كلما اقتربنا من موعد الحسم ,( يوم الانتخابات البرلمانية ) كلما زادت وتفاقمت , وسائل المكر والخداع السياسي والاعلامي , في جذب اهتمام الناخب العراقي , بصيغة التظاهرات والتظاهرات المضادة , التي لها هدف واحد محدد فقط , هو تمجيد وتعظيم القائد المظفر ( فلتة العصر ) . لذلك تشتغل الماكنة الحزبية , باقصى سرعتها , في الحصول على الزخم البشري الضامن لتصويت لهم دون غيرهم , طالما وضعت خزانة الدولة المالية تحت تصرفهم , في الحصول على اصوات انتخابية مضمونة , طالما الدفع المالي يكون مقدماً , على سبيل زرع الثقة بين الطرفين ( البائع والمشتري ) بعدة اساليب وطرق شيطانية , فاقت العقول المملوئة بالخبث والدهاء والمكر , لذلك انتشرت بسرعة البرق , ظاهرة بيع البطاقة الانتخابية , مستغلين حالة العوز والعجز عند العوائل الفقيرة , وكذلك الاشتراك في التظاهرات المدعومة بالدفع المالي والتسهيلات الاخرى الممنوحة , التي تجذب الفقراء اليها , ان هذه التظاهرات المدفوعة الثمن , هي نوع من التهريج في السيرك السياسي الضحل والسخيف , لانها لا تحمل صفة المطالبة باصلاح الحياة الفقيرة والضحلة , او التي تطالب بتضميد جراح العراق الدامية , او اعلان السخط والاحتجاج على الارهاب الدموي , الذي تصاعد في السنوات الاخيرة , بشكل مخيف , حتى مواطن صار لا يضمن رجوعه الى البيت مساءاً , عندما يذهب صباحاً الى عمله , او ان هذه المظاهرات تطالب بتوفير الخدمات , او اعلان قرارات تشريعية صارمة ضد الفساد المالي , او ان هذه المظاهرات تدعوا الى تعميق اللحمة الوطنية والوقوف ضد الطائفية , وانما تتسم بالتهريج المصطنع والسخيف بتعظيم القائد , والوقوف الى جانبه لذبح الوطن المفجوع بهم , هدفها الاساسي , الحفاظ على الكرسي والامتيازات والمناصب , وهي تدخل في باب تسميم المناخ السياسي , بالتوتر المشحون بالصراع السياسي المتأزم , ولتعميق الخلاف والتناحر والتطاحن والتنافس على الغنيمة والفرهود , وهي ضمن برنامج الحملة الدعائية للكتل السياسية المتنافسة في الانتخابات , وهي فرصة سانحة لاصطياد المغفلين والمخدوعين والمغررين والسذج والجهلة والاغبياء , ولكنها تكبد الوطن بخسائر فادحة , في زيادة وتيرة العنف الدموي , وزيادة الشقاق التي تمزق اوصال الوطن . وبحجة العمل الديموقراطي واجواء الانتخابات الحرة , في نفس الوقت , تجري خلف الكواليس , الاساليب الماكرة , التي معاول لهدم نزاهة الانتخابات , ونشهد كل يوم تصاعد اسعار البطاقة الانتخابية , طالما موجود بوفرة عالية المال الحرام عند بعض الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات , او افراد المرشحين للحصول على مقاعد البرلمان , او اعطاء الهدايا مثل الادوات الكهربائية او المواد الغذائية , او اجهزة الهاتف النقال ومقتضياته , او على شكل مكرمات يوزعها زعيم القائمة على المواطنين في مناطق متفرقة , او على شكل سندات تملك للاراضي السكنية , ودائما يكون تسليمها بعد نتائج الانتخابات , حتى يتملص الضامن والمكرم بها من المسؤولية , وحتى تصبح من الاوهام بالضحك على الذقون , ان هذا المكر والغش في التعامل , قد يخدع الذين في حاجة ماسة الى قشة تنجيهم من الغراق من المشاكل الجمة , تجري هذه الالاعيب الماكرة والشيطانية , في ظل التقاعس والتقصير والاهمال والتماطل والتسويف , في تأخير اقرار الموازنة السنوية , التي هي عصب الحياة المالية للدولة , وهي تدل احسن دلالة على ان القادة الجدد , بعيدين جداً , بعد الارض عن السماء , عن الاهداف التي تخدم الشعب والوطن , والفشل الكامل في قيادة الدولة العراقية . وان استمرار وجودهم في هرم السلطة , يعني استمرار تمزق الوطن ,واستمرار الجو المشحون بالتعصب في تأزم المشاكل والازمات . لذا على الناخب العراقي النبيه والواعي والناضج , ان لا يقع فريسة سهلة لهذه الالاعيب الماكرة والمخادعة . وان مسؤولية حفظ العراق من المخاطر , يعتمد على الورقة الانتخابية , التي يضعها في صناديق الاقتراع |