• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح170 سورة الحجر الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح170 سورة الحجر الشريفة

 فضائل السورة الشريفة : عن ابي عبدالله (ع) : من قرأ سورة ابراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر ابدا ولا جنون ولا بلوى . " ثواب الاعمال" . بسم الله الرحمن الرحيم الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ{1} نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 1- ( الَرَ ) : تقدم الحديث عنها . 2- ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ) : هذه ايات القرآن الذي انزل على محمد (ص واله) . 3- ( وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ ) : موضحا للحق والحقائق , داحضا للباطل . هناك اراء كثيرة حول اسماء القرآن الكريم , يختلف المفسرون في معانيها , ومنها ما ورد في الاية الكريمة ( الكتاب , قرآن ) , وهناك تسميات اخرى الا انها قد تنحصر في : 1- انها جميعا اسماء او مصطلحات للقرآن الكريم , الا ان معانيها والغرض من اطلاق التسمية عليها يختلف من اية الى اخرى , او حسب ما قبله وما بعده . 2- الكتاب يكتب , والقرآن يقرأ . 3- الكتاب اسم ذو مدلول خاص , والقرآن ذو مدلول عام يجمع كافة التسميات . رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ{2} تشير وتبين الاية الكريمة الى حال الكفار في يوم القيامة , فعندما يعاينوا حالهم ويقارنوه بحال المسلمين سيقولون ( ليتنا كنا مسلمين ) . و( رب ) للتكثير فإنه يكثر منهم تمني ذلك وقيل للتقليل فإن الأهوال تدهشهم فلا يفيقون حتى يتمنوا ذلك إلا في أحيان قليلة . " تفسير الجلالين للسيوطي " . ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ{3} تخاطب الاية الكريمة النبي الكريم (ص واله) ان يترك الكفار في حالهم في الدنيا , فيأكلوا ويتمتعوا بملذاتها وطيباتها ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ ) , وتشغلهم الامال بطول العمر ( وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ ) , فسوف يدركون سوء فعالهم وصنيعهم عندما يعاينوه ( عاقبة امرهم ) ( فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) . في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام إنما أخاف عليكم اثنتين إتباع الهوى وطول الأمل أما إتباع الهوى فإنه يصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني". وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ{4} تبين الاية الكريمة ان الله عز وجل ما اهلك ودمر وعذب قرية ( دولة – مدينة ) الا عند مجيء اجلهم المقدر في اللوح المحفوظ . مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ{5} تبين الاية الكريمة ان الاجل ( موعد العذاب ) بيده سبحانه وتعالى , وليس بمقدور اي امة ان تقدمه او تؤخره . وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ{6} تروي الاية الكريمة ما قاله كفار مكة للرسول الكريم محمد (ص واله) تهكما واستهزاءا ( وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ ) , تاهمين اياه (ص واله) بالجنون وذهاب العقل في ما يدعوهم اليه ( إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) , تقول قول المجانين , ان الله تعالى قد انزل عليك القرآن من بيننا نحن سادة واشراف مكة , والاغرب في كل دعواك تريدنا ان نتبعك وتساوينا بالفقراء والعبيد . لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{7} تستمر الاية الكريمة بنقل ما قاله كفار مكة له (ص واله) , مقترحين عليه بنحو الاستهزاء ( لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ ) هلا اتيتنا بالملائكة مصدقين ناصرين مؤيدين لك في ما تدعو اليه , ( إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) , ان كنت صادقا بادعاء النبوة , وان هذا القرآن من عند الله تعالى . مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ{8} تروي الاية الكريمة الرد الحاسم على مقترحهم , وكان في محورين : 1- ( مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ ) : تنزل الملائكة حسب ما تقتضيه المصلحة والحكمة من ذلك . 2- ( وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ ) : نزول الملائكة علامة لوقوع العذاب والهلاك المؤكد , حيث لا ينفع عذر في دفعه ولا مهلة . إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{9} اكدت الاية الكريمة على امرين : 1- ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ) : يؤكد النص المبارك ان الله تعالى نزل القرآن الكريم على محمد (ص واله) , كرد على استهزائهم وسخريتهم ( وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ{6} ) . 2- ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) : يؤكد النص المبارك ان الله تعالى تعهد بحفظ القرآن الكريم من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان . وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ{10} تخاطب الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) مبينة ومسلية له , ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ ) , رسلا , ( فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ ) , فرقهم وطوائفهم , و ( شِيَعِ ) جمع شيعة وهي الفرقة . وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ{11} بينت الاية الكريمة ان كل فرقة منهم استهزأت برسولهم , كما استهزأ بك هؤلاء , وهي ايضا مسلية له (ص واله) . كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ{12} بينت الاية الكريمة ( كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ ) , التكذيب والكفر والاستهزاء بالرسل في قلوب اولئك , ( فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ) , نلقيه في قلوب كفار مكة , فلا يقبلونه , ويستهزؤون به . لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ{13} وضحت الاية الكريمة ( لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) , الذكر او الرسول , ( وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ ) , سنة الله فيهم فخذلهم حينما سلك الكفر في قلوبهم , فحلّ بهم العذاب . الاية الكريمة فيها تهديد ووعيد لكفار مكة , انهم سيجري عليهم ما جرى على الذين من قبلهم , فيحل عليهم العذاب . وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ{14} تبين الاية الكريمة على نحو التأكيد ان لو فتح الله تعالى لهم بابا من السماء , فعرجوا من خلاله , وشاهدوا عظيم ملكوته , لما صدقوا , وما آمنوا ! . لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ{15} تستكمل الاية الكريمة موضوع سابقتها الكريمة , لو فتح لهم هذا الباب لما صدقوا , بل سيقولون عندها : 1- ( لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا ) : سدت ابصارنا , ومنعت من رؤية الحقيقة بتأثير السحر . 2- ( بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ) : بل نحن واقعون تحت تأثير سحر محمد (ص واله) . وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ{16} نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 1- ( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً ) : البرج هو القصر العالي او البناء الشاهق , فيشير النص المبارك الى الابراج الفلكية , حيث انها منازل للكواكب السيارة السبعة : أ‌) المريخ : وله من البروج الحمل والعقرب . ب‌) الزهرة : وله من البروج الثور والميزان . ت‌) عطارد : وله من البروج الجوزاء والسنبلة . ث‌) القمر : وله من البروج السرطان . ج‌) الشمس : وله من البروج الاسد . ح‌) المشتري : وله من البروج القوس والحوت . خ‌) زحل : وله من البروج الجدي والدلو . وهناك تقسيم للبروج حسب فصول السنة : أ‌) الربيع والصيف : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة . ب‌) الخريف والشتاء : الميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت . 2- ( وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ) : بالكواكب المنيرة . وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ{17} تستكمل الاية الكريمة موضوع سابقتها مضيفة اليها ان الله تعالى قد حفظها بالشهب التي سوف تنهال على كل شيطان يحاول الاقتراب منها ( فلا يقدر أن يصعد إليها ويوسوس أهلها ويتصرف في أمرها ويطلع على أحوالها ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني". إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ{18} تستكمل وتؤكد الاية الكريمة موضوع سابقيتها الكريمتين ( إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ ) , اختلسه سرا , ( فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ) , يؤكد النص المبارك ان ذلك الشيطان سوف يقذف بشهاب ( شعلة من النار ) , ( مُّبِينٌ ) , مرئي واضح للعيان . سورة الصافات الشريفة تضمنت معنى مشابها لما جاء في الايات الكريمة المتقدمة ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ{6} وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ{7} لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ{8} دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ{9} إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ{10} ) . ( في المجالس عن الصادق عليه السلام كان إبليس يخترق السماوات السبع فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سموات وكان يخترق أربع سماوات فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتاب يذكرونه وقال عمرو بن امية وكان من أرجز أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء وإن كانت تثبت ورمي بغيرها فهو أمر حدث . والقمي قال لم تزل الشياطين تصعد إلى السماء وتتجسس حتى ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ذكر مقالة عمرو بن أمية ونسبها إلى وليد بن المغيرة ثم قال وكان بمكة يهودي يقال له يوسف فلما رأى النجوم تتحرك وتسير في السماء خرج إلى نادي (1) قريش فقال يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود فقالوا لا فقال أخطأتم والتورية قد ولد في هذه الليلة آخر الأنبياء وأفضلهم وهو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجمت الشياطين وحجبوا من السماء فرجع كل واحد إلى منزله فسأل أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني".




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39913
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29