضاري حالة متممة للغزو الحضاري وتعبير عن حالة بارزة من ظاهرة الاستسلام الحضاري ..

الانبهار الحضاري:

تعبيرعن حالة حضارية يعيشها بعض المسلمين وغيرهم من أهل البلاد يكون فيها المسلم قد فقد الثقة بأمته. وابتعد ذهنه عن تصور حضارته, وغمره اليأس من أوضاع بلادة وتطلع إلى الحضارة المادية وحركتها الحضارية مأخوذ اللب بما يحس ويشاهد.

الانسلاخ الحضاري:

          تعبير عن محاولات بعض المثقفين بالثقافة الغربية ومن تأثر بهم لقطع صلة المسلمين بالإسلام وربطهم بعجلة الحضارة الغربية المادية ومحاولة هدم القيم والمثل والعادات والأعراف والثقافة التي في المجتمع والاستعاضة عنها بما لدى الغرب .

الانجذاب الحضاري: 

وهو تعبير عن حالة ما قبل الانبهار من حيث النظرة إلى الحضارة المادية أقل انبهاراً في الخارج وتماسكاً نفسياً في داخل النفس. ينظر المتلبسون بهذه الحالة  إلى الحضارة المادية معجبين إعجاباً لا يؤثر بارتباطاتهم النفسية والاجتماعية في بلادهم ويمثل هؤلاء جمهرة من المثقفين والطبقة الوسطى في المدن

التقليد الحضاري:

وهو تعبير عما يمثل جمهرة من الناس تهتم بالأشياء في المظاهر الحياتية بشكل فردي وشخصي من النساء والرجال يركضون وراء الموديلات في الملابس ويقلدون احدث الصراعات الحديثة تقليداً ببغاوياً. وهؤلاء يتأثرون بما يشاهدون في السينما والتلفزيون والمجلات المصورة من مشاهد دعائية للحياة الغربية. وهؤلاء يمثلون التفاهة الحضارية .

الإتباع الحضاري:

وهو تعبير عما يمثله جمهرة السياسيين وأهل الأحزاب الوطنية، والإقليمية، والمثقفين، وأهل الإعلام من فكر يدعو إلى أن نسير في خطوات كالتي اتبعها أهل الحضارة المادية سواءً أكانوا رأسماليين عند البعض, أو شيوعيين عند البعض الأخر, لنرتقي كما ارتقى أهل الحضارة المعاصرة.

ظاهرة الخوف الحضاري :

      الانحطاط الحضاري شمل الأمة جمعاء وأعقبه الانهيار الحضاري. وابرز الظواهر كانت ظاهرة الاستسلام الحضاري التي ابتدأت في الفئات السياسية والفكرية المرتبطة بالغرب وسرى منها إلى الأمة من خلال إتمام عمليات الغزو الحضاري

الركود الحضاري:

وهو تعبير عن حالة اجتماعية وقفت موقفاً وسطاً بين حركة الاستسلام الحضاري الحركة العكسية للقيم والمثل والتقاليد والأعراف, وبين الحركة المعاكسة لحركة الاستسلام. فهي راكدة مهمتها المحافظة على ما لديها دون بذل جهد في ذلك.

الجمود الحضاري:

          تعبير عن صفة عامة يتصف بها الإفراد في أوساط الركود الحضاري حيث لا يؤثرون في الإحداث بل يتأثرون بها, ويتهيبون من كل عمل نتيجة لليأس الذي يُحيط بجميع عوالمهم الفكرية والنفسية .

التقوقع الحضاري:

تعبير عن حالة اجتماعيه غلف المنتمون إليها أنفسهم بأغلفة فكرية ونفسية تُقيهم من الحركة السياسية والاجتماعية في المجتمع التي تسير تحت ضغط الغزو الحضاري من الغرب ,ونظموا حياتهم الاجتماعية الضيقة ضمن أُطر يعملون وينشطون خلالها نشاطاَ لا يراه غيرهم لأنهم لا يريدون أن يؤثروا على غيرهم ولا يريدون أن يتأثروا بغيرهم. ولكن الحركة الحضارية الغازية الفاعلة في المجتمع تؤثر بهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون. وتتمثل هذه الحالة بالحركة الصوفية وبعض التنظيمات الحزبية الساذجة في العالم الإسلامي .

الانعزال الحضاري:

          وهو تعبير عن صفة منتشرة بين الإفراد في أوساط التقوقع الحضاري حيث يحاول الفرد أن يعزل نفسه عما يجري حوله بالانصراف النفسي والفكري عن الأحداث بقدر ما يستطيعون.     

الانكماش الحضاري:

وهو تعبير عن حالة اجتماعية يتراجع فيها الإفراد عن مواقعهم أمام الزحف الحضاري الغازي ومحاولة التمسك بالبقية الباقية مما لديهم من مفاهيم وقيم ومثل. وهذه الحالة تتمثل بالفئات الدينية المرتبطة بالسلطات العميلة والحكام العملاء ويكون لسلوكهم تبريرات تتلائم مع الظروف المتغيرة .

الضعف الحضاري:

وهو تعبير عن حالة ضياعية, يكون فيها المسلمون ليس لديهم مقدرة على تصور لأوضاع حضارية غير التي يعيشون فيها لا هُم في حالة رضى عنها, ولا هُم في حالة معارضة, وهي حالة المسلمين الذين يعيشون في ضلال الفقر والجهل . ويتصف الإفراد بصورة خاصة في حالة الضعف الحضاري, وبصورة عامة في حالات الاستسلام الحضاري, بالصفات المعيقة عن الحركة ومن أهمها :الابتعاد عن الدين, والمفاهيم التبعية, والكسل والتوكل, والسطحية بالتفكير, والتفكك الاجتماعي , واليأس .

التخلف السياسي: 

فقدان الفهم السياسي الصحيح في عالمنا الاسلامي على اعتبار ان السياسة رعاية شؤون الأمة في الداخل والخارج، وفقدان الأهداف السياسية الصحيحة، وفقدان العمل السياسي الصحيح.

الخطر اليهودي السياسي:

الخطر اليهودي خطر سياسي نتائجه امتداد الأيدي اليهودية إلى مجريات الحياة السياسية في بلادنا وتسخيرها في سبيل الأغراض اليهودية والاستعمارية. والخطر اليهودي خطر عسكري يستخدم المرتزقة اليهود المقاومة أنى وجدت.

الخطر اليهودي الاقتصادي:

والخطر اليهودي خطر اقتصادي نتائجه السيطرة على النقد والتلاعب به حسب أهوائهم الدنيئة، والسيطرة على أنتاج السلع وعلى الصناعة والسيطرة على التجارة.

الأحزاب التغييرية: 

وهي الأحزاب التي تحمل عقيدة ينبثق عنها نظام يخالف النظام السائد في المجتمع وتعمل على تغيير الأسس التي يقوم عليها المجتمع تبعاً لعقيدته أو تبعاً لما فرض عليه، كحزب الدعوة الإسلامية والأحزاب الإسلامية الأخرى التي تعمل على تغيير الواقع في العالم الإسلامي والعالم بالإسلام.

الأحزاب الإصلاحية: 

وهي الأحزاب التي تعمل لإصلاح جوانب المجتمع لأن الأسس التي يبني عليها المجتمع والنظام الذي يطبق فيه تكون مما تعتقده هذه الأحزاب، وتعمل هذه الأحزاب على إصلاح بعض القوانين وملاحظة إساءة تطبيقها وملاحقة المساس بالعقيدة كالانحراف عنها ومخالفتها وما شابه ذلك. وأمثلتها الحزب الشيوعي الصيني وحزب العمال البريطاني والحزب الديموقراطي الأمريكي، والأحزاب الاشتراكية والشيوعية في أوروبا في القسم الأخير من القرن العشرين.

الأحزاب المحافظة: 

وهي الأحزاب التي تحافظ على الأوضاع الاجتماعية والسياسية السائدة في المجتمع وتعارض الإصلاح أو التغيير وامثلتها حزب المحافظين البريطاني والأحزاب الكاثوليكية الإيطالية والألمانية.

الأحزاب المصلحية: 

وهي تدور مدار مصالح الأفراد الشخصية ككثير من الأحزاب الحاكمة في العالم الثالث.

البيئة الحضارية:

المقصود بالبيئة الحضارية: طراز الحياة المرتبط بمفاهيم حياتية مستقرة في ذهن أفراد المجتمع. وفي عالم اليوم بيئات حضارية متباينة في تأثيرها على العمل الحزبي. فالعمل الحزبي في بيئة عشائرية في اليمن أو الكونغو يختلف اختلافاً بيِّناً عن العمل الحزبي في بيئة ديمقراطية رأسمالية في هولندا أو سويسرا.

الأفكار المشتركة:

وهي قواعد عقلية عامة يمكن أن تصدر عن أي إنسان يستهدي الفطرة.

الأحزاب المفتعلة: 

وهي الأحزاب التي ينشؤها الحكام بعد تسلمهم زمام الأمور وهم يقصدون بذلك إيجاد قاعدة شعبية تسندهم في أعمالهم، وهذه الأحزاب تنهار بانهيار الحكم أو تموت بموته. وهي الأحزاب التي لا تتبنى مبدأ معيناً وإنما تتبنى مناهج لبعض القضايا وترفع بعض الشعارات أو تعمل لتطبيقها فيما إذا توصلت إلى الحكم. ومثالها الأحزاب الوطنية والقومية والمنظمات الإقليمية والمذهبية.

الأحزاب المبدئية: 

وهي الأحزاب الإسلامية الانقلابية لأنها تعتنق عقيدة عن الوجود ينبثق عنها نظام للحياة في شتى جوانبها ولأنها تعمل على تغيير أوضاع المجتمع بأجمعها من القواعد والأسس حتى أبسط الأشياء، وهذه الأحزاب موجودة في أنحاء متعددة من العالم الإسلامي.

الأحزاب الإصلاحية: 

وتدخل ضمن الأحزاب شبه المبدئية لأنها تأخذ بعض الجوانب والمفاهيم الإسلامية وتعمل على تحقيقها ناسية أو تاركة الجوانب الأخرى.

العمل السياسي:

 هو العمل المرتبط بمصالح الناس أو بمصلحة فئة منهم الذي يهدف إلى تغيير أوضاعهم الحياتية الشاملة، أو تغيير بعضها، أو إصلاحها، أو إصلاح بعضها، أو تثبيتها والمحافظة عليها.

الثقافة السياسية:

 هي المعرفة السياسية المؤثرة في السلوك السياسي والتي تكون منطلقة ومتأثرة بوجهة نظر سياسية عامة.

الهزة الاجتماعية:

 الهزة التي تحدث في المجتمع حركة غير اعتيادية فيه تؤثر على ركوده كان راكدا وعلى استقراره إن كان مستقراً.

الدعوة الإصلاحية:

هي التي تستهدف إصلاح جانب معين من جوانب الواقع متغاضية في حقل نشاطها العملي عن سائر جوانبه الأخرى وعن الركائز الأساسية التي يبتني عليها هذا الواقع بصورة عامة.

الدعوة الانقلابية:

فهي التي تدرك الواقع الذي تعيش في أمتها ولا تدين بهذا الواقع لأنه يناقض مبدأها جملة وتفصيلاً فتعمل على تغييره وذلك بحمل رسالة فكرية تبشر بها لإنشاء الحياة على قواعد تلك الرسالة وركائزها المحددة حياة جديدة يعيش فيها الفرد وينتظم المجتمع وتعمل فيها الدولة.

ما اوردناه كان بعضاً  من مصطلحات وتعاريف وردت في فكر الشهيد السبيتي (قده) عسانا نوفق لإحصائها في دراسة أخرى.

ونختم حديثنا بنص للشهيد عزالدين سليم حول الموضوع إذ يقول: 

((إذا كانت المصطلحات تعبر تعبيراً دقيقاً عن وجهات نظر فكرية خاصة فأن من أوليات التزامنا بأصالتنا ومبادئنا ان تكون لنا مصطلحاتنا الخاصة التي تصلح وعاء لأفكارنا ومنطلقاتنا وتصوراتنا، وإلا فأن اقحام المصطلحات الدخيلة على أدبنا ومفاهيمنا يعتبر ضرباً من التبعية للغزو الفكري وتمييعاً للأصالة.. ومن هنا فأن المفكرين الإسلاميين والحركات الإسلامية مسؤولون مسؤولية مباشرة قبل غيرهم عن توفير مصطلحات مناسبة للتعبير من خلالها عن مفاهيم وأوضاع ومواقف وأفكار تستجد في الساحة))(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) منشورات حزب الدعوة الإسلامية، ثقافة الدعوة الإسلامية، ط1، 1401هـ، ج2، ص202ـ 203.

(2) المصدر السابق، ج4، ص 164.

(3) عزالدين سليم، الموقف الاسلامي من المصطلحات الحديثة، مجلة المنطق اللبنانية، العدد الرابع، جمادي الثاني 1399هـ، ص23. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38947
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28