• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثقافة التسامح .
                          • الكاتب : معمر حبار .

ثقافة التسامح

 منذ أسبوع، خصّص المسجد الأموي الشريف، حصة حول مولد سيّدنا عيسى عليه السلام، واليوم والمرء يتابع مراسيم إحتفال المسيحيين العرب في إحدى كنائس سورية الحبيبة، يشدّه منظر حضور خطيب المسجد الأموي الشريف للمراسيم المسيحية، فدلّت الصورة على سماحة الاسلام، وأنّ أهله بخير، ماداموا يحترمون مشاعر الغير.
بتاريخ  الأحد 13/2/1422هـ الموافق 6 ماي 2001 ،  زار البابا يوحنا بولس الثاني رئيس دولة الفاتيكان، وحبر الكنيسة الكاثوليكية في العالم، جامع بني أمية الشريف بدمشق، رفقة مفتي سورية يومها، الشيخ أحمد كفتارو.
وبغض النظر عن الطابع السياسي للزيارة، فإن مما يجب الوقوف عنده، أنه في الوقت الذي سُمح فيه للبابا بزيارة المسجد الأموي الشريف، لم يُسمح له بزيارة بعض الكنائس في أوربا من طرف أوربيين، وأخوة له في دينه وعقيدته.
هذه المفارقة، تجعل المتتبع يقف جيدا عند أهمية سماحة الإسلام، ومايجب أن يتحلى به المرء من سعة الصدر، وتجاوز الأحقاد، خاصة وأن البابا يوحنا بولس الثاني، هو الذي برّء الصهاينة من "قتل !" سيّدنا عيسى عليه السلام.
إن ثقافة التسامح، يتعلّمها المرء منذ الصبى، وتنمو معه، حتّى إذا استوى عوده، أمست خلقا يميّزه، وميزة ترفعه ..

 

فهو متسامح مع أخيه حين يأخذ منه لعبته، ومع الوالد حين يمنعه، ومع الجار الذي أخطأ في حقّه، ومع الأستاذ الذي أساء دون قصد، ومع التاجر الذي غشّه، والصاحب الذي خدعه، وكذلك مع من خالفه المعتقد.

 

إن الصدور التي لاتتّسع إلا لبعضها مريضة ضيّقة، تحتاج لمن يوسّع حجمها، لتتّسع لغيرها، ولو كان مخالفا لها في المنبع والمصب.

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40968
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29