• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أمناء علماء الشيعة.. فطنة ويقظة .
                          • الكاتب : الشيخ عمار الاسدي .

أمناء علماء الشيعة.. فطنة ويقظة

 منذ زمن الغيبة للامام الثاني عشر عليه السلام والشيعة الامامية الاثني عشرية يرجعون في شؤون دينهم والحوادث التي تلم بهم الى علمائهم فهم الموصى بهم في التوقيع الشريف عن الحجة ابن الحسن الذي خرج من ناحيته بعد انقطاع فترة السفارة المباشرة في الغيبة الصغرى من خصوص النواب الاربعة رضوان الله عليهم ، وكانت الوصية في ذلك التوقيع بالرجوع الى العلماء المأمونين على الدين والدنيا ، حتى يأذن الله بالظهور من حجة الله في الارض ويحقق امل المستضعفين ووعد الله بدولة الاسلام العادلة تحت قيادة المعصوم عليه السلام .

وقد مرت الشيعة منذ تلك الفترة بفتن ومحن كان الملجأ فيها الى الفقهاء العلماء بالحلال والحرام وما يحفظ الشيعة من المناوئين لهم والحاقدين على عقيدتهم ، وقد كان رؤوساء الملة جميعهم حكماء في القول والعمل ، يشهد لذلك علمهم واشتغالهم وابتعادهم عن الدنيا وفتنتها ، ومواقفهم وتدبيرهم بالاضافة الى ابتعادهم عن مجاورة السلاطين وقربهم من عامة قاعدتهم من الناس الذين وضعوهم في المقام الذي وضعهم فيه الامام حينما نصبهم بالنصب العام ، حججاً على الناس ، وحجة لهم في التعبد لله وطاعته .

كل ذلك ، مع تسديد ومعونة من الله يتلمسها متبعوهم ، جعلت لهم هيبة ، وكلمة عليا ، لا يشك المؤمن في كونها مبرئة لذمته امام الله سبحانه وتعالى .

ومن هذا المنطلق ولمرور الاعصار والشيعة تتربى على طاعة كبار علمائها ، كانت لفتاواهم في الامور العامة دورا حاسما في تحقيق الاغراض التي تتطلبها ، ومنها دور الفتوى في تحشيد عامتهم نحو الجهاد بالانفس والاموال في مجابهة الاخطار الملمة باجتماعهم او في المحافظة على بيضة الاسلام كونهم جزء من المسلمين وارضهم جزء من ارض الاسلام التي يقع عليهم مهمة الدفاع عنها وصيانتها .

وتعتبر فتوى سماحة اية الله العظمى مرجع المسلمين السيد علي السيستاني يوم ١٥شعبان ١٤٣٥ الموافق ١٤حزيران ٢٠١٤م هي الفتوى الاولى في العصر المتأخر التي اوجبت حمل السلاح كفائيا ضد اقوام تدعي الاسلام ظاهرا باغية على المسلمين ، وان كان فعلها بالخوارج اشبه منها بالبغاة ، بعد ان اعلنت عن عزمها على قتل المسلمين وانتهاك اعراضهم ومقدساتهم ، الامر الذي لم يكن في مواجهته بد من استنهاض همم المسلمين في العراق بوجوب حمل السلاح وجوبا كفائيا لصد هذه الهجمة الشرسة البربرية . فاستجاب الآلاف من المتطوعين لذلك مما اوقف وحدد من غلواء تلك الجماعة الفاسدة الباغية ، واسترد الجيش النظامي مواقفه المهتزة اول تلقيه المباغتة ، مستعينا بالدفع المعنوي والمساندة التي احدثتها الفتوى ومؤازرة اخوانهم المتطوعين . ولكن هذه الفتوى ليست الوحيدة من نوعها اذ تكرر هجوم اعراب نجد على كربلاء المقدسة والنجف محاولين اطفاء انوارهما في زمن المرجع الكبير كاشف الغطاء في احداث مؤلمة معروفة ، حتى اضطر العلماء للتصدي بانفسهم للدفاع وحمل السلاح ، وكما سيمر في هذا الملخص .

وهكذا تبقى فتاوى مراجعنا العظام سلاحا استراتيجيا له مفعوله المعنوي والتعبوي في وجه المخاطر العظمى التي تواجه الاسلام والمسلمين ، والضمان على ديمومة وامن الوجود الاسلامي وتشريعاته ، وامن المسلمين ووحدتهم وحرز المؤمنين وكهفهم .

وهنا نتعرض لأبرز الفتاوى لكبار مراجعنا الأعلام التي خرجت لتلبي حاجة واقعية وتكون تاريخا لنهضة جماعية وشاهدا على قدرة الزعامة الروحية على استنهاض الهمم وجمع الارادات في محور واحد تدور عليه المصلحة العليا للاسلام والمسلمين وحفظ حوزة المؤمنين :

١-ففي زمن عبد الله بن سعود الوهابي بدأ الوهابيون يتجهون نحو النجف لغزوها والسيطرة عليها عام ١٢١٦هـ ، ١٧٩٥م ، فلما رأى الشيخ جعفر كاشف الغطاء قدس سره مرجع الشيعة في النجف آنذاك أنَّ الوهابيين عازمون على غزو النجف فقام بنقل خزانة الأمير (ع) إلى بغداد كي لا تنهب إذا ما دخلوا النجف الأشرف وقد استعد لهم تمام الاستعداد، فجمع السلاح والمؤن في النجف الأشرف.

وقد أصرَّ (قده) على البقاء في النجف الأشرف وعدم الفرار والخروج منها، وبقي معه كبار العلماء كالشيخ حسين نجف والسيد جواد العاملي والشيخ خضر شلال والشيخ مهدي ملا كتاب وغيرهم، حيث رأوا ضرورة البقاء والحفاظ على بيضة الإسلام، ثم إنَّ الشيخ وأصحابه وطنّوا أنفسهم على الموت لقلّتهم وكثرة عدد عدوّهم.حتى ملّ ابن سعود من محاصرة سور النجف وانصرف .

كما اعطى الشيخ كاشف الغطاء عام (١٢٢٨هـ ١٨٠٧م) لفتح علي شاه القاجاري حاكم ايران اجازة بالتصدي للدفاع عن البلاد الاسلامية عندما شن الروس هجماتهم ضد ايران، وبعد ذكره اختصاص هذا التصدي في زمان الغيبة بالفقهاء والمجتهدين ووجوب متابعتهم فيه، اجاز الشيخ كاشف الغطاء لاصحاب البصيرة والتدبير والوعي السياسي ومعرفة دقائق السياسة والحرب التصدي بعد ان ابان عذر الفقيه في هذه المرحلة في التصدي المباشر.

٢- وقد اصدر السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض (1231 هـ ، ١٨١٠م) فتوى تشبه سابقتها، داعيا الجميع للدفاع عن ارواح المسلمين واموالهم .

وقد كتب الطباطبائي في رسالته الجهادية قائلا: «ايها المؤمنون، ايها المسلمون، يا شيعة علي بن ابي طالب! اين غيرتكم والروس والكفار يتسلطون على اموالكم واعراضكم ودولتكم، فيرفعون راية الكفر ويزيلون ذكر الشهادتين من بين المسلمين، لقد اصبحت المراة المسلمة فراشا للكفار، وعوض عن الاعياد المحمدية(ص) بالاعياد المسيحية؟!...

وفي هذا السياق عام ١٨١٠م وفي تلك الاحداث في القوقاز التي وقعت بين روسيا القيصرية وايران زمان فتح علي شاه القاجاري الذي كان آنذاك في حاجة ماسة للعلماء... استفتي الميرزا القمي في سؤال: «في هذه الاوقات التي اتت فيها روسياعلى ممالك ايران المحروسة وسائر بلاد المسلمين، وعزمت على تسخير بلاد الاسلام لها، لتصير مانعا عن اجراء احكام الدين المسدد من الامام(ع)، هل يجب دفعهم شرعا ويلزم مع ظن غلبة المسلمين عليهم او لا؟

الجواب: كلما كان هدفهم تغيير احكام الاسلام وشرائعه او اذية نفوس المسلمين واعراضهم او نهب اموالهم وسرقتها يكون واجبا، لكن على الاقرب فالاقرب، وفي كل طبقة على الاقرب، فكلما حصل جماعة يكفي الدفاع بهم كان واجبا كفائيا على طوائفهم، وكلما لم تكف الطوائف القريبة منهم وجب على الاقرب اليهم امدادهم بعنوان الواجب الكفائي، وان لم يكف الا باجتماع الجميع وجب عليهم جميعا الدعم والمساندة».

ولم يعتبر القمي مرافقة العلماء للمجاهدين والمدافعين عن البلاد الاسلامية وارتدائهم لباس الحرب منافياللمروة، بل اضاف: «... اي عالم افضل من امير المؤمنين(ع) الذين كان يزين السلاح على بدنه، ويقدم على الجهاد؟!».

كما كتب في جواب سؤال عن تصدي المجتهد واذنه في الدفاع يقول: «هذا النوع من الدفاع غير موقوف لاعلى اذن الامام ولا حاكم الشرع، وعلى فرض انه موقوف فاين هو بسط اليد للحاكم الشرعي حتى ياخذالخراج على وفق الشرع، ويصرفه في شؤون الغزاة والمدافعين؟ واين هي تلك السلطة التي تجعل السلطنة والتملك منزلا منزلة الغزو في سبيل الله».

٣- وفي حقبة اخرى اي بعد ما يقارب مائة سنة ، كان للعلماء فيها دور المواجهة مع تعديات الدولة الروسية ودخولهم معترك الحرب... زمن الحركة الدستورية (المشروطة)، فقد عززت روسيا في سنوات ( 1329- 1327 هـ ، ١٩٠٥م ). قواتها المسلحة الى الشمال من ايران ومارست ضغوطا شديدة على اهالي تلك المناطق، وقد تزامنت هذه الاحداث مع الحملة الاستعمارية الايطالية على طرابلس الغرب (ليبيا)، فاصدر الشيخ عبد الله المازندراني، والسيد اسماعيل الصدر، وشيخ الشريعة الاصفهاني، والاخوند كاظم الخراساني فتوى بهذا الصدد كانت كما يلي:

«بسم الله الرحمن الرحيم. الى الشعب الايراني عامة ومسلمي الهند، ان الحملة الروسية على ايران، والايطالية على طرابلس الغرب توجب زوال الاسلام واضمحلال القرآن والشريعة الطاهرة، يجب على جميع المسلمين الاجتماع والتعاضد، ومطالبة دولهم بوضع حد للاعتداءات الروسية والايطالية، ويحرم عليهم السكوت والسكينة ما لم ترتفع هذه الغائلة الكبرى، ان هذه الثورة ضد المعتدين على البلاد الاسلامية جهاد في سبيل الله، وهي كبدر وحنين».

كما اصدر السيد محمد كاظم اليزدي قدس سره مرجع الطائفة فتوى ضد تعديات الروس، وكذلك الانجليز وحملتهم على جنوب ايران وقال: «في هذه الايام التي تشن فيها الدول الاوربية - كايطاليا - هجوما على طرابلس الغرب، وتحتل فيها روسيا شمال ايران، وينزل فيها الانجليز قواتهم في جنوب ايران، ويصبح الاسلام في معرض الزوال والاندثار... يجب على عموم المسلمين من العرب والايرانيين الاستعداد لاخراج الكفار من الممالك الاسلامية،وعدم التقاعس عن بذل النفس والمال لطرد القوات الايطالية من طرابلس الغرب، والروسية والانجليزية من ايران، فان ذلك من اهم الفرائض الاسلامية، لتحفظ - بعون الله مملكتين من الممالك الاسلامية من الهجمات الصليبية».

٤- وان من أشهر الفتاوى العامة في العصر المتاخر والتي وجدت تجاوبا عاما مؤثراً فتوى السيد محمد حسن الشيرازي نزيل سامراء في قضية التنباك التي حرم فيها استعماله ليقطع الطريق امام الامتياز غير العادل الذي اعطته حكومة ايران حينها الملكية لبريطانيا كواحدة من الخطوات الممهدة للاستعمار الاقتصادي المؤدي لنهب ثروات البلاد . وقد ادت الى تراجع شاه ايران حينها عن اعطائه امتياز لشركة التنباك الانكليزية عام ١٨٩١م .

٥- فتوى الشيخ الآخوند الخراساني المتوفى(1329هجري ) عام ١٩١١م التي كان لها أثر كبير في إلزام السلطة في إيران بـ (النظام الدستوري) وتشكيل القانون الاساسي (المشروطية) .

٦- وفتواه أيضاً بمحاربة الروس في إيران التي استجابت لها العشائر العراقية، فخرج على راسها ومعه العديد من العلماء والمجتهدين ، لولا موافاة المنية في ليلة اليوم الذي تهيأ فيه للخروج من عام ١٣٢٩هـ ١٩١١م . وقبلها ابرق الى الروس قائلا : "لئن لم تنسحب جيوشكم من خراسان لأصرخن في العالم الإسلامي صرخة" .

وقد كان الآخوند الخراساني  قدس سره حاميا للبلاد الاسلامية وليس فقط البلدان الشيعية  ، ففي عام 1329هـ/1911م أصدر فتوى بالجهاد ضد الجيوش الإيطالية الزاحفة على طرابلس الغرب .

٧- بعد نزول الانكليز البصرة محتلين عام ١٩١٤ واجهوا مقاومة قوية ، حث عليها رجال الدين والمراجع بفتاوى الجهاد ضده منها فتوى الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره بوجوب محاربة الكفار الانكليز للدفاع عن ثغر العراق البصرة عام ١٩١٤م ، وكذلك السيد محمد سعيد الحبوبي ، كما افتى بذلك ايضا السيد محمد كاظم اليزدي قدس الله اسرارهم اجمعين ، ولم يكتف المجتهدون ومن معهم بالفتاوى الدينية بل اتجهوا بالسفن  الى البصرة  جبهة القتال الفعلي وكان من ابرز المشاركين في القتال من المراجع السيد مهدي الحيدري ، وشيخ الشريعة الاصفهاني ، وسيد علي الداماد ، وسيد مصطفى الكاشاني والشيخ مهدي الخالصي ، والسيد محمد نجل مرجع الطائفة السيد كاظم اليزدي ، والشيخ عبد الكريم الجزائري والسيد محسن الحكيم ، كما قام السيد محمد سعيد الحبوبي بدور رئيس في حركة المقاومة . وهذه المقاومة وان لم تمنع الانكليز من احتلال العراق ولاسباب منها يعود للحاكم العثماني انذاك ، الا انها اسست لمقاومة المحتل والوقوف امام مشاريعه بعد ذلك التي كان ينوي بها ابقاء العراق تحت الانتداب البريطاني ، فكانت الجهود والفتاوى بعد ذلك ، سببا لقصر عمر الاحتلال .

٨-  لما اكملت القوات البريطانية احتلال العراق من عام ١٩١٤ حتى عام ١٩١٨ كانت روح المقاومة ورفض التسلط الاجنبي تتنامى مطردة بفضل رجال الدين والجمعيات الاسلامية التي تشكلت لاجل هذا الهدف ، فعمد الانكليز لاعتقال رجال بارزين فيها والتضييق على حركة المرجعية الراعية للشعور الوطني الاسلامي ، فبعد يوم من اعتقال رجال الحركة الوطنية  ، ومنهم رئيس الجمعية الاسلامية السيد محمد رضا الشيرازي ( ابن الميرزا محمد تقي الشيرازي ) وبعض أصحابه ، قام الميرزا محمد تقي الشيرازي بتوجيه التهديد إلى الانكليز مفاده انه يستوجبه هذا الأمر الهجرة إلى إيران وإعلان الجهاد ضدهم

من هناك، وعندها شعر الانكليز بخطورة الموقف وقرروا إطلاق سراح المعتقلين كما وقامت بسحب الميجر (بوفل) الذي كان يشغل منصب الحاكم السياسي في كربلاء واستبداله بالميرزا محمد خان ذو الأصل الإيراني ومتجنس بالجنسية العراقية وفك الارتباط الإداري لكربلاء بلواء الحلة وإلحاقها بالهندية إداريا.

٩- ولما عجز الانكليز عن تركيع الامة في العراق لرغبتها ، وجهوا استفتاءً في ثلاثة اسئلة

للشعب العراقي :  هل ترغبون بحكومة عربية مستقلة تحت الوصاية الانكليزية  ؟

هل ترغبون في أن يترأس هذه الحكومة أمير عربي؟

من يكون الأمير الذي تختارونه ؟

وطلبت الاجابة عليه . فما كان من السيد محمد تقي الشيرازي الا ان افتى في ١٩١٩/١/٢٣ : (ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب أو يختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين) . فقطع على الانكليز طريق جعل العراق تابعا للدولة البريطانية .

١٠- وكنتيجة لسياسة الانكليز في العراق الاستعمارية ، واهمالهم لمطالبات رجاله بانهاء الاحتلال وتلبية مطالب اهل البلاد تفجرت ثورة العشرين ضد الانكليز ، وكان من حوافزها تهيئة علماء الدين وعلى راسهم الميرزا محمد تقي الشيرازي البلاد للتضييق على المحتل بإقامة مطالبهم في محلها ، وقد كانت فتواه مؤججة لتلك الثورة حينما قال :

" مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين ويجب عليهم في ضمن مطالباتهم رعاية السلم والأمن ، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الإنكليز من قبول مطاليبهم" .

١١- وفي ستينيات القرن المنصرم وكنتيجة لطغيان المد الشيوعي الذي ضرب عدة بلدان في العالم ، ومنه العالم الاسلامي ، واحدها العراق بسبب التلبيس الذي استعمله هذا الحزب على الناس والبسطاء واعدا لهم بالعيش الكريم والرفاهية مع فلسفة فكرية تنطوي على بذور الالحاد ، بل تصرح به ، وبنبذ الاديان وتسفيهها ، تصدى جملة من العلماء لذلك ، وكتبوا الكتب في انحراف هذا الخط من التفكير ، مما حدى بمرجع الطائفة آنذاك السيد محسن الحكيم قدس سره باصدار فتوى تحرم الانتماء لهذا الحزب والايمان بافكاره المشتهرة ب " الشيوعية كفر والحاد " وقام غيره من المراجع والعلماء بتحريم الانتماء لمثل هذه الاحزاب ، وممن عنى بمحاربة هذه الاديولوجية الفكرية العالم الكبير السيد محمد باقر الصدر قدس الله نفسه بكتابة بعض الكتب الفكرية التي تقوم وتشرح الجانب الفكري والاجتماعي من الاسلام بما يكون غذاء فكريا مستنبطا من اسس الاسلام ، تقوي شعور المثقف والشاب المسلم بدينه امام الهجمة الفكرية الحديثة التي تريد زلزلة ايمانهم بحقانية دين الاسلام في القيادة وبناء المجتمع على اسسه الرصينة ، والتي كان المد الشيوعي احد وجوهها ، وقد ذاق هذا العالم الكبير اذى الحزب الحاكم الظالم حزب البعث ، لما تصدى له وافتى بحرمة الانتماء له ، حتى قضى شهيدا على ايديهم ، وقبله تصدى الامام الحكيم قدس سره لخطط هذا الحزب في خنق امال المسلمين في الحرية الدينية والفكرية . الا ان الظروف في زمن مرجع الطائفة السيد الحكيم وكذلك السيد الخوئي قدس سرهما ، لم تسمح باتخاذ تدابير اكثر تعبوية وشعبية للوقوف امام تلك المخططات ، ولم يكن ممكنا في نظرهما ان يؤديا الى مكاسب تساوي ما يمكن ان يبذل من اجلهما من النفوس والدماء .

والجامع بين اغلب هذه الفتاوى والمواقف انها كانت بوجه القوات الغازية ، او الافكار الضالة التي لا تشترك مع المسلمين في عقيدة ودين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47752
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28