• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : اندريه انطوان و المذهب الطبيعي .
                          • الكاتب : علي سمير عوض محمود .

اندريه انطوان و المذهب الطبيعي

     ظهر هذا المذهب في أواخر القرن التاسع عشر وقدم الواقع الملموس كما هو على خشبة المسرح بجماله وقيمه بدون تغيير أو تبديل لذلك ظهر هذا المذهب قوياً مستمداً من الواقع المحيط بنا موضحاً ضرورة التصوير الطبيعي للديكور والأثاث بما يتفق والطبيعة كذلك اعتنوا بالملابس وتاريخها الصحيح ومطابقتها تماماً لما هو كائن فى الحياة أشهر المسارح التى أٌنشئت لتقدم عليها المسرحيات الطبيعية المسرح الحر  الذى أنشأه فى فرنسا هنرى بك أندريه أنطوان
 يقول  اندريه انطوان عن الاخراج 
هناك اتجاهان متعاصران بالضرورة في عمل المخرج : اتجاه تشكيلي (ديكور ازياء اكسسوارات اضاءة ... الخ ) والتجاه الذي يمكن ان اسميه الداخلي والذي ماتزال مجهولا عندنا وهذا التجاه هو في الواقع فن الكشف  عن الاعماق الدفينة للنص , اعني الاسرار النفسية والفلسفية وذلك بالحركة التي امليها على الممثل بحيث تكون واضحة المعنى ودقة التوقيت مما يوصل الى تجسيد ما وراء الكلمات والاحداث
واما عن الممثل فيقول في خطاب ارسله الى احد كبار النقاد في عصره . يقول " ان المثل الاعلى للممثل هو ان يصبح اداة معدة اعدادا فائقا لخدمة المؤلف (يقصد النص ) وهو يحتاج من اجل ذللك الى تربية تقنية وفيزيقية تكسب جسمه ووجهه وصوته  الليونة المطاوعة للتعبير"  
 اندريه انطوان
(1858 ـ 1943)
أندريه أنطوان ممثل ومخرج وناقد مسرحي وسينمائي فرنسي من رواد المسرح الحديث، نادى بجعل المسرح طبيعياً وعفوياً، وغيَّر المفاهيم التي كانت سائدة في دنيا المسرح في زمانه، وأحدث ثورة عندما نادى بضرورة إعادة النظر في العلاقة بين خشبة المسرح والصالة، أي بضرورة الفصل التام بين المساحتين عن طريق ما سمي بالجدار الرابع، والإيهام بأن ما يجري على مساحة الخشبة هو الواقع الطبيعي، فوزّع قطع الديكور بما يولِّد لدى المتفرج مثل هذا الوهم، وطالب ممثليه أن يؤدوا أدوارهم وكأن الجمهور غير موجود، وأن يوحوا إليه بأنه يتلصص على ما يفعلون. فكان بذلك رائد المذهب الطبيعي  في المسرح مستلهماً آراء إميل زولا في الأدب.
اندريه ولد لأبوين فقيرين في ريف فرنسا . انتقل إلى باريس وعمره ثماني سنوات . عمل ساعياً لسمسار في أوراق مالية ، وعمل كاتباً في شركة الغاز في باريس بعد ذلك ، ثم عمل في مكتبة عامة ، أحبّ المسرح في وقت مبكر ، ومن خلال تجاربه المسرحية استطاع أن يرأس فرقة الهواة ( سيركل لي جلو ) 1883 ، وقدمت هذه الفرقة عروضها في صالة صغيرة وفقيرة بشارع ( اليزيه الفنون الجميلة ) ، اتصل بكتاب المسرح الجديد الذين كانت تقابل أعمالهم المسرحية بالرفض من قبل الرقيب ، انفصل عن فرقة الهواة ومعه عدد من أعضائها ، وأسس المسرح الحر 1887 . استمر في تقديم أعماله المسرحية لغاية 1896 ، إذ أغلق بعدها هذا المسرح  
المسرح الحر تكون من زملاء له في فرقة النادي الغالي ومن بعض أعضاء فرقة بيغال ولا بوت  وكانت إحدى المسرحيات التي قدمت آنذاك مسرحية "جاك دامور"   لإميل زولا، وقد مثل أنطوان فيها دور جاك دامور، ولفتت هذه المسرحية أنظار الجمهور الباريسي إلى هذا الممثل.
وقدّم المسرح الحر تحت إشراف أنطوان وإدارته خلال تسع سنوات ثمانية عروض كل سنة، وكان كل عرض منها يتضمن مسرحيتين أو ثلاثاً. وقد بلغ عدد العروض التي قدمها هذا المسرح في المرحلة الواقعة بين عامي 1887 و1896، 62 عرضاً تضمنت 124 مسرحية لـ 114 مؤلف مسرحي، منهم 64 مؤلفاً ناشئاً يُعرض لهم أول مرة، وكان أنطوان قد تنحى عام 1894 عن إدارة المسرح وخلفه فيها لاروشيلّ  . وقام أنطوان بجولات مسرحية عدة مثل في أثنائها أدواراً مختلفة.
طالب أنطوان عام 1890 بإصلاحات عامة في المسرح، واقترح أربعة أهداف لذلك: تقديم مسرحيات جديدة، وبناء صالات مريحة، وبطاقات دخول رخيصة الثمن، وفرقة مسرحية متكاملة. وكان يرى أن من حق المشاهدين، مهما كانت طبقتهم الاجتماعية، أن يرتادوا المسارح. وتمنى لو أنشأت الحكومة في باريس بتمويل منها مسرحاً للأدباء الشباب، يرتاده المشتركون فيه.
وقّع أنطوان في عام 1897 عقداً مدته أربعة عشر عاماً مع مسرح مونو بليزير  الذي صار فيما بعد مسرح أنطوان  ، وبقي تحت إشرافه وإدارته حتى عام 1906، وكان يقدم عروضاً مسائية يومية.
عُيّن عام 1906 مديراً لمسرح الأوديون ، وكان قد شغل سابقاً في عام 1896 في المسرح عينه منصب معاون المدير إلى جانب مديره بول جينيستي   الذي كان يكيد لأنطوان ليتخلص منه، ونجح في إقصائه عن منصبه في أقل من عام. وقد شهد الأوديون في عهد إدارة أنطوان نشاطاً ملحوظاً ومرحلة من أكثر مراحله إثارة وتألقاً. ثم استقال من منصبه مديراً للأوديون في نيسان عام 1914 مخلفاً وراءه ديوناً مقدارها 400 ألف فرنك. وقد عرض مسرح الأوديون إبّان إدارة أنطوان له مسرحية كل أسبوع أي ما يقارب 364 مسرحية .
اتجه أنطوان بعد ذلك إلى السينما ووقّع عقداً مع الشركة السينمائية للمؤلفين والأدباء   وأخرج من عام 1914 إلى عام 1924 عشرة أفلام استلهمها من أعمال أدبية، منها فيلم «المذنب  في عام 1916 عن قصة لفرانسوا كوبيه  ، وفيلم (الأرض) في عام 1919 عن قصة لإميل زولا، وفيلم (الأرلية)   (نسبة إلى مدينة آرل) في عام 1921 عن ألفونس دوديه  . وترك فيلماً ناقصاً بعنوان "السنونو والقُرْقُف" 
انتهج أندريه أنطوان في إدارته للمسرح الحرّ ولمسرح أنطوان، سياسة اكتشاف الأدباء الجدد وتشجيعهم. وكانت له أيادٍ بيضاء في تعريف الجمهور الفرنسي بالروائي الروسي ليون  ، إذ قدم له مسرحية "سلطة الظلام"   المكتوبة عام 1887. وقدم للشاعر والكاتب المسرحي النروجي إبسن    مسرحيتي "الأشباح"    و"البطة البرية"  وللكاتب المسرحي السويدي ستريندبرغ    مسرحية "الآنسة جولي" 
ولأنطوان مقالات عدة في النقد المسرحي نشرها في الصحف، وله محاضرات متعددة في المسرح فضلاً عن مذكراته.
وقد تضافرت جهود أندريه أنطوان في فرنسة، والدوق مايننغن  في ألمانية، وستانيسلافسكي    في روسية، لبدء عصر جديد في المسرح هو عصر الإخراج المسرحي الحديث .  
بذل اندرية جهودا كبيرة في المسرح التي دعت الفرنسيين الى تكريمه رسميا بأعطائه مسر الاودين  لاستكمال تجاربة في اتجاه الطبيعية ولكنه لم يستطيع ان يتجاوز الطبيعية الحرفية اغو النقل الحرفي للحياة ولكن هذه الجهود كان لابد منها لفتح الطريق  ولكنه يبقى في الطليعة  
عمل المخرج الفرنسي أندريه أنطوان على تكسير الجدار الرابع لخلق ستار شفاف يسهل التواصل الحميمي بين الممثل والجمهور لتقديم  شريحة الحياة 
 
من خلال الطبيعية التي انتهجها مسرح انطوان ، ترتسم ملامح الشعرية ، التي تداخلت مع الواقع ، لتجعل من المتلقي مفسراً لكل حدث ، أو مقولة ، لكي يبدو العرض المسرحي متشابكاً ، ولو حذفت منه كلمة واحدة انهار البناء كله ، وتلك سمة جوهرية في مسرحه . 
كذلك فإنّ الطبيعية تعمل على أن لا يكون الحدث ، أو ما يراه المتلقي ، مسبباً ميكانيكياً أو جرياناً عشوائياً ، لكنها تحاول أن تساعد المتلقي في استيعاب حركة الواقع ، كما هو منظم ، وكعالمٍ متشكل بطريقة لها مغزىً ما ، فموضوعية الواقعية ، ليست خالية من العاطفة أو غير مربكة ، وإنما هي التزام بقراءة محددة للمجتمع ، ورؤية يتم فيها إعادة اكتشاف العالم .  
يعتمد الخطاب البصري ، على تفصيلات جزئية ، تمثل عناصر الصورة المسرحية الأساسية ، وبنيتها المتمثلة بالخط ، واللون ، والملمس ، والكتلة ، والفراغ ، وتدخل جميعها في نسيج العرض المسرحي ، مكونة أنظمة اشتغال ضمن آليات متعددة ، يتحرك داخلها الممثل ، الذي يُعد الركيزة الأساسية للعرض ، والوقوف على المعاني العلاماتية والوظائف، التي تحققها هذه العناصر المختلفة ، الموحدة باشتغالها ، مكونة وسائل وشفرات لإيصال المعنى إلى المتلقي 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40029
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29