منذ ان سقط نظام البعث في العراق عام 2003 ونحن نلاحظ ان الاعلام العربي بالخصوص قد تحول الى أداة للتنكيل بالعراق الجديد بعيدا عن المهنية والالتزام باخلاق العمل الاعلامي حيث عملية التسويف والتزييف بالمعلومة وقلب الحقائق قائمة على قدم وساق فاجتهدت قنوات مهمة على مستوى العالم العربي في النيل من النظام السياسي في العراق والحديث على منطقة الشرق الاوسط كونه نظاما برلمانيا خرج من رحم صناديق الاقتراع والارادة الجماهيرية لابناء الشعب العراقي.
ومن الطبيعي ان هكذا نظام سوف يأتي بمن يقود البلد ممن هو من المكون الاكبر فيه وهو أمر لم يتقبله أولئك العرب الذين ينظرون الى هذه الحالة على اساس انها شاذة في طواقم الحكم على مستوى المنطقة العربية ولهذا السبب شنوا حملة شعواء وكبيرة عبر الاعلام في قنواتهم الصفراء بدءا من قناة الجزيرة القطرية الى قناة العربية السعودية ثم الى قنواتهم الرسمية في دولهم والتي ناصبت العداء لكل ما هو يعيد للعراق قوته وثقله في المنطقة وهذه القنوات جميعا لم تتمكن من التأثير على ارادة الشعب العراقي، ولكنها في المقابل تمكنت فعلا في ترسيخ تواجد المنظمات الارهابية التي نظّرت وعملت على ترسيخ اجندتها اعلاميا في الاراضي العراقية وهذا بات معروفا لدى المواطن العراقي الذي فهم اجندات تلك القنوات الصفراء في خطابها الاعلامي .
ما يُؤسف له ان تكون قناة البي بي سي العربية متورطة بتلك الاجندات فقد لاحظنا كمراقبين وكمواطنين عراقيين ان هذه القناة ونتيجة لتوجهات بعض العاملين فيها تحاول النيل من العراق والحكومة العراقية وتدفع باتجاه التقليل من الشأن العراقي والتأجيج على حكومته المنتخبة عبر برامجها الحوارية ولعل اخر البرامج الذي قدمته الاعلامية فدا باسيل حول الوضع العراقي كان واضحا تريد اظهار صورة غائمة عن حكومة العراق ونعتها بالطائفية من خلال ضيوفها في تلك الحلقة حيث لم يكن هنالك توازنا في الضيوف الذين كان احدهم من السعودية والثاني من قطر والثالث الاعلامي عبد الباري عطوان وجميع هؤلاء لديهم الموقف النشاز والمعادي لكل العملية السياسية في العراق وفي المقابل كان من العراق فقط النائبة حنان الفتلاوي التي لم يتاح لها المجال الكافي بالحديث لكثرة القطع في الصوت والصورة والذي يبدو متعمدا من قبل مكتب القناة في بغداد من اجل قضم حديث السيدة الفتلاوي لأنهم يعرفون لو سمح لها المجال ستقحم كل اولئك الضيوف الذين امامها لأنهم يتكلمون بعدم مهنية وخارج الواقعية عن العراق وبلغة الببغاوات لترديد نفس الاسطوانة المشرروخة التي رددوها سابقا بالاحتلال وغيره واليوم يرددون بالحكومة الطائفية وسنتحدّث عن تلك البرامج في مقال اخر .
|