• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل انتصر الامام الحسين عليه السلام؟ .
                          • الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد .

هل انتصر الامام الحسين عليه السلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم
 
سألني بعض المؤمنين هل انتصر الامام الحسين عليه السلام؟
 
الإجابة الدارجة على السن الناس أن الحسين انتصر ولذا بقي اسمه مخلداً وذكره مدوياً ومقامه شامخاً، بخلاف اللعين يزيد، ولكن هذه الاجابة لي على ظاهرها مؤاخذتان:
 
الأولى:
 
إن اسم يزيد باق عند اتباعه كما هو باق عند اهل الحق ملعونا، فذكره مخلد ايضاً إلا أنه بالذكر السيء عند اغلب الأمة.
 
الثانية:
 
الامام الحسين عليه السلام ليس هدفه من نهضته أن يبقى ذكره، ولم يكن نزاعه مع يزيد اللعين في أي الاسمين او المقامين أو الذكرين سيبقى.
 
ويتضح هذان الاشكالان من خلال بيان الاجابة الصحيحة فأقول:
 
إنّ أي متنازعين على أمر يكون المنتصر هو المحقق للهدف المتنازع عليه، فمثلاً إذا تقابل جيشان من اجل السيطرة على مدينة فإن المنتصر هو الذي يسيطر على تلك المدينة لأن الهدف من النزاع هو السيطرة على تلك المدينة فكل من حقق هدفه كان هو المنتصر.
 
وهدف يزيد اللعين قد افصح عنه بقوله:
 
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل 
 
اذا كان هدف يزيد هو انهاء دعوى وحي النبي صلى الله عليه وآله فإن هدفه لم يتحقق حتى عند اتباعه الذين يعتقدون فيه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله، فهذه شريعة النبي الأعظم باقية.
 
وأمّا الامام الحسين عليه السلام فإنه أفصح عن هدفه بقوله:
 
(إني لم أخرج بطراً ولا أشراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت أطلب الصلاح في أمة جدي محمد)
 
وهذا الهدف الحسيني قد تحقق، وبقي الدين واندحرت مقولة اللعين يزيد، والدين الاسلامي المحمدي يعترف به القاصي والداني، ففي يوم العيد الذي اقره النبي محمد صلى الله عليه واله يرسل التهنئة بالعيد حتى طغاة الكفار، ومن هنا جاء في قنوت صلاة العيد: (اسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا ولمحمد صلى الله عليه وآله ذخرا وشرفا وكرامة...).
 
فالإمام الحسين عليه السلام لم يخرج من اجل ان يستولي على الكوفة والا كان مغلوبا لا منتصرا، ولم يخرج من اجل الحكم والملك وإلا كان مغلوبا، ولم يخرج من أجل بقاء ذكره واندثار ذكر يزيد وإلا لما بقي ذكر ليزيد اللعين أصلا، وإنما كان من اجل بقاء الدين، ومن هنا كان الدين محمدي الحدوث حسيني البقاء.
 
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39521
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28