• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : فتاة محظوظة .
                          • الكاتب : علاء سعدون .

فتاة محظوظة

 

كان على وشك أن يطرق باب صديقه الذي أتى لزيارته .. مد يده ولكن الباب فُتح بقوة وخرجت منه فتاة مصدومة وتصرخ برعب : لقد مات .. مات ...
أمسك بالفتاة واحتضنها ونظر عبر الباب .. من الذي مات؟ أين أمك؟ أين أبوك؟
لقد مات .. مات ...
ترك الفتاة وتوجه إلى الداخل مسرعاً وإذا به يراه ساقطاً على الأرض .. اخذ نفساً عميقاً وتنهد ثم غطاه بقطعة قماش و عاد إلى الفتاة ..
لا عليك يا أبنتي سيعوضك الله بخير منه .. وربما أجمل ..
- من الجيد إنك موجود يا خالد .. لا اعرف ما الذي كان سيحدث لو لم تكن عند (إيلي) في هذه اللحظة .. ذهبت للماركت منذ دقائق .. وأمها لا تزال في العمل .. مسكينة حبيبتي لقد تعرضت لصدمة كبيرة .. ربما من الضروري أن نعرضها على الطبيب .. ما رأيك يا خالد ؟
خالد ... خالــــــــــد !
انتبه خالد لصوت صديقه وأجاب بتلكؤ نعم نعم أسف يا (جاك) ماذا كنت تقول ؟
ما بك يا خالد أراك شارد الذهن .. قلت أن نعرض (إيلي) على الطبيب.. لقد تأثرت كثيراً يالسوء حظها.
بل قل يالحسن حظها يا صديقي .. ففي هذه اللحظة التي فقدت فيها (إيلي) قطها الصغير (جاد) وتأثرت هنا بسويسرا يموت هناك المئات من الأطفال في بلدي العراق وفي سوريا .. كم من طفلة قتل أباها أمام عيناها، وكم من أم انتظرت ابنتها التي ذهبت إلى المدرسة ولم ترجع أبداً .. وإذا كانت (إيلي) بحاجة إلى طبيب لأنها فقدت قطها فما الذي يحتاجه أطفال العراق وأهله وقد أصبحوا يستغربون اليوم الذي لا موت فيه أو تفجير؟!!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40984
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19