دعتِ المرجعيةُ الدينيةُ العُليا المفوضيةَ العُليا المستقلةَ للانتخابات الى مراعاة كامل المهنية والحرفية والأمانة في احتساب النتائج فإن ّأصوات الناس أمانة ٌ في أعناق مَنْ يتصدّى لهذه المسؤولية، جاء هذا خلال خطبة صلاة الجمعة الثانية (2رجب 1435هـ) الموافق لـ(2آيار 2014م) والتي أُقيمت في الصحن الحسيني الشريف بإمامة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي.
مُوضّحاً: "إنّنا في نفس الوقت الذي نثمّن فيه الجهود المهنية العالية للمفوضية العُليا المستقلة للانتخابات في جريان العملية الانتخابية بسلاسَة وانسيابية وبأساليب متطوّرة تعكس ارتقاءً مهنيّاً في هذا الأداء، ولَهُمْ الشكر والتقدير، نأمل دراسة ومعالجة بعض المشاكل التقنية في أجهزة البصمة الإلكترونية ومعالجة الحالات التي لم يتمكّن فيها بعض المواطنين من الإدلاء بأصواتهم مع رغبتهم الكبيرة بذلك، ونرجو والأملُ معقودٌ في المحافظة على الدقة والشفافية في عملية العدّ والفرز والإسراع في إعلان نتائجها النهائية.. اختزالاً للوقت ومنعاً لاحتمالات إقدام البعض على محاولة تغيير النتائج.. ودفعاً لِما يُمكن أن يحصل من تشكيك البعض بهذه النتائج.. فإنّ الجميع يترقّب هذه النتائج –كما هي- أملاً بحصول التغيير نحو الأفضل الذي هو محطُّ أنظار المواطنين".
وبيّن الشيخ الكربلائي: "أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية وكما أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والتي بلغت 60%، إذا ما قُورِنَت بمثيلاتها في بلدان أخرى تعيش أوضاعاً أمنية وخدماتية أفضل بكثير من العراق.. تعتبر جيدة ومرتفعة وتعكسُ مستوىً مترقّياً من الوعي الوطني لدى المواطن العراقي والشعور بالمسؤولية، وتحملّه لأدائها تجاه مستقبل هذا البلد وشعبه وتمثّلُ أملاً كبيراً للمواطنين بالتغيير نحو الأفضل من خلال هذه المشاركة الواسعة".
مُضيفاً: "أنّه وعلى الرغم من شعور الكثير من المواطنين بالإحباط وعدم الرضى عن الأداء الذي صاحَبَ السنوات العشر الماضية والذي كان أساساً يشعُرُ به هؤلاء المواطنون تجاه التجارب الانتخابية السابقة وكذلك مخاطر احتمالات التعرّض للتفجيرات من قبل الجماعات الإرهابية على الرغم من كلّ هذه الظروف فإنّ هذه الجموع الكبيرة من المواطنين تحمّلوا التحدّيات الأمنية وهبّوا باندفاعٍ وهمّةٍ عاليةٍ لأداء هذه المسؤولية الوطنية ولاشَكّ أنّ هذه المشاركة الواسعة سترفعُ من رصيد الشعب العراقي بالاحترام والتقدير لدى الشعوب الأخرى.. فإنّها تمثّلُ نمطاً من الصبر والتحمّل والوعي الوطني قَلَّ نظيرهُ لدى شعوب كثيرة".
وتابع الكربلائي: "المأمول من الكتل الفائزة والمرشحين الفائزين بمقتضى الوفاء للشعب العراقي ولمن انتَخَبَهم أن يُقابَلَ ذلك بالالتزام بأداء المسؤولية الوطنية على الوجه الذي قطعوا الوعدَ فيه للمواطن العراقي، وأن يكونوا عند حُسن ظنّ الشعب العراقي الذي وَضَعَ ثقته وأمَلَهُ فيهم من أجل دعم المسيرة السياسية في العراق وتعزيزاً لهذا الأمل لدى المواطنين بالتغيير نحو الأفضل"...
وفي ختام خطبته قدّم الشيخ الكربلائي شُكْرَ المرجعية الدينية العليا لجميع المواطنين الذين شاركوا بالتصويت وتمنّى أن تكون هذه التجربة الانتخابية خطوةً نحو الأمام لحصول التغيير المنشود نحو الأفضل كما قدّم شكرَهُ وتقديره الخاص للأجهزة الأمنية التي عملت ليلاً ونهاراً لتوفير الأمنِ للمواطنين الذي شاركوا في الانتخابات ودفعت بسبب ذلك الكثير من الضحايا، ونثمّن الموقف الوطني الشجاع لرجل الأمن الذي فَدَى بنفسه المواطنين المشاركين في أحد المراكز الانتخابية شماليّ محافظة صلاح الدين لمنع تفجير أحد الانتحاريين نفسه في هؤلاء المواطنين، والشكر موصول كذلك لجميع الأجهزة الإعلامية والقنوات الفضائية وكافة الجهات والمؤسسات الأخرى التي ساهمت في إنجاح هذه العملية الانتخابية". |