في غمرة الحديث والمتابعة للكثير من الملفات السياسية الملتهبة اليوم في أوساط السياسيين العراقيين التي تسبق الانتخابات البرلمانية القادمة فهي لا تخلوا مطلقا من تناول هذا الطرف او ذاك بالاساءة تارة وبتوضيح الحقائق تارة أخرى .
وانا استمع الى المفكر المخضرم الاستاذ حسن العلوي خلال حديثه الى إحدى القنوات الفضائية وهو يتحدث عن رؤيته السياسية لما سبق والى ما ستؤول اليه العملية السياسية في مستقبل الايام ولكن استوقفني أمر وهو يتناول اثنين من المسؤولين العراقيين ليصفهم بكل بلادة وينزل عند رغبة واستهتار مقدم البرنامج بأن احدهم كان يبيع الكبة والاخر كان يبيع البصل في وقت يقول انه كان مشغولا في تأليف كتبه وما كان يقصده في الاول هو النائب الدكتور حيدر العبادي أما الثاني فهو الاستاذ عدنان الاسدي الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية .
بداية أنا أعتقد ان من المفروض السيد العلوي اكبر من هذه التفاهات التي انساق اليها من قبل مقدم البرنامج الذي كان يقصد بها تماما اهانة هذين الشخصين وهذا وفقا للاجندة التي اعدت له من اسياده الذين يعمل عندهم ولا اريد ان اعرج على تاريخ مالكي القناة (البغدادية)، وهنا لا عتب عندي على بوق ينحدر هذا الانحدار في خطابه مع الاخرين يخرج عن مهنيته التي من الواجب ان يحترمها لكي يحترم الاخرين زملاء مهنته .
بما ان السيد الاسدي هو من تحدث عن بداية مشواره في الغربة عبر برنامج على احدى الفضائيات وحدد بالضبط انه بدأ بسوبر ماركت صغير وهذا ليس عيبا ان يعتمد الانسان على نفسه ليشق طريقه،،، لكن البغدادية لم تحدثنا عن حكام النظام السابق ماذا كانوا؟ ومن هم؟ وما هو تاريخهم وتحصيلهم؟ وما هو عملهم بداية حياتهم قبل ان يتسلطوا على رقاب الناس؟ ولكن صاحب القناة يبتعد عن ذلك تماما لأنهم رفاق درب وما خفي اعظم!!!!!
على أقل تقدير سنتحدث عن الدكتور العبادي الذي لم يحدثنا السيد العلوي عن المكان والزمان الذي كان يبيع فيه الكبة (مع احترامي الشديد لمن هم في هذه المهنة فهو عمل شريف افضل من الكذب والنفاق السياسي ) ثم ما هي الوثائق التي تثبت ذلك لتكون لديه المصداقية فيما يدعي وليس اتهاما على الغارب في الهواء إرضاءً لأولئك الموتورين الذين يورطوه في كثير من تصريحاته على قناتهم، ولكن عندما يكون الكلام بهذا المستوى من اللامسؤولية دعني اقول لك أيها المفكر والمثقف والمخضرم أنت لا مفكر ولا مخضرم وتعاملت بلسان بياعي الكلام .
لذلك حفزني كثيرا هذا الكلام وزاد في فضولي ان اعرف من هو الدكتور حيدر العبادي باعتباره نائبا في البرلمان العراقي ويمثل صوت ابناء الشعب العراقي فبحثت كثيرا عن هذا الادعاء ومنها اروقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لأجد انه تخرج من جامعة بغداد عام 1975 ومن ضمن العشرة الأوائل لهذه الدفعة في مجال الهندسة الكهربائية ، ثم تثبت الوثائق أنه حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة مانشستر في بريطانيا وضمن تخصص الهندسة الكهربائية الالكترونية في العام 1980 .
ففي أي مرحلة من هذه المراحل كان يبيع الكبة أيها العلوي الفطحل ؟!!! ألهذا الحد يصل بنا الخلاف السياسي الى مستوى الانحدار الفكري والاخلاقي لتستخفوا عقولنا بتلك التفاهات من أجل أن تعودوا لحكم العراق وأنتم شلة من الكذابين والمنافقين أمثال الداعمين لكم ولفضائكم الاعلامي !!!! والله عيب عليكم ان تصلوا درجة الانحطاط بافترائاتكم هذه وانتم تستغلون تلك المساحة من الاعلام الاصفر بالكذب والتدليس لتسقيط الاخرين .