• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : 30 نيسان: والصبح أذا تنفس .
                          • الكاتب : مديحة الربيعي .

30 نيسان: والصبح أذا تنفس

حين تمشي في شوارع بغداد, تشعر كأنك تنظر في وجه مثقلٌ بالهموم, لكن رغم ذلك تعلوه أبتسامة, تخلو من الفرح, فهي للتحية ليس أكثر من ذلك, فلم يتركوا لها, ألا ألاسى ولم يطبعوا على وجهها ألا الدم, ولم ترتدي ألا ثياب الحداد, وكأن دجلة والفرات, أصبحت ترسم وجه العاصمة الحزين, على أمواج مياهها التي بقيت عذبة, رغم مرارة الواقع, وقبح أفعال الساسة.
بغداد تبحث في الوجوه, والعراق يستنهض الهمم, هل من يمسح ألاسى عن وجه سيدة المدن؟ هل من يعيد بلاد الرافدين إلى مكانه الطبيعي, معقلاً للمجد, وصانع فجر الحضارات؟ بعد أن حاول كل من وصل إلى سدة الحكم, الى يعيد البلاد الى ألف عام إلى الوراء, وكأن الموضوع مسألة ثأر بينه وبين العراق, وبينه وبين بغداد, فأصر الطغاة واحداً تلو آخر, أن ترتدي ثياب الحداد, وأن يزكم البارود, أنوف سكانها.
 هناك أمل يلوح في ألافق, ولا زال هناك ضوء في نهاية النفق, رغم كل مافعل العتاة والطغاة, تمسح بغداد أثارهم الهمجية, وتبقى شامخة تروى كيف كسرت قيود الحزن, وكيف أذلت من أراد بها وبأهلها سوءاً, هولاكو وكل من تبعه الى يومنا هذا, مصيرهم مزبلة التاريخ, وبغداد بقيت زهرة المدائن.
رغم كل الجراحات, وكل ألالم الذي يعتصر قلب كل عراقي غيور, وهو يمر في شوارع العاصمة, فيرى أرملة تتسول, وطفل يتجول بين السيارات, وشيخ كبير يفترش الرصيف, ألا ملامح البؤس لم تغير ملامح العاصمة, وأنما ستؤرخ تلك المشاهد, على المفسدين, وسراق المال العام, وماذا فعلوا بالعراق وأهله؟
لنجعل من يوم 30 من نيسان, فرصة لنعيد للعراق مكانته, فننتخب المخلص, ومن يسعى لخدمة بلده, ويضع صورة الفقير شعاراً, ومن النخلة رمزاً, لنغير الطغمة الفاسدة ومن صوت على سرقة المال العام, ومن أقر أمتيازات النواب, ومن سعى لسرقة لقمة الفقير, وفرط في حق ألارملة, وحرم ألاطفال من التعليم, ومن تعلم منهم فأنه يدرس في مدارس الطين.
أنتخبوا فرساناً أقسموا على خدمة العراق, وجعلوا من المواطن قيمة عليا, وسيداً في بلاده, بوشاح أصفر, وسواعد سمراء, وتاريخ أبيض, وهمم عالية, وغاياتٍ شريفة, وقيمٍ نبيلة, وسباق على خدمة الفقراء, وإنصاف ألايتام, إعادة حقوق الشهداء وألارامل, هؤلاء هم أمل العراق, وأباة الضيم, لأجل كل عراقي وكل أرملة وطفل وشيخ, فلنخرج جميعاً لنمسح الحزن عن وجه بغداد.
مهما تمر ألايام, وتتعاظم ألازمات, ويطول الليل ويحمل في طياته حزناً, وألماً ثقيلاً يمر على أهل الرافدين, سيبزغ الفجر, ويتنفس الصبح, وتخلع بغداد ثوب الحداد, ويعود العراق سيداً للدنيا, ويمحوا أثر الطغاة, ويؤرخ أفعالهم في قائمة العار, وستسقط ألاصنام, مثلما تهاوت أصنام العتاة على مر التاريخ.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44996
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5