• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السعادة بمفهوم أسلامي.. .
                          • الكاتب : منشد الاسدي .

السعادة بمفهوم أسلامي..

الاسلام يدعو الإنسان دائما الى الاقبال على حياته والاهتمام بها أشد الاهتمام , يغور معه في أدق التفاصيل بدءا من أخيار النطفة التي ستكون في يوم ما أنسانا يمشي على الأرض أما ان يأمر بالمعروف أو يعيث فيها فسادا وقتلا وتدميرا لابردعه رادع الا حين يلقى في حفرته الاخيرة , لايدعو الإسلام للانصراف عن الحياة الدنيا لانها هي المقدمة الضرورية والطبيعية للحياة الاخرى فمن لاحياة له لاأخرة له , ومن جهه ثانية فأن مصير الإنسان في الحياة الأخرى متوقف على ماقدم في هذه الحياة الدنيا , فالذي يهمل هذه لايستطيع ان يرجو شيئا من تلك .
وهنا يطرح سؤال أساسي , هل معنى ذلك أن يقبل الإنسان على هذه الحياة ويغترف من لذاتها ومباهجها دون حساب ؟؟
والجواب بطبيعة الحال , كلا , فالمقصود ان ترك ماأحل الله لك واهمال شوؤن الحياة والانصراف الى العبادة هو نوع من الفهم الخاطئ والمشوه للعبادة , فالعبادة بمعناها الذي يطرحه الإسلام أنما هي العمل في الحياة والقيام بالواجب , فكل عمل صحيح يرضي الله هو عبادة .لذلك فأن السعادة من وجهه نظر الاسلام هي في تحقيق الحياة المتوازنة التي تنظر الى الدنيا والاخرة معا , وهذه المعادلة تتأمن على النحو التالي , ليس على الإنسان ان ينصرف عن الابناء والعشيرة والاخوان والأزواج والتجارة والمال والسكن , وأنما عليه ان لايفضل ذلك كله على مرضاة الله , فالاقبال على كل ذلك مع نسيان الخالق يكون كمن ربح الدنيا وخسر الاخرة وبالتالي فأن سعادته تكون ناقصه لانها سعادة عرجاء قائمه على رجل واحدة , ولكن من يأخذ نصيبه من كل ذلك ويتذكر الله دائما ويحاسب نفسه ويقوم أعماله وسلوكه بما يرضي الله يربح الدنيا والاخرة معا .
ان مكارم الاخلاق التي يدعو إليها الاسلام تؤمن عنصر التوازن في سعادة الإنسان لانها تجعل السعادة شيئا مشتركا في المجتمع ولاينظر إليها كعنصر فردي أناني .
ولو اخذنا موضوع الجنس مثلا نجد أن الاسلام يدعو الى أشباع هذه الغريزة بصورة منظمة متوازنه , وفي نفس الوقت يرفض الترهب لان ذلك يؤدي الى خلل في حياة الإنسان , كما يؤدي الافراط في ذلك , فإشباع الغريزة الجنسية يكون عن طريق الزواج , يقول رسول الله ( الزواج سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني ) ويقول ( اذا خطبكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) ويقول الامام علي ( من سؤ حظ المرء أن تطمث ابنته في بيته ) 
فالاسلام يريد للاشباع الجنسي أن يتم في أطار المؤسسة الزوجية التي تؤمن سعادة وأستقرارا وتوازنا للفرد والجماعة , وبهذا المعنى يقول رسول الله ( مابني في الاسلام بناء أحب الى الله من الزواج ) 
وأذا اتينا الى الناحية الاقتصادية نجد أن الاسلام يدعو الى الاهتمام بها وفي نفس الوقت يربط ذلك بالاخرة , يقول الرسول ( من لامعاش له لامعاد له ) والذي يعمل لتأمين رزق عياله كالمجاهد في سبيل الله , ورزق الإنسان اليومي هو حق من حقوقه الطبيعية لايجوز أن يحرم منه , لذلك يقول أبو ذر الغفاري ( عجبت لمن لايجد قوت يومه كيف لايخرج على الناس شاهرا سيفه ) 
والاسلام لايجد في الفقر أيه فضيلة , وانما يجد فيه مدعاة للكفر ( أذا دخل الفقر مدينة قال له الكفر خذني معك ) ويقال ( الفقر في الوطن غربة , والغنى في الغربة وطن ) , الاسلام دين السعادة الحقيقة لو اتقن الإنسان العمل به وصيانته وتطبيق تعاليمه , ولو تعامل به سهلا يسيرا كما اراده الله سبحانه وتعالى دين محبة وتسامح ودين خير لكل البشرية به تتحقق سعادة الدنيا والاخرة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39422
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18