• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

اسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب

كلمة دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في مجلس النواب ينطبق عليها المثل المصري الشائع (( اسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب )) , فدولة رئيس الوزراء يطالب مجلس النواب بتفعيل علاقة الشراكة الوطنية بين الحكومة ومجلس النواب باعتبار إن الحكومة تمثل الوجه الآخر لمجلس النواب , ويطالب مجلس النواب بتحديد سقف زمني للتصديق على القوانين والتشريعات .

كما ويعتبر دولة الرئيس إن القوانين المعطلة منذ الدورة السابقة لمجلس النواب مثل قانون الأحزاب وقانون الانتخابات وقانون المحافظات وقانون النفط والغاز وقانون حماية الصحفيين وقانون التقاعد ومشروع الحكومة الالكترونية وغيرها من القوانين قد ألحقت أضرارا فادحة بمصالح الدولة والشعب وحقوقه ورفاهيته وأمنه واستقراره , كما يعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعملية إعادة بناء البنى التحتية المدمرة التي ورثناها من النظام الديكتاتوري .
وبطبيعة الحال نحن نشاطر دولة الرئيس رأيه هذا ونقول له نعم إن تباطؤ مجلس النواب السابق في تشريع هذه القوانين قد ألحق أضرارا بالغة في العملية السياسية والديمقراطية الجارية في البلد , لكن هذا ليس السبب الرئيسي يا دولة الرئيس , فأنت تعرف والشعب يعرف جيدا إن الذي يقف وراء كل هذا الفساد المالي والإداري والنهب والهدر للمال العام والبطالة وسوء الخدمات , هو المحاصصة السياسية التي ارتكزت عليها العملية السياسية , فهذه المحاصصة اللعينة هي السبب الأساس في كل هذا البلاء الذي حلّ بالبلد .   
فهذه الحزمة من الإجراءات والإصلاحات التي أعلنتها أمام مجلس النواب والتي اعتبرتها خارطة طريق لمعالجة كل المشاكل التي يعاني منها البلد , والتي حددت لها سقفا زمنيا أمده مائة يوم , ستنتهي في حزيران القادم في ذروة الحر اللاهب في العراق , وحينها ستكون أنت وحكومتك يا دولة الرئيس وجها لوجه أمام مشكلة انقطاع التيار الكهربائي , وحينها سينطبق على حكومتك المثل الشعبي العراقي (( ما يلحك على الطاح فزع القرابة )) .
دولة الرئيس إن حزمة الإجراءات هذه لا تستطيع أن تنهض بها حكومتك الموقرة حكومة المحاصصة الوطنية والتي تترأسها أنت , حيث أن هذه الحكومة تعود لذات القوى السياسية المعنية بهذا الفساد , وهذه الإصلاحات التي أعلنتها أمام البرلمان العراقي هي مجرد كلام يراد منه امتصاص نقمة الشعب على الفساد والبطالة وتردي الخدمات .
وقد آن الأوان أن تدرك جيدا يا دولة الرئيس إن الإصلاح الحقيقي يمر عبر رفض المحاصصات السياسية التي دمرت البلد وإعادة كتابة الدستور العراقي بما يضمن بناء وتعزيز النظام الديمقراطي في العراق , ويضع الأسس الصحيحة للحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا , هذه الوحدة المعرضة اليوم للتمزق بسبب هذا الدستور الكارثة .
وحكومتكم الموقرة يا دولة الرئيس غير مؤهلة لمهمة بناء دولة ورثت الدمار والحرمان والفساد وضياع الحقوق .
 العراق
11/3/2011 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3984
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28